المقالات

المطبخ لا الطباخ يا رئيس الوزراء


 

ظهر السيد المالكي في لقائه الأخير مع خمسة من (المثقفين) العراقيين وكأنه المخْلِص الوحيد في حكومته وفي النظام السياسي برمته, وقد حمل مسؤولية تردي الخدمات لنوابه المتعددين ولبقية الصحابة أجمعين, وفي مقدمتهم الميامين منهم.. فلنصدق أن هؤلاء مقصرون كثيرا في واجباتهم وكذابون مخادعون كما صورهم دولته.. معنى ذلك أن السكوت عنهم بات قانونيا وأخلاقيا غير جائز البتة, فإذا كانت الدولة فاسدة إلى الحد الذي صار فيه نواب الرئيس مخادعون إلى درجة غير معقولة فما الضرورة من بقاء لجنة النزاهة التي تطارد موظفا لإختلاسه خمسة آلاف دينار وتسكت عن هؤلاء الذين أهدروا ثروة العراق وكانوا السبب في تخلفه وإغراق شعبه في عذابات لا متناهية.

لنصدق رواية المالكي عن نوابه رئاسته. ألا يجعله ذلك مطالبا بإقالتهم على الأقل وتسليم مسؤولياتهم إلى آخرين. لكن القبول بحقيقة أنه الفاضل الوحيد في دولته سيجعلنا نفهم أن تردده عن إتخاذ الخطوة اللازمة يصطدم بإعتقاده أن وجود مخلصين من داخل النظام السياسي بات مستحيلا ولذا فإن بقاء هؤلاء المسؤولين في مواقعهم سيكون أفضل وذلك إيمانا بالمثل الذي يقول (شيطان اللي تعرفه أحسن من ملاك اللي ما تعرفه), وسنعفي أنفسنا من الإعتقاد أن الرجل يريد إصطياد عصفورين بحجر واحد, فهو يجعلنا نظن, وبعض الظن إثم لا كله, أن غايته قد تكون هي تسويد صفحة نائبه الشهرستاني بعد أن وصل إليه ان الرجل بات يطرح نفسه كمرشح بديل له في رئاسة الوزارة المقبلة, أما العصفور الثاني فيتمثل في إجادته لدور البريء تماما من دم بن يعقوب مما يجعله الصفحة البيضاء الوحيدة في كتب أسود معتم .لكنه وهو يمارس هواية الصيد المزدوج يغفل حقيقة أنه بذلك يقوم بتوجيه أنظارنا دون أن يدري إلى حقيقة ان النظام السياسي الذي تكفل بقياده خلال الثمانية سنوات الأخيرة بات عاجزا عن إنتاج ولو موظفا مخلصا واحدا. ولأنه المسؤول الأول عن هذا النظام, على الأقل على مستوى الوزارة, فإن الإدانة التي تشمل الجميع دونه, تنبئنا بأنه بات يعتقد أن العراقيين المسطورين من شدة الحر سوف يصدقون كلامه دون تمحيص.إذا إتفقنا معه فيما يقول, وأن الجميع محتالون مخادعون, وفي مقدمتهم صديقه المقرب السيد الشهرستاني, فعلينا أن نبحث عن توصيف معقول لرجل يرضى كل هذه الفترة بترؤسه لمجموعة من المخادعين الفاسدين.في حالة, وهي عادة ما تتكرر في البلدان التي تحترم نفسها, حدث ذات مرة أن إنتحر مدير عام لشركة طيران يابانية بعد حادثة تسمم نتجت عن وجبة طعام على متن إحدى طائراته المائة على أقل تقدير, وثلاثة مدراء إنتحروا في وقت واحد بعد إفلاس فروع المصرف التي يديرونها.. نحن لا نريد من رئيس وزرائنا أن يكون فارسا على الطريقة اليابانية, فهو سيقول لنا في البداية أن الإنتحار محرم في الإسلام, ولا ادري هل أن الإنتحار محرم حقا في الإسلام بالفعل, فإن كان.. ألسنا الآن بحاجة إلى فتوى تحلله, على الأقل في ميدان السياسيين المارقين؟!.ويبقى أن من حقنا أن نطلب منه قبل أن يلقي بالمسؤولية كاملا على الطباخ وعلى الفئران التي تتجول فيه, أن يعترف بأن العلة في المطبخ لا في الطباخ. والمطبخ الذي أعنيه هو النظام الفاسد برأسه وخاصرته وذيله.

أما الفئران فمن عادتها أن تتجول في المطابخ الموبوءة, فإن قضيت على واحد فسيأتي بدل الواحد عشرة.

1/5/13802

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك