المقالات

تقاعد المواطنين وتقاعد البرلمانين


عدنان السباهي

في النظام الدكتاتوري السابق كان الراتب التقاعدي لا يتجاوز الدنانير حتى إن البعض لايذهب كل شهر لاستلامه وإنما يتركه لعدة شهور حتى يسد أجرة الذهاب والمجيء ، حيث كانت الرواتب رمزية، وعند سقوط ذلك النظام وتسليم السلطة لأصحاب الديمقراطية وشعار العدل والمساواة تأمل الناس خيرا ، ولكن حدث مالم يكن بالحسبان فأصحاب الشعارات الإنسانية والمفعمة بالحرية واللاعنة للاستبداد ، أصبحوا كسابقيهم لايفكرون سوى بأنفسهم وعوائلهم وأحزابهم، ففي برلمانات الدول الديمقراطية لايخصص راتب مقطوع ولا تقاعديا بل تدفع مخصصات ومكافأة نهاية خدمة لكل دورة انتخابية، بينما في برلماننا الوطني يتم إقرار قانون التقاعد الخاص بهم خلال ساعات على خلاف القوانين التي تهم الشعب التي لازالت تراوح مكانها، والعجيب في الأمر أن البرلماني يمنح راتب تقاعدي بغض النظر عن خدمته إذا كانت شهر أو سنة أو أربع سنوات، لاندري كيف تم صياغة وإقرار هذا القانون، وهو راتب لم يمنح للعلماء والعباقرة وحتى الرؤساء من تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن ، والذين خدموا البلد بأرواحهم وفقدوا أعضائهم وزهرة شبابهم لم يمنحوا ربع الربع من هذا الراتب، ولا زال المتقاعدون الحقيقيين لم يحصلوا على حقوقهم بحجة أن القانون في طور التشريع فهو لازال يراوح في أروقة مجلس النواب ولا ندري متى يتم إقراره، تشير بعض الدراسات الاقتصادية إن رواتب وامتيازات البرلمانين تعادل ما يصرف من رواتب تقاعد للمواطنين العاديين، وهو تناقض صارخ خلق طبقات فاحشة الغنى ، وأخرى تحت خط الفقر.نتساءل ماذا فعل البرلمانيون العراقيون للشعب حتى يمنحوا هذه الامتيازات ، الم تأتي الخلافات السياسية من البرلمان، الم تأتي دعوات الطائفية من البرلمان، الم يعطلوا المشاريع بحجة الرقابة والحقيقة هي عدم رسو المناقصة على شركاتهم الكبيرة، ماذا فعلوا للبطاقة التموينية ماذا فعلوا للعاطلين عن العمل وأين ذهبت إل( 115) ألف درجة وظيفية ، فلم نر منهم غير التسويف والتظليل، ماذا فعلوا للسارقين وأصحاب الشركات الفاسدة ، أين اللجان التحقيقة في الجرائم الاقتصادية وغيرها، فهم لم يشرعوا القوانين التي تخدم الوطن ولا المواطن وإنما التي تخدم أحزابهم وأنفسهم، وهل يعقل أن يتجاوز راتب البرلماني التقاعدي ال(7) ملايين دينار ، وراتب المواطن الذي قضى أكثر من (30) سنة براتب لايتعدى ال(300) ألف دينار، فآي عدالة ومساواة والى متى السكوت على هذه الفوارق الفاحشة ، فسبق وان ظلموا من قبل الأنظمة الدكتاتورية واليوم يظلمون من قبل أدعياء الديمقراطية ، وما دام الحكم ديمقراطيا فينبغي المطالبة بالحقوق من أصحاب الحق أنفسهم عبر الوسائل المشروعة وابسطها المظاهرات، وإلا يضيع الحق واصحابة ولا احد يتذكرهم في دولة الحيتان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحسن
2013-07-13
لو كان المتقاعدين العراقيين رجال وفيهم شيء من الغيره والرجوله لاقاموا الدنيا واقعدوها على راس نوري وعلى راس البرلمانيين لو كان المتقاعدين فيهم شيء من الغيره يعملو جدار امام البرلمان ولا يسمحوا لهم بدخول البرلمان لكن نوري وحثالاته والبرلمان اطمئنوا لهذا الشعب الجبان لايحرك ساكن ضربت عليه الذله المسكنه يامن صنعت عقار الفياغرا واعدت للعراقيين الفحوله الا تصنع لنا عقار يعيد للعراقيين الرجوله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك