المقالات

"حرمة الدم بين الدين والتديـّن" بمناسبة احداث الناصرية


( بقلم : السيد معد البطاط )

ان مما يدهش ذوي الالباب ويحيرأهل الفطرة  ما يجري في العراق من قتل ذريع واستهتار في الدماء واستخفافاً بحرمة الاخرين وإني لا أريد أن أوجه كلمتي هذه الى التكفيريين الذين وفدو الى بلادنا من الخارج لكي يجلبوا معهم الدمار والقتل باسم الدين وباسم المقاومة.. ولا اوجهها لضعفاء العقول الذين لايعرفون من القرآن الا رسمه ولا من الدين الا اسمه فاستخفهم هؤلاء الوافدون فوجدوهم خفافا  لكي يقتلون أبناء جلدتهم ويخربون بلادهم بأيديهم ولا اوجهها لمن ترسخت فيهم العشائرية وحمية الجاهلية الاولى فتجد الواحد منهم يصلي ويصوم ويلطم  ويمشي على الاقدام لأبي الاحرار ولكن اذا غضب لايبقى للدين اي معنى بقاموسه فهو امعه يتحرك بحركة عشيرته إن اهتدت إهتدى وإن غوت غوى لايختلف عن الجاهلية بشئ في ذلك كما قال شاعرهم:

وما انا الا من غزية ان غوت       غويت وان ترشد غزية ارشد

ولا اوجهها الى البعض من الشرطة والجيش الغير منضبطين،، الذين دخلوا الجيش برشوه لأمرٍ مادي وهو لادين له فلا يهمه اقتل برئ ام ارشوه فأخرج ارهابي قاتل من سجنه.. ولكني اوجهها الى من يدعي اتباع السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر إن من المؤسف له جدا هو أن السيد الشهيد ضحى في حياته وتحمل ما تحمل من أجل هذا الدين وهذه المبادئ التي جاء بها الاسلام لكي يركزها في نفوس الطليعة من أبناء شعبنا بعد أن حاول المجرم صدام ان يجتثها من جذورها, ثم يخرجون هؤلاء وبأسم السيد يسيئون للاسلام وتضيق بهم الناس ذرعا  فالدماء البريئة التي تنوء بحملها الجبال الرواسي هينة عندهم تافهه لهم دعونا نعرض بعض ما جاء في القتل-بأختصار- لنرى أن المهدي عليه السلام إذا جاء هل يقبلنا من أن نكون من جنده أم إنه لايقبلنا بل يقيم علينا الحد بسيفه:قال تعالى(ومن يقتل مؤمن متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)النساء 93.

وهل نريد آية اكثر صراحة من هذه الاية أم على قلوب أقفالها ان من قتل مؤمنا فهو مع فرعون وهامان وامثالهما ,ان اخراج الناس من الايمان ليس امرا مزاجيا حتى اذا أردن قتل انسان قلنا انه ليس بمؤمن واذا اردنا ان نستغيب شخصا قلنا انه فاسق هذا الامر بل على اننا غير منضبطين بضوابط الاسلام.قال تعالى(..من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)المائدة32الى هذا الحد يجعل الله عقاب من قتل انسان وذلك الانسان لم يقتل وان اعتدى وظلم ولكن بما انه لم يصل عمله الى حد القتل فلايجوز قتله لان قتله يوازي قتل كل البشر عند الله  وحتى ان كان قاتلا فتوجد احكام شرعية تفصل ذلك وان لولي الدم الامر وليس لنا .

فهل تعتقد بعد هذا النص القراني الواضح ان من يقتل احدا بريئا عنده ذرة من الدين واني استغرب من المسؤولين عن جيش المهدي في المحافظات كيف يقبلون هؤلاء في صفوفهم.  في الكافي(اتي رسول الله(ص) فقيل له يا رسول الله (ص) قتيل في جهينة فقام رسول الله(ص) يمشي حتى انتهى الى مسجدهم قال: وتسامع الناس فأتوه فقال من قتل ذا؟ قالوا يا رسول الله ما ندري فقال قتيل بين المسلمين لا يدري من قتله والذي بعثني بالحق لو أن أهل السماء والأرض شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لأكبهم الله على مناخرهم في النار أو قال على وجوههم).

هذه هي حرمة المسلم ومنزلتها عند الله.   الكافي (..عن ابي جعفر(ع) قال قال رسول الله(ص)أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء ...حتى يأتي المقتول بقاتله فيتشخب في دمه وجهه فيقول هذا قتلني فيقول أنت قتلته فلا يستطيع ان يكتم الله حديثا) ان عظمة وحرمة الدماء بلغت حدا ان اول ما يحكم فيه يوم القيامة القتل فهل من مدكر.الكافي عن ابي عبد الله(ع) (قال: لايزال المؤمن في فسحة من دينة ما لم يصب دما حراما ,وقال لايوفق قاتل المؤمن متعمدا لتوبة).

  اخواني احبتي ان هذه ضروف طارئة غير طبيعية تتغير فيها الموازين وتتقلب فيها القلوب وتكثر فيها الفتن ويرى الحق باطلا والباطل حقا وكل حزب فرح بما لديه ومع هذه الظروف ينمزج اندفاع الشباب مخلوطا بغضب ينفخه الشيطان,فيقحم الانسان نفسه في ما يمحق دينه ويستهلك ايمانه  فتوقفوا عن الدماء وتورعوا في القتل فإن هذه الضروف تنتهي ولايبقى منهى الا الذاكرة والندم الشديد وان" الفتنه اذا اقبلت شبهت واذا ادبرت نبهت" واذا اصبتم دما حراما فلات حين مندم , الم تتلوا كتاب الله وتقرئون ماقتصه الله من خبر ولدي آدم(ع) قال تعالى وهو يذكر قول المؤمن هابيل(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )المائدة 28 هذا القول هو منهاج المؤمنين اما منهاج القتله فهو الخسران كما فعل قابيل(فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)المائدة30 والحمد لله رب العالمين.

ملاحظة : ان كلامي لا اقصد به الاخوة في جيش المهدي الملتزمين بأوامر السيد مقتدى ولكن اقصد بهم الذين تجلببو بالسواد ومسكوا بنادقهم وشحذوا السنتهم على الناس باسم جيش المهدي وهم لايطبقون منهاج الامام المهدي وآبائه عليهم السلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابومحمد
2007-05-19
لقداسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك