المقالات

الحجاج الثقفي والسياسة العربية


ذات يوم كان الحجاج بن يوسف الثقفي يقرأ في كتاب عن حياة نبي الله نوح (عليه السلام ) فأمر قائد جيشه إن يأتي باحدا يدرك قصة نوح ويحدثهم عنها، فذهب قائد الجيش حتى استدل على رجل كبير ومؤرخ، فسأله هل تعرف شي عن حياة نبي الله نوح، فأجاب الرجل نعم، فأمر قائد الجيش باعتقاله وزجه في الطامورة، حتى مرت اربع اعوام علية، فقام الحجاج بزيارة إلى السجون والطوامير حيث انتهى به الامر إلى هذا الرجل الكبير والمؤرخ، فسأله من الذي اتى بك إلى هنا، فقال قائد جيشك، فرد الحجاج إلى قائد الجيش لماذا ادخلت هذا الرجل إلى السجن، فرد قائد الجيش انت الذي امرتني يا سيدي إن اتي برجل يعرف عن حياة نبي الله نوح (عليه السلام) فابتسم الحجاج وقال انا امرتك إن تأتي برجل يحدثنا عن امور جرت في حياة نوح اختلط امرها علينا وطلبنا منك إن تأتي برجل يعرفنا عليها.

إن الذي جرى على ذلك الرجل انما اليوم يجري على الملايين من عامة المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية، كونها لا تراعي حقوق المجتمع ولا تولي اهتماما لحياة الانسان وتجعله كالدمية تحركه حيث ما تشاء، كل ذلك بسبب عدم الركون إلى الحق والعدل والمعرفة، وخالية من الضمير الانساني وتتعامل بالطاعة العمياء إلى الحكام دون معرفة الحكم الصحيح من الخطاء، حتى وصل الامر إلى حد العبودية حيث قال احدهم إلى الحاكم حتى خطئك صح.

اليوم ما يجري في المحيط العربي والإقليمي من انقلابات عسكريه ومدنيه وحرق البلدان، وجعلها حلبة للصراع الطائفي والقومي والإقليمي وضرب البنيه التحتية وانهيار الاقتصاد العربي، وكل هذا ليس صراع من اجل طائفة أو قوميه أو دين بل صراع من اجل السلطة والتسلط على رقاب المجتمع، وجعلهم عبيد للسلطان وأصحاب المصالح الشخصية ويتحكموا بما يحلوا لهم وحيث ما يشاؤن.

وما يجري اليوم في مصر، وسوريا، والعراق بالتحديد، هو صراع سلطوي من اجل الامساك بالسلطة لا غير، وما تعمله حركة الاخوان المسلمين في مصر من اعمال عنف واستباحة الدماء والإعراض، وجعلوا البلد يعيش الفوضى وانهيار في الواقع السياسي والأمني والاقتصادي منذ عدة شهور، ليست هدفهم الشرعية وإنما هدفهم الوحيد الحكم وقيادة الدولة حسب ارادتهم ورؤيتهم الخاصة، وكذلك الحال في سوريا اجتمع على اسقاط حكمها من كل حدب وصوب للوصول إلى مقاليد حكمها ومقدراتها، وأيضا اليوم الحكم في العراق قائم على التفرد بالسلطة، والتنظير إلى قيادة الحزب الواحد والحاكم الأوحد، ورمي الاخطاء على الآخرين...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك