المقالات

لماذا الحكيم في قطر ؟


واثق الجابري

عادة ما تثار الكثير من التساؤلات عن ازدواجية السياسة العراقية الخارجية , وسلسلة من المراجعات للأرث الثقيل الذي ورثه الشعب العراقي من السياسات العشوائية الدكتاتورية , التي لم تجعل لهذا الشعب من صديق , إسقطت عملته وجعلت من جوازه مواطنيه غير محترم بين الشعوب , انتزعت الأنتماء لتراب وطنهم , بعد إن هجرته الكفاءات والشباب , هاربين من بطش النظام وباحثين عن وسيلة للعيش , سلسة المراجعات تبدأ من تحسين العلاقات مع الدول الأقليمية والمنظومة العالمية , مراجعات تثبت اوتادها من بناء العلاقات الداخلية ومد جسور الثقة, ودعوات للتصالح مع المجتمع , والنظام الجديد واجه اعداء تقليدين تم الترويج لهم داخلياً وتغذيتها سياسياً , عداء كان مرتبط بالتحولات الأقليمية والربيع العربي الذي تم فيه مصادرة الجهود والتضحيات من الشباب العربي , تسلق قوى بأسم الدين والطائفية , مذكية للفتنة في المنطقة , التحولات ولدت الانقسامات داخل الدول والعراق كان في منتصف هذا الحريق , السياسة العراقية الخارجية لم تكن متوازنة في التعامل مع المحيط الأقليمي خاضعة للنزاعات الداخلية , ومتماشية مع طبيعة تشكيل الحكومة العراقية على أساس المحاصصة وتقاسم المناصب وقرار المقايضة والمزايدات والمهاترات الأعلامية , وأغلب القوى في الساحة العراقية عملت طيلة هذه الفترة للتعامل مع الملف الخارجي على أساس المصلحية الضيقة والدعم الخارجي , من بنائها الهيكلي الهش القابل للأختراق وفقدان الثقة بين الطبقة السياسية , جعل من الحكومة تعتمد على قوى ضعيفة لا تملك القرار في جماهيرها وتعطيها التركيب الشكلي وتفسح لها المجال في إتخاذ القرار بحرية , موجة التغيرات في المنطقة وظهور حركات التمرد دفع المنظومة العالمية لمراجعة سياساتها , خاصة بعد بروز واضح لقوى التطرف في سوريا ومصر وليبيا وتونس والعراق وقطر ودول الخليج ,وتم الاكتشاف متأخراً ان القوى الاكثر أعتدالاً في المنطقة أعمق تأثير في بناء سياسات الشعوب وان الحروب مهما طالت لابد ان تنتهي للحوار والسلام والدبلوماسية , تحول كبيرمن تغيير الحكومة القطرية و السقوط المدوي للأخوان والمظاهرات في تركيا وتبديل الحكومة الايرانية , هذه التغييرات تدل على تحول محوري في سياسات المنطقة واتجاهها الى لغة التفاهمات والمشتركات بين الشعوب ومراجعة السياسات السابقة .العراق بعد الخروج من البند السابع أصبح من الدول المؤثرة في المنطقة لا يمكن ان يعيد دوره المحوري دون بناء علاقات متوازنة أقليمية ,دعوة أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد للسيد عمار الحكيم تندرج من ضمن ذلك التحول في السياسات الدولية , كون السيد عمار قطب الرحى في العملية السياسية واستطاع إذابة جليد الجمود بين القوى العراقية , في أصعب مرحلة مرّ بها العراق والمنطقة من توتر طائفي وأمني , الزيارة جاءت لكون القيادة في قطر قيادة جديدة اشارت بإيجابية التعامل مع الاحداث وخصوصا ما يتعلق بدعم الارهاب والارهابيين , والحكيم بدوره حمل رسالة ضرورة الأبتعاد عن السياسات السابقة التي كانت متبعة اتجاه الشيعة وعليه الاعتراف بهم قوة اقليمية لا يمكن ان يستهان بها , وحجمهم اكبر من دول في المنطقةواحترام حقوقهم في قطر والمنطقة , وعليها التعامل بإيجابية مع الوضع العراقي الجديد و تقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية, و دعم جهات معادية للتجربة السياسية و اذكاء الطائفية في العراق , و عتب على الأحداث الاخيرة وموقف قطر السابقة , الرسالة التي يحملها السيد الحكيم ستولد ردود فعل متفاوته لدى القوى السياسية, وبكنها في الحقيقة ستفتح أفاق جديدة للسياسة العراقية وتمهد الطريق لفتح صفحة جديدة من العلاقات الأقليمية التي تدعم أستقرار العراق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك