المقالات

القائمة المفتوحة تغلق التغلغل الى القائمة المغلقة !


علي جاسم

تشكل الانتخابات البرلمانية المقبلة مرحلة مهمة من مراحل الواقع السياسي والديمقراطي في العراق الجديد، وتجربة أخرى تضاف الى قائمة تجاربه الديمقراطية التي مارسها بعد زوال النظام الاستبدادي، وعلى الرغم من انها ليست المرة الأولى التي سيدلي فيها الشعب العراقي بصوته ويعطي رأيه عندما يتوجه إلى صناديق الاقتراع بعد ان مارس العملية الانتخابية سابقا أكثر من مرة في الانتخابات البرلمانية الأولى والثانية وانتخابات مجالس المحافظات والاستفتاء الجماهيري على الدستور، إلا ان هذه الانتخابات لها أهمية كبرى كونها تأتي في خضم النظام الذي سيتم اعتماده في العملية الانتخابية وهو نظام القائمة المفتوحة بعد تنامي الوعي السياسي والجماهيري بسلبيات نظام القائمة المغلقة التي اعتمادها سابقا.ان الجهود التي بذلت بشأن آلية الانتخاب ونظام القائمة ممثلة بطول المناقشات العديدة، والقراءات المتعددة لمشروع قانون الانتخابات تحت قبة مجلس النواب، والمشاورات العديدة بين الكتل البرلمانية والسياسية للتوصل الى الحالة الأكثر وفاقا وانسجاما وقبولا بين فئات الشعب العراقي وصولا الى قواسم مشتركة حول موضوع الانتخابات والصيغ التي ينبغي السير فيها لضمان نجاحها والمشاركة الجماهيرية الفاعلة والواسعة والسعي الجاد لعدم استبعاد أي طرف منها والاتفاق النهائي باعتماد القائمة المفتوحة، جميع هذه الجهود قد ركزت على مسألة النظام الذي سيتم اعتماده فيها لأهميته البالغة وهو ما كان يستحق بذل كل الجهود وأخذ الوقت المناسب للمناقشات والدراسات المستفيضة حوله كونه سيقرر نجاح العملية الانتخابية ونتائجها بعدما شهدنا التجارب السابقة ذات القوائم المغلقة التي سمحت بانتخاب أشخاص غير كفوئين لشغل مناصب عضوية مجالس المحافظات او مجلس النواب نتيجة تداخل أسماء المرشحين في قائمة واحدة تكون (مغلقة)، مما يعني إعطاء أصوات مستحقة لمن لا يستحقها وغير جدير بها وبدخوله المجلس لأن هذه الأسلوب يعطي فرص متساوية البعد بين الجميع داخل أي قائمة ويضيع فرصة انتخاب الأفضل والأنسب، فتؤدي القوائم المغلقة الى (تغلغل) شخصيات ليست ذات جدارة بتمثيل الشعب والإحساس بهذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وتحمل الصعاب لخدمته مما جعلها تعيش في وادي والشعب في وادٍ ويكونون أعضاء غير نافعين وغير مؤثرين في العملية السياسية.القوائم المغلقة، بطبيعة الحال، ستؤدي إلى ضياع منجزات السياسيين الناجحين نتيجة عملهم الدؤوب وسعيهم لخدمة أبناء بلدهم وإنجاز المشاريع العمرانية وتحقيق مستوى متقدم لها من البناء والرفاه الاقتصادي واستثمار أموال المشاريع الخدمية، وهذا كله سيضيع ويتساوى مع بعض الشخصيات السياسية ذات المصالح الحزبية والشخصية وغير النافعة التي لم تستطع تقديم منجزات تذكر، ولم تقف مع ابناء جلدتها، بل أن بعضهم ولأنه لم يستطع تحقيق الفوائد المرجوة، وهذا ما سيتوضح وتنكشف نتائجه خلال المرحلة لمقبلة والانتخابات القادمة والتي ستكون الفيصل في الحد الحاسم في فضح كافة الشخصيات غير النزيهة التي سمح لها النظام الانتخابي السابق بتبوء مناصب ليس جديرين بها وليسوا على قياساتها لاسيما بعد إقرار الشكل النهائي وهو (القائمة المفتوحة)، والذي سنرى تأثير ذلك بشكل مباشر على أسماء وصفات الشخصيات الداخلة في إطار مجالس المحافظات وتبعا لصفات يفترض توافرها فيهم كالنزاهة والكفاءة والمهنية والعدالة وخدمة أبناء العراق وغيرها مما ستكون هي الفاصل في عملية الاختيار والانتخاب ولا شيء غيرها، لأن المواطن العراقي أكتسب خبرة واسعة في عملية الممارسة الديمقراطية ومتفهما لفوائدها ومدركا لنتائجها وأصبح على وعي تام بمسؤوليته في تحديد الشخصيات الوطنية من المخالفة لها والتي تقف على النقيض منها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك