المقالات

مأساوية الوضع الأمني ضمانة لوجود البعض


حميد الموسوي

وزارتا الدفاع والداخلية بكل صنوفها من جيش وشرطة والقوات الساندة لها تفتقر الى النظم التي من شأنها المحافظة على استتباب الامن والاستقرار، علما بان هاتين الوزارتين كلفتا الخزينة العراقية اكثر من 24 اربعة وعشرين مليار دولار خلال ثماني سنوات تضمنت التدريب وشراء الاسلحة والمعدات .وغير هذا فان العراق بحاجة لرصد مبلغ 600 ستمائة مليون دولار سنويا لصيانة المعدات العسكرية التي كلفته 10 عشرة مليارات دولار.هذا ما اكدته تقارير وزارة الدفاع الاميركية من خلال دوائرها المختصة .ترى ما الذي يجعل قواتنا الامنية بهذا الضعف والركاكة وشبه استسلام امام العمليات الارهابية برغم صرف هذه المبالغ ووجود هذه التجهيزات؟!.حصيلة الشهرين الماضيين اكثرمن 1400 شهيد من مختلف الاعمار ومن الجنسينموجة تفجير الحسينيات والمساجد ومجالس العزاء ومواكب التشييع وتجمعات الناس مستمرة بعدما اوقعت ما اوقعت من ضحايا بينهم طلبة جامعات.ساحات لعب كرة القدم، عشرات من شباب ملاعب بغداد وديالى ومحافظات اخرى ضحايا هذه الموجة.تتخلل هذه الموجة عمليات ضد نقاط وحواجز التفتيش و اختطاف لرجال الصحوة وقتلهم،. ماكنة الموت اليومي التي تحصد العراقيين بالجملة مستمرة مستهدفة العراقيين من دون استثناء وان تركزت احيانا في الخواصر الرخوة والاماكن المكتضة ببسطاء الناس ..مستمرة متبوعة بشجب واستنكار من الجهات المسؤولة البعيدة عن هذا الدمار.استهداف تركمان تل عفر و تركمان طوز خرماتومستمر ..ملاعب الزعفرانية وديالى والمدائن والنهروان ليست اول ولا آخر الملاعب،وتهريب الارهابيين خبر عادي ومألوف...تهريب حماية الطائفي احمد العلواني قاتل النائب عيفان العيساوي والارهابيين المحكومين بالاعدام من سجن القرنة قبل ايام لن يكون الاخير ..المشهد شبه اليومي للعمليات الارهابية الموزعة على شكل سيارات مفخخة،واحزمة ناسفة، وعبوات مزروعة او ملصوقة، وهاونات وقذائف اين ما وقعت اصابت،واسلحة كاتمة،وكل ادوات واسلحة الابادة والدمار والتخريب التي تحصد ارواح العراقيين بلا تمييز تستهدفهم في كل بقعة يتواجدون عليها..وقودها المتميز فقراء الوطن كونهم الشريحة الاكبر والاوسع انتشارافي بحث متواصل عن اسباب الرزق والعيش الشريف،وكونهم الاقل حيطة وحيلة وحماية.ترى ما الذي يجعل السيطرة على الاوضاع الامنية بهذه الصعوبة برغم وجود قوى امنية باعداد هائلة وتجهيزات متكاملة واستنفار دائم ؟!.هل هنالك ارادات خارجية فرضت هذا الواقع المؤلم المرير وجعلته احد شروطها،ام ان هناك نوايا غير مخلصة في الداخل؟!يبدو ان القوات الامنية مخترقة حد النخاع وهذا اقوى اسباب التدهور الامني كما ان استمرار هذه الاوضاع المأساوية يمثل ديمومة لوجود البعض وترسيخا لمركز آخرين ،واستمرارا لأمتيازات الكثيرين!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك