المقالات

الوزير الذي خذل اهله !


سعيد البكاء

مثله ، مثل معظم العراقيين ، كان فقيرًا . ومثله مثل بعض العراقيين ، نسى فقيره وتنكر للفقراء بمجرد ان صار وزيراً . وما كان تياره الذي اختاره لهذا الموقع الخدمي يريد ان يسعده بالسلطة والمال ، بل كان يريد منه ان يخدم الفقراء العراقيين بالتاكيد .تسلم الوزارة التي تعنى بشؤون المحرومين والمسحوقين بعد ان كان الوزير الذي سبقه قد أهداها للصوص والفاسدين فعاثوا فيها فسادا . ولم يكن الذي سبقه فاسدا ، بل مهملا لواجباته ، وغير مكترث بالفقراء .وكان اختياره من قبل تياره لهذا المنصب له مغزاه ، فالجهة التي اختارته كانت تريد ان ينصف الفقراء ويخلصهم من الإذلال الذي عاملهم به مسؤولو الوزارة السابقين . وحين جاء الى موقعه الرفيع هذا تأملنا منه خيرا، لكن الرجل لم يكن عند حسن ظن الفقراء والمعدمين والارامل والمطلقات والمعوقين . فالحال ظل على ما هو عليه ، ولم يحرك معاليه ساكنا . فمنذ ثلاث سنوات . وما يزال العاجز لا يحصل على راتبه من دون رشوة ! والمعدم لا يقدر على ذلك، فيظل على حاله مشتكيا الى الله من ظلم المسؤولين في الوزارة الذين لم يردعهم الوزير ، وصار يتعامل معهم ، كما كان يفعل سابقه، من عدم اكتراث ازاء تصرفاتهم واعتدائهم على كرامات الناس ! فهل يدري الوزير بان المرأة العراقية ان كانت ارملة او مطلقة تتعرض الى ابتزاز وهذا الابتزاز مفهوم ومعروف. وقد ضجت وسائل الاعلام بحالات لا حصر لها من حالات الابتزاز بالنسبة للنساء المطلقات والارامل . وكذلك لم يحصل الاطفال الايتام والمعوقين على حقوقهم في المال العام . مع انه - اي المال - قد خصص لينقذهم من العيش الذليل، فما زال الاف من الايتام وغيرهم من الأطفال العراق يتسولون، وقد اعترفت الوزارة باستحالة معالجة هذه الظاهرة . لان المسؤولين في الوزارة إياها هم سبب تفشي التسول ، ولانهم لا يعطون كل ذي حق حقه، بل يعطون المخصصات الى من لا يستحق. ومن بين موظفي الوزارة من يحصل على رواتب الفقراء ومنح المحتاجين في حين انه يلتقي راتباً شهرياً محترماً من الدولة ! انا لا اشكك هنا بنزاهة الوزير ، ولكن اهماله لمصالح الفقراء وعدم متابعته للفاسدين وتماهله في عقابهم ، جعل الأمر لا يطاق، ولم يلحظ الفقراء اي تغيير للاحسن عند انتقال ادارة الوزارة من (شيخ راضي) إلى (أخر) وكأن الأول ما زال يمارس مهامه ! اتوجه بالرجاء الى من عرفنا عنه المواقف المنصفة والجادة ، بان ينصف الفقراء من ظلم الوزير الحالي . فالرجل لا يحس بهموم الفقراء او معاناتهم ! وهم ينتظرون الرحمة من الله اولا ومن السماحة ثانيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك