المقالات

المالكي .. ما قبل الإحتضار !!


محمد الحسن

ليس أوضح من نتائج الأنتخابات التي جرت في نيسان الماضي والتي أماطت اللثام عن حقيقة من شأنها قلب المعادلة الحالية إذا ما بقيت الأوضاع كما هي , ويبدو أن هذا المؤشر يعد السبب المباشر في ما تبنته كتلة دولة القانون من موقف داعم ومطالبة شديدة بنظام القائمة المغلقة . إلقاء اللوم على قانون الأنتخابات والسعي لتعديله ليس لتغطية الفشل الذي أفرزته تلك النتائج , إنما هي محاولة عملية لتفادي المقبل , سيما أن الهزيمة ولّدت مشاكل كثيرة ,على المستوى الداخلي للكتلة فضلاً عن عزلتها الوطنية , حيث تمر بإرهاصات ولادة واقع يتقاطع تماماً مع أرادة المحور (حزب الدعوة) ولم تعد هناك قيادة مركزية واحدة للكتلة .. بدأ الشرخ بضم مجموعة غير متجانسة لصنع توليفة مؤيدة لأدعاء أُريد له أن يكون واقعاً بنظر الجمهور , ذلك الذي يعطي بعداً بطولياً للسيد المالكي على مستوى الطائفة . لم تنجح عملية الأندماج على مستوى المحافظات , الأمر الذي جعل الكتلة مفتّتة , ولعلها عادت إلى مكوناتها الأساسية وصارت مجموعة من الكتل المتنافسة أو المتصارعة (في بعض المحافظات ).تطورت الأمور إلى أبعد من ذلك , فثمة صراع خفي بين رئيس الحكومة وبعض قيادات حزبه (كالأديب ) , وآخر بين حزب الدعوة بشكل عام وكتلة مستقلون التي يقودها ( الشهرستاني ) الطامح بخلافة المالكي في حال رُفض الأخير كرئيس للحكومة المقبلة , سيما أن قرار تحديد الولايات لم تبت به المحكمة الأتحادية بعد .دولة القانون فقدت بريقها السابق ولم تحظى بشيء يمكن أن تبني عليه أمل الأستمرار وبالتالي فأنها تُدرك جيداً , بعد الهبوط المدوّي , أن الحفاظ على أمتيازاتها لا يمكن أن يحدث بذات الوسائل السابقة (أبرزها الأزمات ) .الرؤية نضجت على ما يبدو لدى السيد المالكي وطاقمه الحزبي .. بادرة خطيرة , لكنها وصفة لحالة الموت السريري لمدمني السلطة .. القائمة المغلقة كفيلة بتأمين عدد موالي للرئيس بعد أن فقد السيطرة على القائمة , فرمز الكتلة وصورته مضاف إليها بعض الأزمات ستكون شعاراً ناجحاً لعبور مرحلة الخطر .. بالرغم من كونها لا تعبر عن أرادة الجماهير , بيد أنها ستُعيد هيكلة (دولة القانون) بما ينسجم مع أهواء الحلقة المقربة من الرئيس .المرجعية الدينية مصرة على إظهار خلافها مع الحكومة , ولعلها وجدت الفرصة سانحة لإبراز هذا الخلاف برفضها القاطع لنظام القائمة المغلقة , لكن دولة القانون سوف لن ترضخ هذه المرة فهو الخيار الأخير للبقاء , وإلا فالقادم سيشهد أنكفاء حزب الدعوة وعزلته وتشظيه , بينما ستكون أجواء الهدوء والتفاهمات سائدة في البلد , في ظل غياب منهج الطامحون برئاسة مزمنة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك