المقالات

مصر ...شعب حي وجيش شريف /


حافظ آل بشارة

اثبت الشعب المصري من جديد انه من اكثر شعوب المنطقة قوة ونضجا ، فقد امسك هذا الشعب العريق بمفتاح استقلاله وكرامته وخرج من عبودية الطواغيت ، ولن يستطيع أحد مصادرة هذا المفتاح من يده انه الحضور المليوني في الساحة وتشكيل موجة بشرية ساحقة ومرعبة ، انها ليست موجة عددية كمية فقط بل هي موجة نوعية تتمثل بوحدة الهدف الذي تجتمع حوله الملايين ، فالقوة المعنوية ليس في العدد الكبير الذي يشبه غثاء السيل بل بنوعية الفكر الذي يحرك تلك الحشود ، فكل فرد حضر في ميدان التحرير يعرف من هو وماذا يريد ، فتتشكل شخصية وطنية موحدة بهدفها ومصرة على تحقيقه . يقف وراء هذه الملايين حاميا ومؤازرا جيش عريق يحب بلده وشعبه ، جيش خال نسبيا من امراض الفساد المالي والاداري والاختراق الارهابي ، قيادته مهنية ونزيهة ولديها قدر من الشهامة والرجولة ، ومع ان مصر كانت من الدول المحكومة بالاستبداد لكن لا يعرف عن الجيش المصري انه كان اداة لقمع الشعب وسحق الثورات والانتفاضات ، وابادة شعبه بالاسلحة الكيمياوية او دفنهم احياء في مقابر جماعية ، ولا يدار هذا الجيش بضباط يحملون رتبا مزورة ، وليس فيه قادة يظهرون الولاء للدولة ويعملون سرا لصالح بلد آخر ضد بلدهم بمنتهى النذالة ، العسكري الشريف عملاق ذو قيم وليس قزما واطئا ، ولا هو جيش يحضر نصفه في المعسكرات ونصفه الآخر ينام في بيوته متسربا سرا ويعطي نصف راتبه لضباطه الفاسدين ، ولم يكن جيشا يبرم صفقات بالمليارات لاستيراد اسلحة من خردة الحروب السابقة ، لذا وقف اغلب ضباط وجنود هذا الجيش مع الشعب وليس مع حاكم رفضه الشعب وسحب شرعيته ، الوحدة بين الشعب والجيش هي التي تزيل رأس الهرم بأقل الخسائر . البعض يعتقد ان رحيل مرسي فشل للاسلاميين ، وهو قول فيه الكثير من الخلط ، انه ليس فشلا للاسلاميين بل فشل لمن استخدم الاسلام غطاء لبلوغ اهدافه ، وثبت ان هذا الجيل من الاخوان المسلمين راسبون في امتحان السلطة لانهم استسلموا للتيار التكفيري الذي اشتراهم بالاموال النفطية ، وبدأت رياح التكفير تدخل الى مؤسسة الأزهر المعتدلة من الابواب والشبابيك ، دينهم يباع ويشترى ، لذا فثورة مصر الثانية انتهت بعزل محمد مرسي واعتقاله لأنها ثورة رفض ضد الاحتلال التكفيري لمصر ، وهي في الوقت نفسه رد الهي واستجابة لدعاء ملايين المؤمنين المفجوعين بقتل الشيخ حسن شحاتة ، الشهيد الذي واجه هراوات قطيع من بهائم التكفير بيد خالية ، كان حقا على الله ان ينتصر له ، نسف دمه عرش مرسي وعروش من حوله من الاراذل والجلادين والخدم الجدد للنهج التكفيري ، اذا أحسن الجيش والشعب ادارة المرحلة المقبلة فسوف تكون مصر امام فجر جديد ولن نجد مرة أخرى من يترحم على نظام فاسد بعد ان ذاق مرارة من هم اشد قسوة وفسادا ، الشعوب الحية تبني جيشا شريفا وتصنع مستقبلا زاهرا وهكذا هي مصر .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-07-05
قداختلف مع كثير من السياسيين والكتاب بان الحاكم المدني لسلطة الاحتلال بريمر اخطا بحل الجيش العراقي السابق واعتقد بانه كان صائبا بنظره ثاقبه لتركيبة الجيش العراقي وما فيه من القيادات التي اجرمت بحق الشعب العراقي وولائه المطلق للحزب الحاكم وغلبية القيادات هم من اقارب المقبور ومن المناطق الشماليه والغربيه وطائفيين بامتياز وهؤلاء هم امروا بقتل الشيعه في الانتفاضه الشعباني والاكراد في عمليات الانفال هل هذه القيادات تقارن بقيادات الجيش المصري التى حمت الشعب المصري من الحاكم - وفي هذه الحكومه كرموا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك