المقالات

الدعوة على طريق الأخوان وإحراق المشهد


واثق الجابري

بعد ان ادركت القوى المدنية والدينية والعشائرية الخطورة التي تكمن من إنحدار البلد الى منزلق مجهول . و الحلول تكمن بالعودة للدستور والمشتركات والاستجابة للمطالب المشروعة التي طورت من مفهوم الرأي العام الضاغط على القوى السياسية , ومع بدء العد التنازلي والأستعدادات المبكرة للانتخابات النيابية , أدرك تنامي الوعي الجماهيري وتفاعله مع الأحداث وتشخيص نقاط الخلل , وتحاول قدر الإمكان في هذه الفترة إحتواء المواطن , ومعالجة حالة اليأس والإحباط للإنفلات الأمني وتردي الخدمات , وفقدان زمام الأمر وسيطرة رؤوساء الكتل على القرار وتصاعد الاصوات التي تقف الى جانب المواطن, وهذا ما خفف من القرارات التي تتخذ في غرف السياسة والبعيدة عن دراية المواطن , والتشريعات تم إتخاذها بعيد عن التوافقات وحضور كل الكتل. الانتخابات منعطف في تحديد مستقبل العراق ووحدته وتشخيص المواطن الدقيق الذي خبر التجارب بأختيار القوى الوطنية وعودتها للساحة سوف يلعب الدور الايجابي في التوازن وإيجاد نقاط الألتقاء وتعزيز المشتركات , ومسؤولية تاريخية عليه في هذه الانتخابات من تحديد المشتركات وتعزيزها بصندوق الاقتراع لكي يستبعد شبح التقسيم والحرب الطائفية والأزمات المفتوحة , ودليل وعي المواطن واثبات وطنيته من خلال مشاركته في صنع قرار لأعادة الحقوق للمظلومين من الانظمة السابقة, ونوايا حاولت السيطرة على الرأي العام وتغيير مفهوم الديموقراطية والتبادل السلمي للسلطة , ومنع الصلاحيات الادارية الواسعة , الازمات يراد منها ان تطول اكثر فترة ممكنة لكسب الوقت و دعايات انتخابية مبكرة بالألتفاف على صوت المواطن وترحيلها الى ما بعد النيابية المقبلة , هذا الشحن والشد أريد له ترك الانطباع والبصمات والميول مع الرأي الأكثر تشدد وحقائقه خطيرة تولد قوى ساعية للتقسيم لا تفرط بمصالحها , القوى الوطنية الاخرى لها الدور الاساس في العودة الى اتباع الاساليب الدستورية التي تصون الحقوق ومتطابقة مع رؤية المرجعية الدينية والرأي الشعبي , وهذا ما دفعها بجدية لتقريب وجهات نظر الفرقاء وعودة الحوار بتنقية الاجواء ومن خلال شفافية المواقف والركون للعقل الجمعي الوطني بلغة الوسطية , الانتخابات ستكون كارثية في حال فوز الفريق الأول . ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لن يكون بمقدوره البقاء على رأس السلطة بعد الانتخابات النيابية المقبلة نتيجة فشله بإدارة دفة الحكم في البلاد, وتراجع كبير في اصواته في الانتخابات المحلية , وفقدانه لجسور الثقة مع الاطراف السياسية , بعد عمل كتلته النيابية كمدافع عن الحكومة وإعتبارها الحزب الحاكم, وبروز التراشق الاعلامي بين مكوناته , المجلس الأعلى سيحل بديلا عنه خلال الفترة المقبلة ولهما القدرة على التحالف مع المكونات لعبور الطائفية , وهذا ما يعرض القانون للإنهيار بعد فقدان رئاسة الوزراء وقناعة القوى المتحالفة بفقدان الحظوظ , وحزب الدعوة سينحسر دورهما في المشهد السياسي , ويسعى من خلال رئيس الوزراء إعاقة الانتخابات النيابية , بالازمات والصراعات الأهلية . وتشير التقارير الدولية على فشل ائتلاف المالكي في إدارة البلاد نتيجة لسوء الأوضاع وارتفاع نسب الفساد والتدهور الأمني والصراعات السياسية والمذهبية والقومية وتأخر البلاد , وتعالي الأصوات المطالبة بالخدمات والأمن ومحاربة الفساد , المجلس الأعلى وحليفه كتلة الأحرار سيكونان البديل خلال الفترة المقبلة لتولي مقاليد الحكم عبر صناديق الانتخابات باعتبارهما الممثل الشرعي للمكون الأكبر و ولكونهما كانا حلقة الوصل مع بقية المكونات .ساسة وقادة ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة يعون تماما أنهم سيرحلون كما حصل في الانتخابات المحلية بعد أن خسروا المناصب السيادية في المحافظات, لكن يبدو أن نيتهم قد لن تختلف عن نوايا الإخوان المسلمين في مصر بإحراق المشهد رغم إدعائهم قبول المعارضة , ولكن ذلك يوضح إنهم على استعداد كما إعتقدوا إن عدم وجودهم يعني دكتاتورية بأسم الديموقراطية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك