المقالات

ما اشبه جيشنا بجيشهم ...وشعبنا بشعبهم ..... ولكن ؟؟

444 16:25:00 2013-07-06

زيد الحلو

لأن الشعب يوما اذا أراد الحياة فلابد ان يستجيب له القدر ولابد للظلم ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر , خصوصا ان كان شعبا حيا قادراً على التغيير مستنداً على قوة أمنية عسكرية مستقلة نابعة منه لاتحركها العواصف ولا ترضخ لأي سلطان جائر .فلو نظرنا قليلا لدور المؤسسة العسكرية في كل دول العالم لوجدنا انه يكمن في ترسيخ الامن والاستقرار والأمان ولها مكانة مرموقة وتحظى بتقدير شعبي ولكننا وللأسف ما نلحظه في أغلب دولنا العربية ألا مارحم ربي لها هدف واحد هو الحفاظ على بقاء الانظمة الاستبدادية الحاكمة واستمرارها وليس المحافظة على الحدود وحماية الشعوب فهي سوط يسلط على الشعوب لقمعها وقتلها وتحولت الى أداة قتل وأبادة في يد الحاكم . ولكننا ما شهدناه في مصر الكنانة عكس دور هذه المؤسسة في وقوفها بجانب الشعب وانه أنموذج للوطنية والانتماء القومي واصبح الدرع الواقي والقوة الحامية للثورة الشعبية ولأسقاط حاكم فاشل يستخدم صورة الاسلام في القمع والقتل متمثل بمرسي . وهناط زاوية نظر واقعية أخرى تفيد بأن أفراد الجيش أو الشرطة أفراداً وقادة هم من أبناء الشعب وهم على صلات متنوعة بمجتماعتهم ومهما يكن الضبط العسكري شديداً لايستطيع خلق العزل الكامل للعسكريين عن أهاليهم . وما نراه في العراق من ثقافه تزرعها الحكومة لدى مؤسساتنا الامنية تتمثل بالتسلط وسياسة القمع للمواطن وتشكيل قوات خاصة تكون تابعة لشخص رئيس الحكومة وهي ما تسمى بقوات (سوات ) على غرار النظام الصدامي البائد وبدل من قمع الارهاب ومطاردته تنهال ضرباً على مواطن أعزل وهو من الوسط الرياضي ومدربا لفريق كربلاء الذي كان يحاول التدخل لفك الاشتباك بين القوات الامنية وبعض اللاعبين وحل المشكلة فجازوه بأن ينهالوا عليه بالضرب المبرح والذي لو كان من أرهابي القاعدة لما أزدادوا على ذلك , وكان نتاجه عدة كسور في الجمجمة وجروح بليغة في باقي جسمه وبعد أيام أدت الى وفاته متأثراً بتلك الجراحات وسط دهشة شعبية وسخط الشارع العراقي على تلك الحادثة المؤلمة وما كان من الحكومة الا ان شكلت لجنة للتحقيق في الامر ولا يعرف مصيرها الى هذه اللحظة وماذا فعل الشعب هل خرج بمظاهرات وهل اعتصموا في الشوارع حتى يحاكم المتهم ؟؟؟ ولكن شاهدنا فقط استنكار وبعض التظاهرات والمشاعر الجياشة الهزيلة . ولو تأملنا قليلاً وفي قراءة سريعة للشارع المصري وللشعب الحي والذي خرج في تظاهرات شعبية ضد الواقع الخدمي السيء وضد سياسة الظلم والتشدد والقتل الطائفي وما شاهدناه مع الشهيد الشيخ حسن شحاته اكبر دليل على سياسة الرئيس المصري المتخبطة والهشة فما كان من الشعب الا ان يخرج مطالبا بحقوقه ورافضاً لسياسة مرسي والذي اكد شرعية التظاهرات وقوى موقفها وقوف المؤسسة العسكرية والامنية الى جانب الشعب فكان لهم ما تمنوه وأسقط نظام مرسي والذي مرة عام فقط على تشكيلها. وفي مقارنة بسيطة مع الشعب العراقي والذي سبق الآخرين في خياراته في الحرية والديمقراطية وضرب صيغ الاستبداد فالمطلوب منه أن لا ينتظر تغييراً ولايتأمل اصلاحاً فرئيس الوزراء يصر على تنفيذ صفقة الاسلحة الروسية والتي قال عنها هو نفسه ان بها شبهات فساد , ومفتش عام في وزارة الصحة يعتقل بتهمة سرقة أموال الوزارة فيخرج بكفالة قدرها مليار دينار فيدفعها ببساطة ويظهر مبتسماً أمام الفضائيات وان وزيراً ينتمي الى حزب السلطة فعل ما فعل بوزارة التجارة وأموال الحصة التموينية . ونرى البرلمان عاجزاً عن استجواب القادة الامنيين لأنهم يتبعون لمكتب رئيس الوزراء وان الناس تذبح وتقتل في الشوارع ورئيس حكومتهم في روسيا يبحث عن نهاية آمنة لبشار الأسد فماذا يعني ان يقتل 160 شخص ويجرح المئات في ثلاث أيام فقط وهي المدة التي يتسامر فيها السيد المالكي مع صديقه بوتين . ولأن النكتة بالنكتة تذكر فقد صرح السيد المالكي على أحداث مصر بالقول : ان الحوار والشراكة بين المصريين سيعيد لمصر استقرارها ويقصد في ذلك حوار شبيه بالحوار الذي يجريه مع خصومه السياسيين والمواثيق والعهود التي يبرمها معهم ليلا وينقضها بكل بساطة معهم صباحاً !!!. فنحن قوم أمتلأت عقولهم من كثرة ما يسمعونه من خطب و وعود الساسة الأفاضل في الحكومة والبرلمان . ان الله عندما خلق الانسان خلقه عزيزاً فلا يذله ويستضعفه الاخرون وجعله حراً فلا يستعبده الحاكمون . والله الموفق

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك