المقالات

حمار القاعدة وفرس المالكي


حيدر عباس النداوي

أظهرت أحداث اقتحام سجني الحوت في التاجي وبغداد المركزي في ابي غريب قصورا كبيرا في هيكلية المؤسسة العسكرية وتأهيلها وتنظيمها وأشرت خللا كبيرا في آليات الدعم والإسناد والردع وإدامة الزخم والتجسس والاتصال وبصورة تكاد تكون أسوء مما كان عليه الوضع حتى في حروب داحس والغبراء وصولات عنتر وغزواته في دفاعه عن عشيقته "عبلة" وحروب الصعاليك وقطاع الطرق رغم توفر الإمكانات المادية والمالية ورغم توفر وسائل الاتصال التي تجعل من الأخبار حديثا مفروغا منه في لحظات وثواني وفي بعض الأوقات يتم الأخبار عن الأحداث قبل وقوعها وهو ما يسمى بالسبق وهذا وان كان حالة استثنائية تعتمد على الحدس وسرعة البديهية الا انه واحد من البديهيات والتكتيكات العسكرية التي لا يوجد لها اثر في المنظومة العسكرية العراقية الحديثة.ورواية اقتحام سجني التاجي وابو غريب التي أعلنها تنظيم القاعدة وتم فيها إطلاق سراح المئات من قادة ومجرمي التنظيم الإرهابي وقتل عدد كبير من حراس السجنين في اخر جولة من جولات تحطيم الأسوار كما يطلق عليها التنظيم الإرهابي تمثل صدمة مفجعة وحقيقة مرعبة ومخجلة في نفس الوقت وتكشف حالة الفوضى وانعدام الشعور بالمسؤولية وتفكك المؤسسة العسكرية وعدم وجود تنسيق او تعاون باي شكل من الأشكال بين الوحدات العسكرية والقيادات الامنية العليا بل ان تقرير تنظيم القاعدة يبين ان ما حدث كان زلزالا مدويا وان النظرية تكاد تكون معكوسة فخطة القاعدة في اقتحام السجنين وتنفيذ مراحل الهجوم وتوفير الدعم والاسناد وسرعة التنفيذ كان اسلوبا تكتيكيا من اساليب الجيش الحكومي المتطور بل من اساليب قوات النخبة او ما يطلق عليهم "الكوماندوز" بينما مثلت حالة الدفاع والانكسار وانهيار التحصينات وانعدام التنسيق وتاخر الدعم والاسناد وجها من اوجه دفاع العصابات الاجرامية والعصابات المسلحة والعشائر المتمردة،والا كيف يتم فهم ما جرى من قبل التنظيم الارهابي من تجمع لافراد مجرمين وبالعشرات وقطعه للطرق الخارجية الرئيسية ثم استهدافه للسجنين بوقت واحد ونشوب معركة حامية استمرت لساعات تنتهي بان ينجح المهاجمين بتحقيق كافة الاهداف دون وجود اي اثر للقوات العسكرية القريبة ودون تدخل سريع وفوري من قبل القوات الجوية ودون الاسراع بارسال القوات الساندة والداعمة وتطويق المكانين وتفويت الفرصة على المهاجمين وقتلهم او القاء القبض عليهم ...انتهت المعركة وخرج مئات المجرمين بل ان الاخبار تقول انهم وصلوا الى محافظات الرمادي وصلاح الدين ولم تتحرك الدولة ولم ينتفض القائد العام للقوات المسلحة او وزير دفاعه اما وزير العدل فالحق يقال انه لا يعلم اي شيء عن الموضوع بدليل ان كل العالم يعرف ان مئات السجناء قد فروا من سجني التاجي وابو غريب الا هو الوحديد الذي يقول خلاف ذلك وطبعا ...اذا قالت حذام فصدقوها ...فنعم القول ما قالت حذام.نجحت صولة تحطيم الاسوار وانتهت صولات المالكي ولم يعد لديه فرس يمتطيها وحتى سيفه الخشبي لم يجده عندما اراد ان يركض خلف المهاجمين من حثالات القاعدة لان حميرهم كانت اسرع وارشق من سيقانه التي خذلته والى الابد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك