المقالات

حاكم لا يملك الخبز


مديحة الربيعي

ما أن يسمع الأيتام وقع خٌطواته وطرق أنامله على الباب يتجدد لديهم الأمل ويعرفون أن من يحمل الخير لهم قد وقف على الباب , وكأن والدهم مازال يتردد عليهم وأنهُ مازال على قيد الحياة , تسبق أبتسامته سلامه وكلامه ,ويشع وجههُ نورا" وتمتلئ عينيه بالحنو وتغمرهُ السعادة حين يحيط به اليتامى من كل مكان ويشاهد علامات الفرح تعلو محياهم ويعيش معهم تلك اللحظات المفعمة بالرحمة والسعادة التي تعدل لديه الدنيا ومافيها , ويبقى يتنقل من منزل الى آخر ويطرق الابواب فلا يترك فقيرا" ولايتيما" الا وقد ترك له نصيبا" , فلا يبقى في المدينة جائع الاوقد شبع ولاعار الا وقد اكتسى ثم يعود الى محرابه فيبات ليلته قائما راكعا ساجدا" باكيا" فمه رطب بذكر الله وقلبه ينبض بحبه , ويقضي نهارا صائما" لايفطر الاعلى كسرة خبز وقليل من الملح , سرعان ما يبادر بإعطائها لأول سائل يطرق الباب , ويقضي هو وعائلته اليوم بأكمله دون طعام ويكملون صيامهم على جوع اليوم السابق , و لم يختلف حاله كثيرا" عندما حكم دولة مترامية الاطراف تمتد أركانها على خمسة قارات لكن ما تغير هو حال الناس من رعيته فبعد سنتين وعدة اشهر لم يجدوا من يستحق الزكاة او الصدقة من الناس ولكن حال الحاكم لم يتغير فهو لايزال لايملك الخبز في بيته, حتى انه اعجز افلاطون ومدينته الفاضلة وافحم عدل كسرى الذي سيدخله الجنة رغم انه مات على دين غير الاسلام, واناخ الكرم راحلته ببابه فلم يترك شئيا" لحاتم الطائي ولا لكرام العرب ممن ضرب بهم المثل هو للفرسان سيدا" وللشجعان ملكا" وللغر المحجلين قائدا" , وللاعداء مهلكا" , انه انشودة الزمن وترنيمته ألابدية التي أعيت النسيان و بقيت ترددها الايام والسنين في كل لحظة من لحظات الدهر وكلما ذكر للخير موضعا" ,أنه سيد الاوصياء وأبن عم خاتم الانبياء علي ابن طالب( عليه السلام ) , ربيب النبوة وصنيعة الاله جل وعلا , وعاء الانسانية ومنبع من منابع الرحمة , ومن رجال الله الذين قال عنهم الخالق في الحديث القدسي( أن لله رجالا" يستجاب لهم قبل أن يرتد أليهم طرفهم), وصدق الشاعر حين وصف امير المؤمنين يابرق ان جئت الغري فقل له أتراك تعلم من بأرضك مودعفيك ابن عمران الكليـم وبعــدهُ عيسى يقفيه وأحـمد يتبـعُبل فيك جبريل ميكال واسرا فيل والملأ المقدس اجمع بل فيك نور الله جل جلاله لذوي البصائر يستشف ويلمعفيك الإمام المرتضى فيك الوصي المجتبى فيك البطين الانزع

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك