المقالات

فشل الساسة والعسكر فلماذا يفشل الاعلام ؟ /


حافظ آل بشارة

تهريب السجناء ضربة موجعة للدولة العراقية والحكومة والقوات المسلحة والشعب ، لكن الضربة الأكثر ايلاما تمثلت بالنتائج السياسية للحدث ، كاثارة الخلافات والجدل وتبادل الاتهامات بين مختلف الاطراف ، كل جهة في الدولة تتهم الأخرى بأنها هي سبب الكارثة ، منهم من يريد ان يبرئ نفسه ويلقي باللوم على الآخرين ، ومنهم من لايهمه ماجرى بل يهمه توظيف الحدث لاضعاف خصومه ، ومنهم من يلوذ بالصمت متشفيا وكأن الكارثة تجري في بلد آخر ، أمام هذه الهزة انكشفت الاسس الواهية التي تقوم عليها الشراكة السياسية في البلد ، واتضح ان التخاصم يمتد في داخل المكون والواحد والتحالف الواحد . في مواجهة هذا الحدث يعتبر الجهد الاعلامي المنظم اكثر اهمية من الجهد العسكري أو السياسي ، لا بد من حملة رأي عام لاستيعاب الصدمة ومنع الاحباط واعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها والقوات المسلحة ، يفترض ان تتضمن اجراءات الحكومة الخطوات الآتية : 1- توضيح تفاصيل الهجوم على السجنين بشفافية كاملة. 2- اعطاء ارقام حقيقية عن عدد الهاربين واسماءهم واحكامهم ونشر صورهم والدعوة للقبض عليهم خاصة السجناء الخطرين . 3- مواجهة الاشاعات التي تنشر حول الحادث بشكل مباشر وغير مباشر بتكذيبها او تفنيدها على لسان ناطق رسمي . 4- كشف الحواضن التي تؤوي الارهابيين ومسؤوليتها عن الحادث وكشف الجهات الاقليمية الضالعة في العملية وتقديم شكوى دولية ضدها . 5- تحذير المواطنين والاجهزة الأمنية من الهجمات المقبلة التي هدد الارهابيون بتنفيذها خلال شهر رمضان واتخاذ خطوات علنية لتقوية الحماية حول الاهداف المتوقعة للهجوم المقبل . 6- اجراء تنقلات سريعة بين القادة والآمرين الذين فشلوا في منع الهجوم والتحقيق مع المقصرين منهم ونشر النتائج بسرعة . 7- حضور القادة السياسيين في اوساط القوات المسلحة ومعسكراتهم لتشجيعهم وتقوية معنوياتهم . 8- اظهار الوحدة في الصف الوطني وفي التحالف الوطني الحاكم وعقد اجتماع قيادي عاجل بتغطية جيدة لتأكيد هذه الوحدة في اجواء رمضانية توحيدية . 9- بث اعترافات المعتقلين في هذه العملية والعمليات المزامنة لها واظهار بشاعة السلوك الاجرامي للارهابيين واستهداف الناس بلا تمييز. 10- شن عمليات عسكرية واسعة على مناطق اصبحت عمليا اوكارا علنية للارهابيين مثل صحراء الرمادي واطراف الموصل وتلال حمرين . هذه خطوات منطقية ذات صدى اعلامي مؤثر ، لكن الحكومة تصرفت بالعكس تماما فقد حاولت اتخاذ سياسة تحويل الأضواء ، وتجاهل الحدث ، وصرف نظر الرأي العام باتجاه آخر ، الا انها لم تنجح بل اعطت نتائج معاكسة ، لحد الآن هناك فرصة لتلافي الخطأ في المعالجة الاعلامية لهذا الحدث الخطير وتقليل آثاره .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك