المقالات

ماذا بعد فشل الاعتماد على ضباط النظام السابق ؟؟


هادي ندا المالكي

أثبتت تجربة السنوات العشرة التي أعقبت سقوط نظام صدام فشل تجربة الاعتماد على اركان النظام السابق من الضباط والمراتب العليا في الحفاظ على الأمن بل ان استمرار التجربة يمثل سببا رئيسيا من اسباب التدهور الامني بسبب الاختراق والانتماء والتقوقع في خنادق الطائفة والفكر الأيدلوجي وهذا ما يمكن تلمسه من الاختراقات الكبيرة واستمرار مسلسل اباحة الدم العراقي والذي تكشف التحقيقات في كل مرة وجود تواطئ او اختراق او اجندات ارهابية تتحكم بهؤلاء المنتسبين.ومؤكد ان هؤلاء الضباط واصحاب الدرجات الخاصة ينتمون الى فكر ومنهج لا يلتقي مع فكر ومنهج العراق الجديد وبالتالي فان وضع هؤلاء في مفاصل مهمة امر غير صحيح لان هؤلاء سيعملون بكل تاكيد على اعادة رسم الدوائر والمربعات كما يتمنون لا كما تريد القيادة والشعب العراقي اضف الى ذلك الى ان فكر البعث ومعالمه لا زالت غضة طرية وبالتالي فان التصاق هؤلاء بالبعث وبثوابت المؤسسة العسكرية البعثية لا زالت قوية ولم تغادر مخيلتهم فكرة اعادة البعث وفكره وقوانينه خاصة وان فقدان البعث رافقه فقدان لكثير من الامتيازات والحقوق المغتصبة وبالتالي فان وضعهم في سلم القيادة لا يمنع من استمرار الضغينة والحقد على الارث والملك المسلوب.ان المنطق يحتم على اي تجربة ان تنهض بابنائها لا ان تنهض ببقايا الانظمة السابقة وايتامها لان هؤلاء لن يقدموا ما يخدم هذه التجربة بقدر ما يخدم مخططاتهم ومصالحهم ولن يستقيموا على الطريقة حتى لو اعطيتهم كل ما يريدون وبالتالي فان تواجدهم عوامل قوة للاطراف المعادية للتجربة وعوامل ضعف وانكسار وتهديم للتجربة نفسها حتى لو تعلل القائمين على هذا الامر باي علل وحجج ومؤكد ان قادة البلد في العراق سيتحججون بحجج كثيرة منها ان هؤلاء الضباط يملكون الخبرة والدراية وانهم ليس جزءا من صدام وان من حقهم خدمة العراق وان من حقهم العيش بكرامة وان اعادتهم جزء من المصالحة الوطنية ونحن نقول نعم من حقهم ان يعيشوا بكرامة ومن خلال الرواتب التقاعدية المجزية وان يتركوا المجال للمضحين والمجاهدين ومن ابناء المقابر الجماعية وممن لم تثبت عليه اي شائبة او مشاركة في صولات وجولات القائد الضرورة ضد الشعب العراقي.ان ما جرى على العراقيين خلال السنوات الماضية والتي اعقبت سقوط نظام البعث الصدامي من ماسي وجرائم قامت بها العصابات الاجرامية وبتواطؤ واضح مع ضباط وقادة ونواب قد الغى كافة المبررات التي نادى بها المالكي وعامر الخزاعي والتي تمثلت بالمصالحة الوطنية والاستفادة من الخبرات وحق الحياة لان كل هذه المبررات قد جرت الويلات والدمار على ابناء الشعب العراقي.ان حادثة سجني التاجي وابي غريب قد ازاحت الاقنعة وكشفت المستور واثبتت حتمية احالة جميع ضباط النظام السابق الى التقاعد ومنعهم من تبوء اي منصب مهم والاستفادة من خبرات ابناء المجاهدين والمضحي وابناء المقابر الجماعية لان هؤلاء اذا كانت تنقصهم الخبرة فلا تنقصهم الحمية والغيرة والرجولة والخوف على العراق وعلى شعب العراق وعلى تجربة العراق.ان تجربة العراق الديمقراطية لن ينهض بها ايتام النظام السابق بل ينهض بها ابناء العراق الغيارى من المجاهدين والمضحين وكفانا تبويسا للحى وعلينا ان نسمي الاشياء باسمائها بعد ان تجاوز الخطر المدى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك