المقالات

وانتصرت ارادة الشعوب


حمودي جمال الدين

وأخيرا عادت الشرعية إلى الشعب المصري بعد إن استحوذت عليها قوى الظلام وتجار الدين وخالقي الانقسامات والفتن بفعل العزيمة والإصرار وفرض الوجود من خلال الحشود المليونية التي ضاقت بهم ميادين مصر وشوارعها ولليوم الثاني على التوالي بحراك جماهيري سلمي بهر العالم واثار إعجاب شعوبه ودوله على هذا الحشد المليوني غير المسبوق بتآلفه وإرادته ومطالبه ووحدة كلمته إلا القلة التي التفت حول النظام وربطت مصيرها به وانزوت محصورة ومنبوذة في ميدان رابعة ألعدويه تلاحقها لعنة التاريخ والجروح والآلام التي خلفتها في قلوب أبناء شعبها .فبيان القوات لمسلحه التي اصطفت مع إرادة شعبها واضح وصريح لايقبل التأويل والمراوغة في تحقيق وتلبية مطالب الجماهير الثائرة.سنه واحده فقط لم يتحمل الشعب المصري إساءة حكم الإخوان فينتفض عن بكرة أبيه وبكل أطيافه ومؤسساته المدنية والعسكرية .أليس في ذلك درسا بليغا لكل الشعوب العربية بما فيها الشعب العراقي الذي يرزح ومنذ عشر سنوات تحت نير القهر والظلم والفساد ولحرمنه وسرقة المليارات والتردي في الخدمات التي تذهب كل اعتماداتها وأرصدتها إلى جيوب المسئولين وأحزابهم فضلا عن الانهيارات الامنيه التي تودي بأرواح الآلاف من أبناء الشعب العراقي بفعل التهاون والاختراقات والتقصير بالواجبات الملقاة على عاتق القوات الامنيه.فأين الشعب العراقي من إرادة وإصرار الشعب المصري بالتغير؟؟؟وأين هي ديمقراطية العراق التي يتنطع بها الأدعياء والمتاجرون بالسياسة من مروجي المصالح الذاتية والحزبية والفئوية من ديمقراطية الشعب المصري الاصيله التي لاتزوقها الرتوش والدعايات الفارغة؟؟وأين القانون التي تدعيه دولة القانون والتي تمعن في تفصيل القوانين وتخرجها على مقاسها وبما يتناسب مع مصالحها وأحزابها ومنتسبيها وعندما يتعلق الأمر بأي مواطن عادي أو مستقل وغير منتسب سرعان ما تتذرع بالقانون وترفعه حجة لاتقبل الطعن والتأويل؟؟وأين المساواة بين ناسكم ورعيتكم يامن أعيانا القرف والسام من خطبكم وتصريحاتكم بمناسبة وبدونها من إنكم تساو بين مواطنيكم وأحزابكم بالمناصب والوظائف والعطايا وتضعون الرجل المناسب في المكان المناسب لكنكم في حقيقتكم ترجحون وتفاضلون منتسبيكم وأحزابكم حتى وان لم يكون من المتخصصين والأكفاء وكل ما يؤهلهم هو انتمائه إلى أحزابكم إما المواطن المستقل ومن ذوي التحصيل والكفاءة فلا مكان له ولا استحقاق وطني يؤهله بتنبؤ أي وظيفة أو منصب يشغله إلا من كان له ظهر يستند إليه ويقربه من حضرتكم ؟؟؟وأين العدل يادولة القانون عندما يعشعش العبثيون والصداميون ويتربعون في المناصب والمراكز الحساسة في ألدوله والسلطة وحتى في المراكز الامنيه في الدفاع والداخلية ويكون بيدهم الحل والربط وهم الأوفياء والحريصون على سلامة المواطن وأمنه إما المضحون والمناضلون وأبناء المقابر الجماعية وأبناء ألانتفاضه الشعبانيه والمهجرون والمشردون ضحايا النظام السابق من الشرفاء والخيرين فهم تحت رحمة جلاديهم سابقا ينتظرون العطف والفتاة الذي يلقى إليهم ؟؟بالله عليكم أليس ظلما وإجحافا بحق المعارضين الذين افنوا عصارة أعمارهم في مقارعة النظام السابق إن لايجدوا لهم حيزا ومكانا في دولة ناضلوا سنينا من اجل إن يكحلوا عيونهم وقلوبهم بها ؟؟فكيف ترضى ضمائركم ان يبقى هؤلاء جليسي بيوتهم أو إن يكونوا تحت إمرة ووصاية من أذاقوهم ويل الظلم والعذاب أيام زمنهم المقبور؟؟الم يكن هذا الإهمال والتهميش جرائم مضافة لجرائم صدام التي اقترفها بحقهم طيلة سنين النضال والتشرد ؟؟أليس من المعيب والمخجل إن يستمر اضطهاد المعارضين للنظام السابق من قبل إخوتهم الذين تخندقوا معهم طيلة سنين النضال والهجرة في دول الشتات وكل جريرتهم أنهم ناضلوا وجاهدوا مستقلين ولم ينتموا لأي حزب سياسي من الأحزاب المتنفذه والمتربعة على مقاليد السلطة اليوم ؟؟؟إلى متى يبقى السكوت والتستر على فساد ومساوئ ماقترفته أيدي المتلاعبين من الأحزاب والمسئولين بمصير الشعب وثروته ومستقبل أجياله؟؟؟هل يستفيق الشعب من سباته الطويل ويزيل عنه غمامة الكذب والتخدير والزيف والأمل المفقود ؟؟لعل في انتفاضة الشعب المصري جرعة توقظ هذا الشعب من غفوته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك