المقالات

تغيير القادة الأمنيين اكذوبة مفخخة


هادي ندا المالكي

شهدت الفترة السابقة حالة تراجع كبير في الملف الأمني على مستوى بغداد والمحافظات ترتب على أثرها سقوط العشرات من الشهداء والجرحى بصورة يومية دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية الكثيرة من وقف تسابق السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والاسلحة الكاتمة والجرائم المتنوعة لان تحصد ارواح الابرياء وعلى مدار الساعة.ويمكن وصف ما يحدث يوميا في بغداد والمحافظات "باستثناء إقليم كردستان "من قتل وتدمير وتفخيخ وتهجير وتهديد بحرب ابادة لان معدل الشهداء والجرحى الذين تنالهم يد الغدر والإرهاب يتجاوز المائة شهيد وجريح وهذا الرقم حالة استثنائية في دولة تدعي ان لديها مؤسسة عسكرية ولديها قوانين نافذة ولديها قيادة عليا للقوات المسلحة ولديها وزراء أمنيين حتى لو كانوا بالوكالة وقد لا يحدث مثل هذا الانهيار في دول ليس لديها ربع إمكانيات العراق المادية والبشرية ولديك الصومال مثلا فهذه الدولة لا توجد فيها حكومة حقيقية لكن الوضع الامني يكاد يكون مستقرا وقد يمر شهر او أشهر دون ان يتم ذكرها في الإعلام اما العراق وأبناءه ودمائه فهما مانشيت عريض يومي للصحف ومادة غنية بالمتفجرات والصور المروعة للفضائيات والمواقع الالكترونية.ورغم ان ما يحدث من خروقات أمنية يمثل أسوء حالات الخرق لانه يحصد أرواح العشرات بل المئات من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال الا انه لم يحرك من حمية الحكومة والقادة الأمنيين على مدار السنوات الماضية بل ان الامر تجاوز حتى الاهتمام والشجب وأصبح امر مقتل العشرات من العراقيين امر طبيعي وقد يكون خبر فقدان خمسة خراف في محميات نيوزلندا الطبيعية اهم من استشهاد عشرات العراقيين بدليل ان المؤسسة العسكرية العراقية لم تغير اسلوبها او قادتها مع كل ما يحدث من جرائم وحرب ابادة وكان العراق قد خلى من الرجال ولا يوجد غير الغنام والفتلاوي وصاحب شهادة الماجستير الاوحد الامجد عدنان الاسدي.بل ان الاسوء من القتل والتفجير والتفخيخ هو ما قامت به الحكومة والقيادة العسكرية على وجه التحديد من محاولة ذر الرماد في العيون واعلانها عن جملة من الاجراءات الوهمية تمثلت بتغيير وتبديل عدد من القادة الامنيين الا ان هذه الاجراءات لم تكن الا وصفة مهدئة ومخدرة تتماشى وطبيعة تفكير مجتمع لا يفرق بين الحياة والموت لان واقع الحال ومن خلال شهادة لجنة الامن والدفاع النيابية يقول ان ادعاء الحكومة بتغيير القادة الامنيين لم يكن الا كذبة مفخخة وضعتها الحكومة العسكرية خبر مقدما للضحك والاستهزاء بارواح العراقيين.ان القائد العام للقوات المسلحة عليه ان يصدر مرسوما يوضح فيه من هم القادة الامنيين الذين تم تبديلهم ومن هم الذين تم تغييرهم ومن بقي بمكانه وعلى هؤلاء القادة الجدد ان يبينوا ما هي الخطط التي يرمون تطبيقها ولو بشكل اجمالي حتى لا تستفاد منه المجاميع الارهابية وان كان المعتاد ان الخطط هذه تصل الى هذه المجاميع قبل ان يتم تطبيقها على ارض الواقع من خلال العمولات الجيدة والتي تحقق الاستمرارية للقادة الاشاوس الماسكين بمواقعهم بقوة الدولار.ان الخلل الحقيقي ليس في النقل والتغيير بل في قمة الهرم العسكري الذي فشل في مهمته خلال سبع سنوات والذي يستهين بدماء العراقيين حتى وصل به الحد الى الضحك على هذه الدماء الشريفة من خلال اكذوبة التغيير والنقل والتبديل وحتى لو كانت حقيقية فهذا النقل والتغيير سيبقى قاصرا وقاتلا طالما بقيت العقيدة العسكرية فاسدة ومخترقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك