المقالات

البرلمان في وقته الإضافي والشعب ينتظر الضربات الترجيحية

444 15:28:00 2013-07-10

هادي ندا المالكي

شارفت ايام البرلمان العراقي بدورته الحالية على الانتهاء ولم يتبقى الا اشهر قليلة لن تكون كافية بكل الاحوال لحل الخلافات العالقة او التصويت على جميع مشاريع القوانين المطروحة وبالتالي فان المؤشرات تذهب الى ان اهم القوانين سترحل الى الدورة المقبلة كمشاريع عصية لم تتمكن الكتل السياسية من التوافق عليها او ايجاد الحلول المنطقية لها.ومسيرة التشريع في الدورة البرلمانية الحالية لم تكن مسيرة موفقة في كثير من الاوقات لانها ارتبطت بعوالم الكتل الضيقة وتخلت عن عوالم العراق الكبيرة مما ادى الى حصول حالات لا تعد ولا تحصى من الشد والجذب والانكفاء والتغيب والانسحاب والتسقيط فغابت القوانين المهمة والمشاريع الحقيقية التي من شانها ان تحقق الاستقرار والرفاه لابناء الشعب العراقي وطغت على السطح المهاترات والاتهام والاتهام المتبادل،وقد يعود سبب غياب ادراج القوانين المهمة الى عدم حصول حالة التوافق بين القوائم الرئيسية وهذا التوافق لا يحدث عادتا بسبب اهمية القانون وتماسه المباشر مع حياة ومستقبل ابناء الشعب العراقي وانما يرتبط ارتباط مباشر بفائدته واثاره على موقع الكتلة ورئيس القائمة حصريا لان محرك هذا العمل اعلامي انتخابي اكثر مما هو عمل نفعي وتكليف شرعي غايته المواطن الا ما رحم ربي وعلى خلاف ذلك القوانين والمشاريع التي لها رتباط مباشر بحقوق وامتيازات النواب يكون التوافق عليه ابتداءا ولن تاخذ الكثير من اوقات رؤساء الكتل لاقناع النواب للحضور والتصويت.ومع كل ما قام به مجلس النواب ولجانه من نشاط وعمل خلال فترة السنوات الاربع الماضية والتي نجح فيها من اقرار عدد كبير من القوانين وكتابة عدد اخر من مشاريع القوانين الا هذا الجهد قابله بالاتجاه الاخر اخفاق وتلكا في اكثر من مهمة ومفصل ويمكن الاشارة الى ان اهم المطبات والمعرقلات التي جابهت البرلمان وتسببت بفشل انعقاده كانت مشكلة عدم اكتمال النصاب القانوني وهذا الامر كان اما بفعل فاعل حيث يخرج النواب لشرب الشاي وتبادل الاحاديث الجانبية او السفر خارج العراق وعلى نفقة المجلس او البقاء في المنازل وهذا الفعل كان خللا كبيرا في فهم دور وواجبات اعضاء مجلس النواب ولم تنجح كافة الإجراءات الرادعة التي حاولت رئاسة مجلس النواب اتخاذها للحد من هذا التسيب ..الامر الاخر الذي يحسب بالضد من فاعلية مجلس النواب هو تصويته على مشاريع وقوانين هامشية وتركه للقوانين والمشاريع التي لها تماس وتاثير مباشر على حياة الناس كما يمكن تأشير وجود خلل كبير في عمل المجلس في الفترة المنصرمة والذي تمثل بكثرة المقاطعات والانسحابات من قبل الكتل الكبيرة فكان هذا الانسحاب والمقاطعة بمثابة عقوبة مقصودة للمواطن وليس للحكومة كما يمكن اضافة تعامل رئاسة البرلمان بانتقائية مع مشاريع القوانين انتكاسة وثلمة كبيرة في العمل البرلماني والحياد وتمثيل الجميع بنزاهة وشفافية.ان بامكان البرلمان ان يترك بصمة جيدة لذكراه العطرة اذا ما حاول خلال الفترة المقبلة من تسديد ضربات حاسمة لملفات المشاريع القوانين المهمة العالقة والتصويت عليها وتنفيذها والتي من اهمها قانون النفط والغاز وترسيم الحدود وقانون الاحزاب وقانون التقاعد وقوانين الانتخابات والمحكمة الاتحادية ورفع الحصانة عن النواب المتهمين بقضايا ارهاب وفساد وتزوير وغيرها من القوانين المهمة الاخرى.في بعض المرات يحاول البرلمان استغفال ابناء الشعب العراقي دون ارادته ويكشف عن طبيعة الفوضى الخلاقة التي تمثل عمله وهو يحاول التصويت على مشاريع قوانين تم التصويت عليها؟وهذا ليس معناه ان البرلمان قد انتهى من اقرار كل القوانين وعاد للمراجعة ولكن لان الية العمل غير صحيحة وتعتمد على الطفرات القانونية والفوضوية ومثل هذه الفوضى والعشوائية لا تحدث في برلمانات الدول الاخرى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك