المقالات

تغيير القادة الأمنيين اكذوبة مفخخة

476 22:23:00 2013-07-09

هادي ندا المالكي

شهدت الفترة السابقة حالة تراجع كبير في الملف الأمني على مستوى بغداد والمحافظات ترتب على أثرها سقوط العشرات من الشهداء والجرحى بصورة يومية دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية الكثيرة من وقف تسابق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة والجرائم المتنوعة لان تحصد ارواح الابرياء وعلى مدار الساعة.ويمكن وصف ما يحدث يوميا في بغداد والمحافظات "باستثناء إقليم كردستان "من قتل وتدمير وتفخيخ وتهجير وتهديد بحرب ابادة لان معدل الشهداء والجرحى الذين تنالهم يد الغدر والإرهاب يتجاوز المائة شهيد وجريح وهذا الرقم حالة استثنائية في دولة تدعي ان لديها مؤسسة عسكرية ولديها قوانين نافذة ولديها قيادة عليا للقوات المسلحة ولديها وزراء أمنيين حتى لو كانوا بالوكالة وقد لا يحدث مثل هذا الانهيار في دول ليس لديها ربع إمكانيات العراق المادية والبشرية ولديك الصومال مثلا فهذه الدولة لا توجد فيها حكومة حقيقية لكن الوضع الامني يكاد يكون مستقرا وقد يمر شهر او أشهر دون ان يتم ذكرها في الإعلام اما العراق وأبناءه ودمائه فهما مانشيت عريض يومي للصحف ومادة غنية بالمتفجرات والصور المروعة للفضائيات والمواقع الالكترونية.ورغم ان ما يحدث من خروقات أمنية يمثل أسوء حالات الخرق لانه يحصد أرواح العشرات بل المئات من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الا انه لم يحرك من حمية الحكومة والقادة الأمنيين على مدار السنوات الماضية بل ان الامر تجاوز حتى الاهتمام والشجب وأصبح امر مقتل العشرات من العراقيين امر طبيعي وقد يكون خبر فقدان خمسة خراف في محميات نيوزلندا الطبيعية اهم من استشهاد عشرات العراقيين بدليل ان المؤسسة العسكرية العراقية لم تغير اسلوبها او قادتها مع كل ما يحدث من جرائم وحرب ابادة وكان العراق قد خلى من الرجال ولا يوجد غير الغنام والفتلاوي وصاحب شهادة الماجستير الاوحد الامجد عدنان الاسدي.بل ان الاسوء من القتل والتفجير والتفخيخ هو ما قامت به الحكومة والقيادة العسكرية على وجه التحديد من محاولة ذر الرماد في العيون واعلانها عن جملة من الاجراءات الوهمية تمثلت بتغيير وتبديل عدد من القادة الامنيين الا ان هذه الاجراءات لم تكن الا وصفة مهدئة ومخدرة تتماشى وطبيعة تفكير مجتمع لا يفرق بين الحياة والموت لان واقع الحال ومن خلال شهادة لجنة الامن والدفاع النيابية يقول ان ادعاء الحكومة بتغيير القادة الامنيين لم يكن الا كذبة مفخخة وضعتها الحكومة العسكرية خبر مقدما للضحك والاستهزاء بارواح العراقيين.ان القائد العام للقوات المسلحة عليه ان يصدر مرسوما يوضح فيه من هم القادة الامنيين الذين تم تبديلهم ومن هم الذين تم تغييرهم ومن بقي بمكانه وعلى هؤلاء القادة الجدد ان يبينوا ما هي الخطط التي يرمون تطبيقها ولو بشكل اجمالي حتى لا تستفاد منه المجاميع الارهابية وان كان المعتاد ان الخطط هذه تصل الى هذه المجاميع قبل ان يتم تطبيقها على ارض الواقع من خلال العمولات الجيدة والتي تحقق الاستمرارية للقادة الاشاوس الماسكين بمواقعهم بقوة الدولار.ان الخلل الحقيقي ليس في النقل والتغيير بل في قمة الهرم العسكري الذي فشل في مهمته خلال سبع سنوات والذي يستهين بدماء العراقيين حتى وصل به الحد الى الضحك على هذه الدماء الشريفة من خلال اكذوبة التغيير والنقل والتبديل وحتى لو كانت حقيقية فهذا النقل والتغيير سيبقى قاصرا وقاتلا طالما بقيت العقيدة العسكرية فاسدة ومخترقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك