المقالات

بهجة الفاسدين بسكوت المنكوبين /


حافظ آل بشارة

الفساد حريق هائل يلتهم المواطن المستضعف ، هو الضحية الاولى والأخيرة ، الغريب في هذه الضحية انها لا تعترض ولا تصرخ ولا تشكو ، بعض الناس اعتاد على قبول الفساد والتعايش معه وتطبيعه فهو يائس من جدوى الاعتراض ، وبعضهم لا يدري انه ضحية للفساد ! ويعتقد ان فساد الحكام وفقر المحكومين أمر طبيعي وان الحياة يجب ان تكون هكذا ! وبعضهم يعرف ان الفساد آفة تلتهمه لكنه يفضل ان يشارك قدر الامكان في مسيرة الفساد حتى ينال حصته بدل الاعتراض ، عندما يغيب المواطن الضحية عن معركة مواجهة الفساد فلا يمكن لأي جهة ان تنوب عنه ، بعضهم يعتقد خطأ ان وسائل الاعلام يمكن ان تحارب الفساد ، بلد فيه حوالي 40 قناة فضائية ، ومثلها من اذاعات الـfm واكثر من 100 صحيفة ومئات المواقع الالكترونية ، لكنها لم تدخل معركة اعلامية حقيقية ضد الفساد ، والسبب واضح وهو ان اغلب وسائل الاعلام يملكها ويمولها اشخاص مشتركون في السلطة ، لذا فمعالجتها معالجة انتقائية ، تتجاهل الأزمة الكبرى وهي الفساد الشامل وتهتم باعراض الأزمة وآثارها كالارهاب والفقر والبطالة وازمة الكهرباء وفشل الحصة التموينية وغيرها ، مثلهم كمثل الطبيب الذي يهتم بمعالجة الاعراض ويهمل المرض الاصلي المسبب لها ، بعض وسائل الاعلام تذكر أزمات البلد لاسباب تتعلق بالصراع على السلطة وليس لاجل الشعب ، بعضهم يستعرض أزمة الكهرباء انتقاما من وزير الكهرباء وكتلته ، وآخر يذكر فشل نظام الحصة التموينية انتقاما من وزير التجارة وكتلته ، فاذا تصالح الطرفان اختفت المشكلة من الاعلام ! وسيلة الاعلام التي يملكها وزير ما تصبح وظيفتها تلميع وزارته الفاشلة الفاسدة ، لذا يجب على الجمهور ان يغسل يديه من أغلب وسائل الاعلام الوطنية ، هذه مشكلة عالمية ، كثير من الدول هجرت شعوبها وسائل الاعلام التقليدية وأخذت تصنع اعلامها الجماهيري الشارعي ، وهو اعلام تطوعي وسريع وجريء وموضوعي ، واهم وسائله مواقع التواصل الاجتماعي التي احدثت ثورة في صناعة الرأي العام والتوعية والاقناع والحشد وتوحيد الشارع تجاه الازمات ، فهي تقدم الخبر والمعلومات والتحليل ، وتثير حوارا متواصلا بين المشتركين وتصنع أمة افتراضية ذات قرار ، هذا الاعلام مازال متخلفا في العراق لتخلف المواطن سياسيا ، فهناك مشاركون في مواقع التواصل (فيسبوك) يعيشون خارج الزمان والمكان ولا يحسون بالأزمة وهم ضحاياها ! حواراتهم وتعليقاتهم في واذ آخر تدور حول الطرائف والتحشيش والمجاملات والحب والكوارث والدين بالفهم الكلاسيكي ، متى يتطورون ثقافيا ؟ متى يشعرون بالمسؤولية الاجتماعية ؟ متى يشتركون في مخطط تواصلي لمواجهة الفساد ؟ لا شك ان البداية هي الوعي ، ثم الحوار ، ثم الخروج بفهم مشترك ، ثم الحشد السلمي لمواجهة الأزمة ، عندها تظهر قوة مليونية فتصبح وسائل الاعلام مرغمة على الاشتراك فيها ايجابيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك