المقالات

أصحاب القرار من وراء الستار /


حافظ آل بشارة

فقدت الديمقراطية سمعتها في العراق ، يقولون : اذا كانت الديمقراطية تجلب كل هذه الفوضى والفساد والارهاب والطبقية تكون الدكتاتورية احسن ، اصبح العراق بلدا طبقيا ، ثروته بأيدي قلة من الاثرياء والمستثمرين والسياسيين المتحالفين معهم ، الطبقة الوسطى تآكلت وتراجعت ثم انظمت الى الطبقة الفقيرة ، وربع سكان البلد تحت خط الفقر ، الحكومة لا تستطيع تنفيذ خطة تنمية لان التنفيذ ليس بيدها بل بيد اثرياء البلد الذين يديرون السياسة الاقتصادية من وراء ستار ، فالتنمية هدفها ايجاد البنية التحتية للبلد ، وهذا يعني عقودا ضخمة وانفاقات هائلة فتصبح الجهة المعنية بالموضوع الطبقة الرأسمالية ، لا بأس فالطبقة الرأسمالية موجودة في بلاد كثيرة ولها حصتها لكنها تقوم ببناء البلد وتطويره ، أما الطبقة الرأسمالية العراقية فاغلب اعضاءها يسعون الى تدمير بلدهم وسرقة ثرواته ، واغلبهم مرتبط بالخارج ويسكن في الخارج ويختار بيتا فاخرا في عواصم غربية او خليجية ، واغلبهم كانوا من اعوان النظام السابق وهم الآن اعوان النظام الحالي !! انتصر المال مرة أخرى على الديمقراطية ، مجالس المحافظات الجديدة فيها الكثير من الغموض ، صعود مفاجئ لأناس مغمورين وتواري غير متوقع لاناس معروفين ، مرة اخرى نجح رجال المال والاعمال في التلاعب بالخارطة السياسية ، القرار بيد الأثرياء وليس الساسة والسيادة للمال وليس للفكر ، واستمرار التناقض الحاد بين مصلحة الحاكم ومصلحة المحكوم ، الأثرياء يحتاجون الى بيئة فاسدة ليحققوا اهدافهم ، والسياسيون يحتاجون الى بيئة متأزمة ومتوترة طائفيا ليحققوا اهدافهم ، بيئة يريد فيها المواطن ان يبقى حيا فقط ولا يفكر بأي حقوق أخرى ، لذا فمن يرفع شعار مكافحة الفساد او مكافحة الارهاب يشكل تحديا لكل من الساسة والاثرياء . هناك اغلبية شعبية غير متحمسة للمشاركة في انتخابات 2014 التشريعية التي لا يفصلنا عنها سوى أشهر ، في المدة المتبقية سيجري امتحان الكفاءة ، وهو نفسه امتحان الشرعية ، وساحة الامتحان هي مجالس المحافظات ، صحيح ان المدة المتبقية لا تكفي لمعرفة الغث من السمين ، لكنه قدر من اقدار الرأي العام ، المطلوب من كل طرف سياسي اثبات كفاءته ، وثانيا اقناع الرأي العام بها ، وثالثا اسكات المناوئين ممن يروجون للفشل ، ولكن النجاح ليس لعبة سهلة ، لذا يتضائل الأمل بالعثور على ناجين من الزلزال المرتقب ، اذا جاءت الانتخابات التشريعية ولم ينجح احد في زحزحة احدى تلك الصخور الجاثمة على صدور الناس لم ينفعه مادون ذلك ، لكل محافظة صخورها من الفساد والارهاب والفقر والفوضى وغياب الخدمات ، ويمكن لمجالس المحافظات ان تفعل ماعجز عنه المركز ... في واد آخر هناك الكثير من الكتاب والمفكرين والساسة المهمشين والمصلحين المقصيين يتحدثون عن العدالة وتحقيق الرفاه وهم عزل لا سلاح ولا مال ، وهؤلاء يشوشون على التحالف البرجوازي السياسي اجواءه ، ويعكرون مزاجه ، آخر ما قالوه : (لايمكن القضاء على الطبقة الرأسمالية التي استعبدت الساسة وسرقت الثروة وافشلت التنمية وانعشت الفساد لكن يمكن مساعدة الاثرياء الشرفاء على النهوض وتكوين طبقة رأسمالية شريفة تحب بلدها وترحم الفقراء) مجرد رأي للنقاش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-06-28
مع شديد الاسف اصبح بعض سياسيناعرابا وسمسارا ياخذ على عاتقة عقدالصفقات التجاريةوالمقاولات ونسى المهمة التي انتخبة من اجلهاالشعب من واقع الى واقع افضل وهذا ماشاهدتة وتلمستة من خلال تردد بعض السياسين واعضاء مجلس المحافظة لاحدالمقاولين صاحب شركة في منطقتي والمحزن ان بعض هؤلاء كان ممن قاتل نظام صدام في الجنوب والوسط والشمال انها سوء العاقبة وشتان مبين الامس واليوم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك