المقالات

الاستراتيجية الوسخة/ اتركوا الحل لـ"80%" !


( بقلم : اسعد راشد )

الى متى تريد الولايات المتحدة التعويل على العرب وبالذات على الانظمة السلفية والشوفونية العربية في المنطقة لمساعدتها في اعادة الاستقرار الى العراق ؟ الى متي تذهب امريكا بعيدا في تصديق خطاب الاعراب وحكام عديمي الشرف بان الحل يكمن في تأهيل البعثيين والسنة العرب للمشاركة اكثر في حكم العراق والعملية السياسية ذلك الخطاب الملغم الذي لا يحمل بداخله الا الشر ومعالم تدمير امريكا والانسانية وحلفاءها في المنطقة ؟

الى متى ترضى امريكا بان يضحك عليها نظام بدوي ارعن يحمل في داخله الكراهية لكل شيئ اسمه الحضارة والانسانية والديمقراطية حاله حال قرناءه من العرب السنة المشاركون في العملية السياسية في العراق رجل مع الارهاب ورجل مع امريكا ـ لحاجة في نفس يعقوب ـ وهذا النظام ايضا يتبع نفس المنهج في تعاطيه مع الشأن السياسي وقضايا حساسة في المنطقة قالقضية العراقية وقضايا الارهاب وقضية دارفور والقضية الفلسطينية حيث من جهة يدعم الارهاب من خلال المذهب الوهابي وفتاوي التكفير والقتل وتقديم السلاح للاصوليين المتطرفين الذين يشكلون خليطا من السلفليين والفاشيين القوميين و"المجاهدين" والتعاون مع انظمة الفجور والعنصرية والطائفية ودعمها لافشال كل المشاريع الانسانية والديمقراطية من دارفور الى بغداد ومن جهة اخرى ينافق مع امريكا ويوهمه بانه صديق معتمد وشريك في محاربة الارهاب !

الى متى تقبل امريكا ان يمرغ الاعراب وعلى رأسهم ذلك النظام البدوي الوهابي انفها في التراب ويضرب جبروتها ويقتل ابناءها في العراق عبر دعم الارهابيين والقتلة وتقديم المال السلاح الى القاعدة والبعثيين المجرمين بحجة حماية "العرب السنة" لتخريب العملية السياسية ولافشال المشروع الامريكي في العراق ؟

الى متى لاتريد امريكا القبول بالرأي الصائب والعاقل بان "الانظمة السنية " في المنطقة هي انظمة غير قابلة للاعتماد وانها لاترضى الا بالدكتاتورية والاستبداد وانها هي السبب في كل الكوارث والماسي التي تحدث في العالم وفي المنطقة ؟

الى متى تنتظر امريكا ان يأتيها الحل من السعودية او مصر او الاردن او الامارات او قطر لانقاذها من الورطة التي هي فيها اليوم في العراق بسبب تصديقها لما تروج له تلك الانظمة البائسة والقذرة بان الشيعة لهم "اجندة خطيرة" تهدد مصالح واشنطن والحال ان مصالح امريكا اليوم مهددة من قبل الارهابيين العرب وحلفاءهم في تلك الانظمة ؟ ولماذا مازالت مترددة في اتخاذ موقف حاسم وحازم ضد تلك الانظمة وتضحي بمصالحها ومستقبلها من اجل عيون اؤلئك الاوباش الذين يحكمون المنطقة وبسببهم يستمر الارهاب ويستمر البؤس فيها ؟

الم يحن الوقت لتطبيق "الاستراتيجية الوسخة" ووقف مهازل ما يروج بان العرب السنة مهمشون وان مشاركتهم في السلطة بشكل اكبر كما تريده تلك الانظمة هي الضمان لاعادة الاستقرار والامن العراق ؟ وهل العرب السنة غير مشاركون في الحكم كي يطالب باشراكهم ومن يضمن ان تم اشراك هذا الفصيل او ذاك الفصيل ان لا يخرج فصيل اخر باسم العرب السنة وهم مدعومين من الاعراب ليطالبوا بنفس المطالب وباسم العرب السنة والحال ان الامر ليس كذلك حيث ان القوم لا يسعون الا لتطبيق اجندة خفية لتلك الانظمة وبمساعدة ودعم لوجيستي بعثي وتنفيذ وهابي قاعدة ؟

كيف يمكن التقليل من الخسائر البشرية امريكيا وعراقيا في ارض الرافدين وايقاف النزيف والضحايا التي تزداد ارقامها يوما بعد يوم وليس هناك ما يشير الى ان الخطة الامنية قد نجحت بل هي تواجه اليوم انفاسها الاخيرة ما لم يتخذ الامريكيون قرارا حاسما وفوريا بتسليم الملف الامني لـ" الـ80 %" لحسم الامور وللقضاء على بؤر الارهاب في العراق ؟

ليس امام الامريكان من خيار سوى دعم حكومة المالكي وتسليحها باحدث الاسلحة واشراك حلفاءها من الاكراد للقيام بعمليات واسعة استئصالية لاكتساح كل المناطق المتوترة والمضطربة والضرب بيد من نار وليس من حديد فقط على رءوس كل تلك المناطق واصحابها والاقتناع بان لا حل من دون الوقوف مع الشيعة والاكراد ودعمهم لقمع ما يدعون المقاومة وتصفيتها عن بكرة ابيها .

انها "الاستراتيجية الوسخة" التي لا مفر من اللجوء اليها لضمان قيام عراق ديمقراطي مستقر قبل به الشيعة والكورد ورفضه الاخرون من الاعراب واصحاب "الطائفة المنصورة" تلك الاستراتيجية التي لو لزم الامر الاستنجاد حتى بالايرانيين والتعاون معهم لتحقيق ذلك الامر حيث اليوم في المنطقة العربية والاسلامية لايوجد نظام ديمقراطي حقيقي سوى في ايران والعراق الشيعيتين ‘ الم يقل سيمور هيروش ان "اكثر دولة ديمقراطية في المنطقة هي ايران لقد كان لديهم ديقراطية حقيقية" الرابط الى المصدر :

http://www.hajr-network.net/hajrvb/showthread.php?t=402918801

والعراق حيث الشيعة هم من طالبوا واصروار على الانتخابات واالعمل الديمقراطي فكان ماكان الا ان الاعراب رفضوا هذا الاجراء وطالبوا بوقفه وهم اليوم مستمرون في تخريبه وتدميره لانهم ضد الديمقراطية والديمقراطية تعني لديهم الكفر والخروج عن الدين .

فهل يتعظ الامريكان ويقوموا باجراء سريع لوقف التدهور الحاصل في العراق وذلك من خلال التسليم بحل الـ80 % اي تسليم الحكم كاملة الى الشيعة والكورد ليتولوا امر تصفية الارهاب وجيوبه والمتحالفين معه ؟

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر المالكي
2007-05-14
لايتعظ الامريكان ابدا لان الاعراب صوروا لهم الشيعة بانهم الخطر الدائم!!!! وذلك بسبب ايران والملف النووي!! واستغلوا فرصة الازمة بين امريكا وايران ليزيدوا من اكاذيبهم على امريكابان الشيعة الخطر الاوحد بالاضافة الى ذلك هو فشل الادارة الامريكية سياسيا بالضغط على الحكام العرب فالادارات السابقة كانت تامر العرب فينفذوا اما بوش فيستمع الى وجهة نظرهم وهذا الخطا بعينه !! وكذلك الخطا الذي وقع فيه الشيعة والاكراد وهو بعدم الضغط على الامريكان بقوة! لانهم يمثلون الاكثرية المطلقة وحتى تحسب امريكا لهم الف حساب!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك