المقالات

لاتنسوا.. حذاري


مالك المالكي

يُعرف أهل الإختصاص السياسة بأنها جاءت من مفردة السايس الذي يقوم بتربية الخيول، اذن ضمن هذا التعريف السياسة تعني المدارات، والبحث عن الأفضل للوصول الى الهدف وبأقل الخسائر، وتؤمن السياسة بالممكن الذي لايمس ثوابت الأهداف المطلوب الوصول اليها، وخلاف ذلك فالسياسة تتحول إلى شيء آخر، ممكن أن تسمى تجارة أو حتى رعونة أو غيرها.وكمسلمين لنا سياسة محكومة بأطر شرعية وأخلاقيات، قد لا تسمح بممارسة بعض النظريات الوضعية في العمل السياسي، وتطبيق الميكافيلية أو سواها من النظريات التي سادت منذ معاوية الى الآن، ليس من الإسلام بشي ، والعراق صاحب السمة الإسلامية التي تطبع المجتمع في أغلبيته، عاش فترات طويلة يعاني من الساسة المتأسلمين.ولنا في الناريخ شواهد كثيرة، أقربها البعث الصدامي وحملته الإيمانية، حيث ارتدى لباس الإسلام ليمرر أجندته على جمهور السلطة على الأقل، وعندما نتابع مسيرة حُكم البعث الصدامي نجدها أبعد ماتكون عن الإسلام بالحد الأدنى، فالبعث دخل للساحة وهو حزب عِلماني، مارس في بدايته الشعار الإسلامي لغرض ضرب الفكر الشيوعي، وأستغفل البسطاء بهذه الشعارات، واستمر هكذا حتى وصل السلطة وهو يرفع الشعار الإسلامي ويطبق خلافه جملة وتفصيل.ولما تولى الحكم هدام ظهر البعث على حقيقته، والأبعاد التي رسمها من أسس هذا الحزب، ومن يقف خلف هذا الحزب من دول الإستكبار العالمي. فقام هدام بتصفية الشيوعية بغطاء الإسلام، وبعدها ضرب الإسلاميين بواسطة البعثيين، ومن ثم ضرب البعثيين بالعشيرة والمحافظة، وهكذا حتى نهايته بيد اسيادة، كان يستخدم جبهة لضرب جبهة أخرى، والنتيجة أن أجندة خارجية كانت تنفذ بواسطته.والمتعارف ان الإستكبار في العادة يعد البدائل لإستمرار حضورة في الساحة، فلما بدأت اوراق الهدام تحترق من كل الإتجاهات المحلية والأقليمية، دخل المحتل ليغير النظام واُبعد من اُبعد من دفة الحكم، واَسند من اَسند. وآخذ السيناريو يتكرر، فالحاكم بدأ يسلُك نفس الطريق، وبنفس أسلوب الشعار الذي ليس له على الأرض وجود، فبعد أن تخلص من خصومه من السنة العرب بكل سهولة بسبب الدعم الشعبي والسياسي من معظم القوى السياسية، بسبب الشد الطائفي، وحصل المالكي على فرصة ذهبية للتخلص منهم لتورطهم بالإرهاب. وقد سهل لهم المالكي ليهربوا خارج البلد لانه قد ينفذ مايؤمر وفي مرحلة قادمة قد يحتاجهم، كما فعل مع مشعان وغيره، خاصة مع وجود أنباء عن محادثات يجريها رجال المالكي مع المجرم طارق الهاشمي لغرض تسوية القضايا التي اتهم بها، تترافق مع ضغط تركي على الهاشمي وصل لتهديده بالطرد من الأراضي التركية وكذا فعلت الآردن، والغرض هو التضييق لدفعه للتوافق مع المالكي. وبعدها بدأ بمن اوصلوه للحكم الائتلاف الوطني الموحد، فلم يترك جهة من جهات الإئتلاف إلا ودخل معها بخلاف، واليوم منها من دخل بيت الطاعة ليخضع للمالكي كالجعفري وبدر والفضيلة والمستقلين( معظمهم كان من سكان لندن سابقا..!)، ومازال المجلس والصدريين يقاومون الخضوع، وبدأت حرب التسقيط ضدهم وقد تصل القتل، أو الدخول لبيت الطاعة.والآن بدأت مرحلة الضرب داخل دولة القانون نفسها، والبداية كانت مع الشهرستاني، والقادم أكبر، وليس بعيدة اللحظة التي سينقلب على الدعاة أنفسهم وتصفية كل معارضيه في صفوف الدعوة، وبواسطة الملفات التي طالما لوح بها، وهي طريقته في إستدراج الآخرين للدخول تحت سيطرته. وكذا اسلوبه الخطابي ونزقه في مهاجمة الآخرين بطريقة صدامية بحته، تستند على الكذب والتزييف وتغيير الحقائق كل هذه مؤشرات خطيرة جداً على مستقبل البلد والنظام السياسي فيه، ولايوجد ضمان للشعب الذي عانى الآمرين تحت حكم الطغات إلا الحذر كل الحذر من الآت، وكل المؤشرات تؤكد انه خلاف طموحات هذا الشعب التي كان يحلم بها وبذل من أجلها التضحيات...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-07-27
حقيقة التاريخ تعيد نفسها بالوان واشكال واشخاص لااعرف لماذا هذا الرجل استنسخ الماضي السياسي العراقي المؤلم من فترة الستينات الى قبل الاحتلال ويفرضه على واقعنا الحاضر ومن المؤكد تعلم من صدام الكثير كيف المقبور تخلص من البكر والمالكي تخلص من الجعفري والمقبور تخلص من قياداة البعث بمسرحيه جماعيه وتمت تصفيتهم في باب قاعة الخلد وبعد ذلك تصفية صهره المجرم حسين كامل والان جاء دور الشهرستاني وبعده الاديب وفي الاثر صهره عادل صخيل ليبقى عرابي الصفقات سامي العسكري وعزة الشابندر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك