المقالات

لم كانت ضحكتك البلهاء أيها السيد الرئيس !!

2093 04:20:00 2007-05-11

بقلم : علي عبد الهادي الاسدي

قبل بضعة أيام حضرت ندوة ثقافية أقامتها مؤسسة التراث النجفي التي يتولى أمانتها العامة الأستاذ الدكتور حسن الحكيم رئيس جامعة الكوفة سابقا .  أقيمت الندوة في مقر المؤسسة وكان موضوعها النظام الصحي في العراق مشاكله و ... ، كان المحاضر الدكتور علي العنبوري ، وهو يحتل موقعا إداريا قريبا إلى مجلس النواب العراقي ، وبعد إنهائه لمحاضرته فسح المجال للحضور – وهم نخبة من المثقفين - لإبداء ملاحظاتهم حول الموضوع .

كانت مداخلة احدهم هي من أخبث المداخلات وأطرفها أيضا ، قال صاحبها ما مضمونه (( إن هناك مرضا جديدا في العراق قد أصيب به أعضاء مجلس النواب واخرون ، وهو مرض فقدان الوطنية ، فهل يتمكن الدكتور العنبوري - لاسيما وهو قريب إلى مجلس النواب - أن يحدد لنا العلاج اللازم ، أو الدواء الناجع لهذا المرض )) ، تبسم بعض الحاضرين ، وامتعض آخرون ، وأبدى البعض تجاهلا ، وعدم مبالاة بالمداخلة .أما الدكتور العنبوري فأجاب : بان تعميما كهذا التعميم فيه الكثير من المجافاة للواقع ، وفيه إجحاف لجهاد وعمل الكثيرين من أعضاء مجلس النواب العراقي . سوف اتخذ من هذه المقدمة مدخلا للحديث عن قضية الوطنية عندنا – نحن العراقيين - ، فهل نحن مصابون بداء فقدان الوطنية ؟ ! لكن ماذا تعني الوطنية العراقية ؟ هذه الوطنية التي يجري اللطم ليلا ونهارا على فقدانها ، والبكاء صباحا ومساءا على ضياعها ؟ ! .ثم هل اتفق الاجتماع العراقي على تحديد دلالاتها ورسم معالمها وحدودها . وهل رسخت في الذهنية العامة حتى أصبحت جزء من بنيته الثقافية ؟ ! .وهل تجاوزت الوطنية العراقية مرحلة المفهوم ، أو المصطلح ، إلى مرحلة التأصيل لمعايير أخلاقية تؤسس لممارسات يصح وصفها بالوطنية ؟ ، والى قواعد عرفية واضحة المعالم تلزمهم – العراقيين - باشتراطاتها وإلزاماتها ؟ و تضبط إيقاع فعلهم السياسي بنحو لا تخرج بهم عن دائرة اشتغال هذه المعايير وتلكم القواعد . نعم . هل نمتلك – نحن العراقيين – هذه القواعد وتلكم المعايير بحيث نستنكر مخالفتها ، وننبذ المتجاوزين عليها ؟ ! . هذه أسئلة اتركه إجابتها للقاري الفطن . قد يظن ظان أن تجليات الوطنية عندنا هو هذا الألم الذي يعتصر قلوبنا ، وهذا الهم الجاثم على صدورنا ، بسبب ما يجري في العراق اليوم من ماس مروعة ، وكوارث مفجعة ، مع إن ذات الألم قد يحتونا ، وذات الهم قد نعيشه إن أصاب أي بقعة من بقاع الأرض ما أصابنا نحن العراقيين انه الشعور الإنساني الذي يفرضه انتسابنا إلى عالم الإنسانية . لكن ، ليكن الألم والهم هو أدنى قدر مشترك بيننا دال على وجود الإحساس بالوطنية . ولنسال البعض من نواب المجلس لم لا نرى هذا الألم والهم يظهر منكم، إن في تصريحاتكم ، أو أحاديثكم ولقاءاتكم ؟! .

ثم لنسال سيادة رئيس المجلس – مجلس النواب – لم هذه الضحكة البلهاء التي ارتسمت على شفتيك البائستين ، وأنت تستمع إلى صرخات الألم - بسبب ما يجري في محافظة ديالى - التي انطلقت من فم السيدة شذى الموسوي – النائبة في المجلس - نموذج المرأة العراقية الباسلة ، لم كانت ضحكتك البلهاء أيها السيد الرئيس !! فهل أنت من المصابين بداء فقدان الوطنية ؟؟؟ . وهل عاد إليك وعيك على ذاتك البائسة حينما زعقت بك السيدة الموسوي صارخة : (( لم تضحك أيها السيد الرئيس ، لم تضحك أيها السيد الرئيس )) حتى ضجت القاعة بالتصفيق لها . اعترافها بشجاعتها وبنبلها ووطنيتها . نعم . لم كانت ضحكتك البلهاء أيها السيد الرئيس ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!علي عبد الهادي الاسدي / النجف الاشرف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ثامر السراج الكاظمي
2007-05-11
كنت اتمنى أن يتحلى بعض نواب البرلمان لا كلهم بشء مما تحلت به السيدة الغيورة شذى الموسوي من الشجاعة والنبل والعفة ....... العفة يبدوا أن هذه المفردة أصبحت من المفردات التي لامعنى لها ولا مفهوم بين أعضاء مجلسنا المؤقر . تحياتي للسيدة شذى الموسوي ولسماحة الشيخ جلال الدين الصغير ولرفاقه الذين خرجوا من القاعة مستنكرين لصاحب الابتسامة الصفراء رئيس مجلس الارهابيين القتلة . وأنا هنا أتسائل متى سنشاهد في مجلس نواب الشعب ممثلين الشعب ؟؟؟ هل كان الشعب مغشوشا بهذه الوجوه التي اختارها؟؟؟ لا أدري ماذا اقول
عدنان
2007-05-11
تحية تقدير واعجاب لشجاعة السيدة شذى الموسوى والخزى والعار لصاحب الابتسامات الصفراء الذى يستهزىء بدماء الشهداء والمهجرين من اهالى ديالى. واذا كان السيد رئيس مجلس النواب يتهم ثلاثة ارباع اعضاء المجلس بكونهم ارهابيين فهنيئا لك ياسيد المجلس بمنصب رئيس الارهابيين !!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك