المقالات

وفاة إبراهيم الصميدعي(*)


 

      مع حدوث كل عمليات تغيير في الأنظمة الحاكمة، تحدث بالتزامن معها عملية نهاية وبداية مجموعة من الادباء ورجالات الفن والإعلام سواء كانوا مع أو ضد، فنذكر على سبيل المثال في زمن العفالقة كان في مجموعة "مع" كميات كبيرة(أقول كميات لان من فقد ضميره فقد إنسانيته، وعندها يُقاس بالكمية) منهم عبد الرزاق عبد الواحد ورعد بندر وأمير الحلو  وسعد البزاز والقائمة تطول ، وكان مع جنود الـ "ضد" كوكبة من الدرر الفاخرة أمثال محمد مهدي الجواهري وأحمد مطر وسيد سعيد الصافي وجابر الجابري وغيرهم، وبعض من الـ "مع أو ضد" قد يعيش العصرين فيثبت قوم ويضل قوماً آخرين، ويتلون بعض منهم تلون الرقطاء.

       وبعد الانعتاق الكبير الذي حدث عام 2003م، انتظم الفريقان وبدأت مباراتهم في ملعب العملية السياسية والحياة الأدبية العراقية الجديدة، وشهد كذلك بروزٍ لأسماء جديدة، ومن بين هذهِ الأسماء برز أسم ابراهيم الصميدعي ككاتب وإعلامي ومحلل سياسي، الرجل  منذ أن شاهدتهُ على الشاشة (وأذكر على قناة الحرة الأمريكية)، وقراءتي لبعض من كتاباتهِ فإنهُ يتصف بلغةٍ مهذبة ورؤيةٍ ثاقبة ونفسٍ عراقيٍ جميل، وكانت تحليلاته وأراءه فيها موضوعية ونظرة حيادية، وأنا شخصياً كنت من المتابعين لهُ متى ما طل في اللقاءات والبرامج ، مع ملاحظة إن الكثير من أراءهِ  كان فيها جنوح وميل نحو رئيس الحكومة نوري المالكي (وبما إنها ضمن الإطار العام للتحليل والتعليق فلا ضير في ذلك)؛ ولكن فوجئت كما تفاجئ الكثيرون غيري بما كان في لقاء الأثنين الماضي والذي جمع الصميدعي ومجموعة صغيرة مع السيد رئيس الحكومة، فقد كان ابراهيم أكثر الحاضرين فرحاً بهذا اللقاء التاريخي العظيم!! . وكان أكثرهم مقاطعة لزملائه وأكثرهم شكراً للهِ على هذهِ النعمة التي ما بعدها نعمة!! .

       أما الأبرز في هذا اللقاء فهو المدح المبالغ فيه والثناء المفرط والتمجيد الأحمد لرجلِ قال هو عن نفسهِ وفي نفس اللقاء إنه فاشل، بقرينةِ فشل كل الوزارات التي هو رئيسها، حيث أعلن إن وزارة التجارة فشلت فشلاً ذريعاً، ووزارة الكهرباء فاشلةٍ كاذبةٍ غبية، وملف أمني تطايرت آخر أوراق فضائحهِ بـ(هروب أو تهريب السجناء)، وفسادٍ ملى الأفاق في ظل حكومة دولة القانون، وفقرٍ نهش في عظام شعبِ صرفت حكومته أكثر من 600 مليار دولار، وسياسة خارجية وضيفتها كسب ذل لأسم العراق ولرعاياه في الخارج، وفوضى عارمة تعم البلاد، وفقدان ثقة بين أطرافها السياسية بسبب السياسات الخاطئة التي يتبعُها الماسك برأس السلطة.

       أخيراً فان السيد ابراهيم الصميدعي أعلن في لقاء الأثنين عن وفاته، وطالب بمحو أسمهٍ من قائمةِ المنادين بعراقِ حرٍ ديمقراطي ودولة مدنية عادلة، وكتب الصميدعي بخط يدهِ إن سبب الوفاة هو احتراقهِ وتمسكهِ بجمرة نار عشق وطاعة القائد الضرورة نوري المالكي، الفائز بجائزة الأكثر فشلاً وفساداً في تاريخ العراق المعاصر ..

ـــــــــــــــ

(*) الرجل لازال حي يرزق ونسئلُ الله أن يطيل عمر السيد إبراهيم الصميدعي ولكن المقصود سيتبين من خلال قراءة المقال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مغترب
2013-07-28
ناك الوف مولفة طوابير من امثال الصميدعي والقذر عبد الرزاق عبد الواحد والذي كان يلعق ..............صدام وعدي،اليوم نفس الحالة وبشكل ملفت الكل يلعق........المالكي وغير المالكي اظاهر العراقيين متعلمين علي هل الهوسات والدبجات طالما هناك مال سائب هناك طوابير من لحاسه ...
محمد موفق
2013-07-28
التاريخ سيمحو ذكر هؤلاء المتملقين وعبدة الدينار وستمحى طروحاتهم وافكارهم ... وكانما لا يعلمون بان فيما يقولون خيانة للشعب العراقي الذي عانى ولا يزال يعاني من فعل وقول .... وسلمت يا استاذ محمد وسلمت يداك
مصطفى ظاهر
2013-07-28
ببالغ الحزن والاسى انعى البعض ان لم اقل الاغلب من شعبنا العراقي على ما فقده من شيم الصدق وقول الحق خوفاً او تملقاً لصاحبه .. فثقافة الديماجوجية (سياسة تملق الشعب) هي التي اصبحت سائدة في واقعنا المرير، وهذه الثقافة تعكس مابلغه الشارع العراقي من تردي في مختلف المجالات.
حسين/كربلاء المقدسة
2013-07-28
الظاهر يا اخواني ان المالكي يغدق عليه من مال اليتامى والثكالى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك