المقالات

التحالف الوطني وتحديات البقاء


طه الجساس

التحالف الوطني أمام تحدي كبير في مواجهة الضغط الاقليمي الرافض للعملية السياسية ، وإمام المطالب الشعبية بالإصلاحات وتقديم الخدمات ، ولعدم التوافق السياسي في التحالف الوطني ، وتأثير ألإحداث الاخيرة من الهجوم على سجني ابو غريب والتاجي ، وما تبعها من تفجيرات في بغداد والمحافظات ، كشف بوضوح عن هشاشة موقفه في أدارة العملية السياسية ، فكان لا بد تحقيق مطالب السيد الحكيم والصدر من عقد اجتماع يتدارس الوضع الراهن والتحديات ألمستقبلية ، والحرص على أن يكون العمل بقوة المؤسسات لا الافراد ، والاهتمام بالملف الامني وملف القضاء ، والقيام بتوحيد الموقف التحالفي إزاء القوانين المهمة المزمع تشريعها في مجلس النواب ، خدمة للوطن والمواطن قبل فوات ألأوان .أسباب ضعف أداء التحالف الوطني :1. تفرد دولة القانون باتخاذ القرارات بعيداً عن الشركاء الذين يمثلون الاعمدة ألأساسية في تكوين الحكومة ، ولهم الحق في صناعة القرار ، والمساهمة في حفظ العملية السياسية ، وعملية العزل والإقصاء بحقهم مثلت خطراً يهدد العملية السياسية ، ويفقد الثقة بين المتحالفين .2. . وجود اختلافات في وجهات النظر تعيق الدخول في كتلة واحدة في الانتخابات التشريعية القادمة ، يمثل خطر يهدد البيت الشيعي الذي يمثل الاغلبية والتي تطالب بحقوقها وتعويضها عن الضرر الذي اصابها بزمن النظام البائد ، ودولة القانون سبب رئيسي للخلاف ، لتبنيها افكار ومناهج تبتعد عن متبنيات شركائها من المجلس الاعلى والتيار الصدري ولخط المرجعية الدينية .3. . وجود حساسية سلبية بين مكونات التحالف لعدم وجود قناعة بضرورة التحالف مع المالكي لتعامله بتعالي وغرور معهم ، يفتح باب للتنافس السياسي بقوائم منفردة على حصد المقاعد في الانتخابات القادمة ، والتنافس بعدها على رئاسة الوزراء وهذا يساهم في التقليل من هيبة التحالف بين الموالين ويفقده أصوات كثيرة .4. ضعف قيادة رئيس التحالف السيد ابراهيم الجعفري والكتل المنضوية تحت دولة القانون ، جعلها تحصيل حاصل تابعة للسيد المالكي ، رغم أنها تستطيع من خلال أصواتها التنسيق مع المجلس الاعلى والتيار الصدري لتغير السيد المالكي سبب الازمة والفشل . 5. التدهور الامني الخطير وضعف الخدمات بقيادة المالكي ، واتهامه الشركاء في أسباب الفشل يهدد وحدة التحالف ، حيث اتهم المالكي التيار الصدري في الفشل الامني ، باتهامه حرس السجون بالتواطؤ مع المهاجمين ، والمجلس الاعلى في الخدمات ، باتهامه الشيخ جلال الصغير بتعطيل تمرير مشروع البنا التحتية ، والمالكي هو من يقود جميع الاجهزة الامنية من وزارة الدفاع والداخلية والاستخبارات ومكافحة الارهاب ، ويقود ملف الخدمات من خلال ترؤسه لمجلس الوزراء ، وعليه تقع المسؤولية الكبيرة في تحمل النتائج.6. اتهام التحالف بالسير على طريق الباطل بسبب الفشل والفساد ، من قبل قيادات في التحالف الوطني حيث اتهم السيد الصدر أعضاء التحالف بالفشل وطالبهم بالاستقالة أو الاقالة ، مما بضعف ثقة الشارع الشيعي بوحدة التحالف ، وهذا انعكاس للهجوم الغير مبرر للمالكي على تلك الاحزاب ومحاولته المستمرة لإضعافهم بدون وجه حق ، وعدم تحمله لمسؤولية الاخفاق .7. عدم الحفاظ على سمعة الشيعة بصفتهم قادة وطنيون وناجحين في ادارة ملفات البلد بنجاح ومسؤولية ، وفي حالة تزايد التظاهرات في الجنوب والوسط سوف يفقد التحالف مشروعيته من داخل البيت الشيعي ، اضافة الى سوء العلاقة المالكي بباقي بمكونات الشعب العراقي من كرد وعرب.8. وصول الوضع العراقي لمفترق طرق ، فلابد القول أما ان نكون قادرين على تحمل المسؤولية أو لا ، وهنالك عدة سيناريوهات مطروحة اقالة المالكي أو السيناريو المصري من نزول بالشارع وحسم الامور ، أو انتظار الانتخابات البرلمانية المقبلة وهو الخيار المفضل في حالة استجابة المالكي للتوصيات والتعليمات الصادرة من شركاءه في التحالف ، وذلك لعدم استطاعة المجلس الاعلى والتيار الصدري من اقالة المالكي من داخل التحالف لحاجتهم الى أصوات كافية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك