المقالات

تمخضت الناقة فأنجبت نملة!!


حسين الركابي

منذ اليوم الأول من شهر رمضان المبارك اجتاحت العراق عاصفة كبرى، وصار شبح الموت يطارد الجميع ويتربص لهم في كل زاوية ومكان، وكشفت من خلالها عورت قادة البلاد وضعف الأجهزة الأمنية التي صعقت روازين أذاننا ( إي نافذة الإذن ) من سماعها الذي طالما تبجح علينا بها أصحاب القرار.

اليوم العراق يقف على الهاوية ويمر في مرحله جدا خطرة منذ 2003 وكادت إن تنسف العملية السياسية برمتها، وتطيح بعمل مضني وجهاد أكثر من أربع عقود، وسط صمت رهيب من قادة البلاد والمعنيين بالشأن الأمني، والتستر على الخروقات التي تحصل بين اليوم والأخر وعدم المصارحة والمكاشفة والاعتراف بالأخطاء الجسيمة، والتكابر وإلقاء التهم على الآخرين والتنصل من المسؤولية جاعلين البلد يدور في دوامة الإرهاب الأعمى، ويقطع بين مخالب وأنياب الحاقدين مكتفين بورقة معدة سلفا بتحديد هوية الجهة التي اجتاحت البلاد (القاعدة وحزب البعث)وخلفت ورائها أفواج من الأيتام والأرامل، وألحقت مئات الآلاف ببارئها العلي القدير.

إنما ظهرت ببيانها المخجل وزارة الداخلية العراقية في الأمس الأول بعد كل هذه الإحداث الجسيمة، والذي لا يتناسب مع حجم الانهيار في المنظومة الأمنية والدمار الذي حل في البلاد والعباد منذ الواحد في هذا الشهر الفضيل، حيث تمحور حديثها عن ثلاثة نقاط.

أولاً: إن البلاد أصبحت في مواجهة حرب معلنة تشنها قوى طائفية دموية تستهدف إغراق البلاد في الفوضى وإعادة إنتاج الحرب الأهلية التي تجاوزها العراقيون بتضحياتهم ووعيهم.

ثانياً: أن ضخامة وسعة الاعتداءات الإرهابية تكشف عن اختراق كبير لجماعات الإرهاب للنسيج الاجتماعي ووجود حواضن بشرية ودعم تتلقاه هذه العصابات على خلفيات طائفية وسياسية.

ثالثاً: إن منهج الإرهاب يعتمد على إستراتيجية تفكيك الدول بالفوضى والدمار في المجتمعات لإسقاط مفاهيم الدولة المعاصرة للعودة إلى ما يسمونه دولة الخلافة والإمارات الدينية.

بلا شك إن التحدث بمثل هكذا نقاط بعد عشر سنوات على سقوط النظام ألبعثي، و بناء المنظومة الأمنية والأجهزة الاستخباراتية يكشف عن مدى السذاجة والتهاون في حياة الشعب، والاستخفاف في عقول المجتمع، لا تجد اليوم أحدا على الإطلاق في الشعب العراقي من الطبقة العليا إلى عامل ألبناء عاجز عن تحديد تلك النقاط الثلاثة التي تمخضت وزارة الداخلية العراقية، وأخرجت لنا ثلاثة أو أربعة نقاط بعد كل هذا السبات الطويل.

على القوى الأمنية اليوم مسؤولية شرعية ووطنية كبرى، وان تجد حلول واقعيه وناجعة وتقف بحزم إمام اؤلئك الإجراميين الذين حرقوا البلدان وتعدوا جميع الأمور الإسلامية والإنسانية، وتجاوزوا كل الأعراف الدولية والأخلاقية، حيث جعلوا في كل بيت نائحة وعويل، وشلوا حركة التقدم السياسي والاقتصادي والصحي والتنموي والفكري في المحيط العربي والإقليمي، وجعلوا الوطن العربي بركة لإعمالهم وأفكارهم المسمومة التي هلكت الحرث والنسل...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو فراس
2013-08-01
تصريح الداخلية او الناطق باسمها يسوق لنا هذة الاقوال التي اصبحت قديمة وانها كلام متطفل ومتجاهل لانة اعترفت الجهات المعنية بالتواطيء والاهمال والتقصير ولا داعي للكذب والتسويف
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك