المقالات

لا يجوز التجاوز على المتجاوز


واثق الجابري

غياب القوانين وقلة الفرص وضعف الستراتيجيات وعشوائية التخطيط , وعوامل كثيرة لخدمة هذا او ذاك أدت بالنتيجة لتدهور الوضع الأقتصادي وفرص العمل وتعطيل المشاريع , ناهيك عن إعتماد العراق على سياسة السوق المفتوح والأستيراد العشوائي الذي سمح للبضاعة الصناعية والتجارية الدخول دون رقيب و ضوابط او قانون للتعرفة الكمركية , هذا الأسباب دفعت بالهجرة من أطراف المحافظات الى المراكز وخلفت الفوضى والعشوائية في السكن والعمل وبالذات في العاصمة بغداد , حيث تغزوها ( الجنابر ) والكراجات العشوائية وبيوت التجاوز ( الحواسم ) , وهذا ما أصبح واقع حال يدار من قبل لوبيات خفية وبأسعار خيالية محمية من جهات سياسية , غيرت من معالم المدن وأفقدها تاريخها الحضاري وعمرانها وهندستها وتخطيطها الأساس , مشاريع كبرى في بغداد أعترضتها دور للتجاوز منها مشروع ماء الخنساء بكلفة 106 مليار دينار حيث اعترضه 60 منزل متجاوز, وكان من المفترض ان يكتمل في عام 2010 م وبعد التوقف تم تحويله الى لجان هندسية وأصبحت التكلفة 166 مليار دينار ولكن الأغرب هذه المرة أعترضه 100 بيت تجاوز اخرى ؟! المشروع لحد الان متوقف .ومثل ذلك ترميم مستشفى حماية الأطفال في مدينة الطب وكونه أحدث مسشتفى واكبرها لكنه طرح للترميم , التقديرات الهندسية قالت 11مليار دينار ولكن تم إعطاءه بمقاولة بقدر 5 مليار دينار بمخالفة قانونية للمزايدات , المشروع أيضاً متوقف والأطفال المرضى خلال 4 سنوات بين مستشفى وأخر , ومن المؤكد تم تلف كل الأجهزة الكهربائية والمختبرية لكونها من الأثاث الثابتة مع تأسيس البناية , أعيدت دراسة التكاليف وقدر أنه يحتاج الى 8 مليار أضافة الى السابق ؟! المشكلة في العراق متراكمة ورغم الأنتخابات الدورية البرلمانية والمحافظات الاّ إنهم ليس لديهم سلطة على المدراء العامين , وليس بالضرورة كلهم في نفس المستويات في الأنجاز والعطاء , و ارتباطهم بالحكومة المركزية ثم الوزارة و بالوزارة والوزير بالحزب والحزب مع أشخاص ومصالح وتصل الحلقات الى ان تصل الى بائع السكائر ومكتب الاستنساخ وبائع ( لفات الفلافل ) على رصيف المؤوسسة , لذلك أصبح للمتجاوزين المساهمة الكبرى في تعطيل المشاريع فمنهم من يتجاوز القوانين والضوابط وأخر على الاراضي بحماية , وبدل من أخضاع المشاريع لخطوات جدية والحالةقانونية في الاولى وتتبع الخطوات والفترات الزمنية في الأولى , و الثانية إيجاد سكن بديل لمن يسكن بطريق المشروع ولا يتم تحوير المشروع ودفع التكاليف الباهضة و بتجاوز السقوف الزمنية , المسؤول رفع شعار لا يجوز التجاوز على المتجاوز وإن الواقع هو من فرض هذا السكن او ذلك المقاول , ويترك الدور والمحلات العشوائية ويتباكى عليها المتصيدون في الماء العكر ليسها أستخدام ساكنيها كمحطات للجولات المكوكية الانتخابية , وهم منجم للاصوات والوعود وتوزيع الهدايا والهبات ورسم المستقبل الوردي لهم بالتعين تحت عباءة وحماية المرشح , ولا يحق لأحد التجاوز عليهم طالما هنالك أرباح من المحلات ومواقف السيارات وكل فترة أنتخابات والمتجاوزين في تزايد.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك