المقالات

أبنائنا..والبكلوريا

507 23:12:00 2013-07-21

جواد الماجدي

قد يكون هناك حدثا مميزا في حياة الانسان يغير مجراها نحو الافضل والطموح او نحو الأسوأ وخارج متطلبات الرغبة والطموح والاختيار . وقد يحدد هذا الهدف مجريات ومستقبل الشخص بل وعائلته وأبناءه . فالذي يحصل اليوم وللأسف الشديد وإكمالا لمسلسل الفساد نرى وبأم اعيننا مستقبل ابنائنا يتلاشى امام اعيننا ولا نستطيع ان ندافع عنه سوى ان نقنعهم بان هذا الذي يحدث حرام وسيكون مصدر رزقهم سحت هم وعوائلهم الى يوم الدين .فالطالب عندما يصل الى المرحلة النهائية في الدراسة سواء كان في الفرع العلمي او الادبي او باقي الدراسات يكون هناك انذارا كبيرا في العائلة والمقربين فيجب على العائلة ان توفر المال (ما لا يقل عن ثلاثة او اربعة ملايين دينار) بغض النظر عن حد دخولات تلك العائلة فالغني والفقير يتساوون هنا . فواقعنا المرير يحتم على عوائل الطلبة توفير الدروس الخصوصية لهم ان ارادوا لأبنائهم النجاح وضمان فرصة اكبر للنجاح ,لان المدارس الرسمية وتحديدا لطلاب السادس المشمولين بالامتحانات العامة لا تمثل سوى مضيعة للوقت وعبئا على ابنائنا الطلاب في عصرنا هذا على العكس من زمان الثمانينيات من القرن الماضي وما قبلها حيث فساد النظام وقسوته حيث لم نكن نفكر بدرس خصوصي او نعطي لأي مدرس كان اي مبلغ من المال لكي يدرسنا او يشرح لنا مادة لأنه كاد ان يكون رسولا !! . اما في زماننا هذا كاد بل اصبح شيطانا رجيما للأسف مع احترامي للبعض القليل جدا لكي لا ابخس حقهم . فمشكلة الدروس الخصوصية تحملنها نحن العوائل الفقيرة والمتعففة والمتوسطة وأصبحنا كما يقول الشاعر الشعبي ( بالدين اوفي الدين واديين اردود) مع ذلك جهزنا ابنائنا بالقوة المعنوية وجعلناهم مهيأين لدخول المنافسة الشريفة مع بعضهم لتحديد مستقبلهم ومستقبل ابنائهم وعوائلهم لاحقا . ولكن هناك طامة كبرى تحصل وللأسف في عصرنا هذا ولا اعرف اي تفسير علمي لدى المتعلمين او شرعي لدى المتشرعين ولا في قوانيين الغرب الكفرة كما يحلو لنا ان نسميهم . فسرقة حقوق الاخرين والصعود على اكتافهم اصبحت مودة في عصرنا نحن المسلمين وللأسف اقول فسرقة اسئلة الامتحانات العامة (البكلوريا) وبيعها بأسعار خيالية تصل الى ثلاثين الف دولار مشكلة كبرى على الصعيد الاخلاقي والتربوي والديني وحتى السياسي فإذا فسد التعليم والقضاء في دولة يقرأ عليها السلام فأما القضاء فليس محل حديثنا الان وأما التعليم فحدث ولا حرج فبالرغم من تصريحات وزارة التربية ولجنة التربية في برلماننا النزيه والشريف وإبعاد الشبهات ورفضهم القاطع الذي يحاولون فيه الضحك على الذقون نرى تسرب اسئلة الامتحانات و للسنة الثانية على التوالي وبنجاح ساحق وكأننا في مسرحية هزلية من مسرحيات عادل امام او يونس شلبي رحمه ورحمنا الله ولكن بطلها اليوم محمد تميم وزير التربية ولجان وضع الاسئلة وإدارات المدارس وكل مسؤول عن تسرب الاسئلة . نعم تسربت الاسئلة وبيعت بمبالغ نقدية كبيرة فسرقت بذلك احلام وطموحات شباب في عمر الورود طامحين باحثين لمستقبل وغد افضل ليغيروا من واقعهم وواقع عوائلهم . فنرى تلك المصيبة ( الاسئلة ) تقضي على طموحاتهم وتقتل حالتهم النفسية لكونهم وعلى مدار ثمانية عشر شهرا او ما يزيد او يقل قليلا منهمكين في الدراسة مضحين بأوقاتهم الجميلة وبكل ما تحمل هذه الاشهر من مناسبات جميلة تصادفهم واضعين نصب اعينهم المستقبل المشرق ومعدل عال يؤهلهم للدخول على المنافسة لارتياد احدى الكليات . وإذا بالإخبار تصل اليهم بان بعض الطلاب ولاسيما (النايمين للظهر)حصلوا على الاسئلة فيقتل بذلك كل طموح لديهم ويزيد من سوء حالتهم النفسية . فيدخل الطالب هنا في معركة نفسية هو في غنى عنها في هذا الوقت العصيب لماذا انا اقراء واسهر الليالي والأيام وتركت ملذاتي وتحملت الحر والبرد باللهف وراء الاساتذة لكي انافس وبالتالي يأتي من كانوا نائمين للظهر ويتسلقون المراتب والمعدلات وكأن ميزان العدالة انقلب في عصرنا هذا . على العموم لنتناسى مهزلة الاسئلة وتسريبها ونحترم اراء اللجنة البرلمانية ووزير التربية الذي استغرب في بيانه السنوي قبل توزيع النتائج بالنتائج الباهرة لهذه السنة والذي خالفت التوقعات والنجاح الباهر والمعدلات العالية وكأنه يفتخر بتطور العلم والتدريس في وزارته الذي تركها ما يقارب عن ستة اشهر او اكثر ليدخل صومعة الاعتكاف مع قائمته العراقية للحصول على نتائج كبيرة في تطور مستقبل ابنائنا وحصل له ما اراد والحمد لله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك