المقالات

مصر لو ضاله على خياط العام!!


حسين الركابي

لاشك ان جميع الاديان والامم والشعوب والجماعات والافراد تتطلع الى حرية وكرامة الانسان، وتقدم كل شيء من اجل ان تعمل وفق نظام ديمقراطي يكفل حق الجميع بدون تمييز، ولم نجد امة في العالم تفضل النظام الدكتاتوري، كونه بني على التكفير وسفك الدماء وسلب الحقوق ومصادرة الحريات والانسان كاملةً، وهذا ما يرفضه العقل والمنطق السليم. اما اليوم في بعض البلدان العربية والإسلامية انقلبت جميع المعطيات والموازين تماما، وبدئت بعض الجماعات والتيارات تؤسس الى انظمه شموليه ودكتاتوريه وطائفيه، وتريد ان تصادر البلاد والعباد متخفيه تحت شعارات اسلاميه وديمقراطية، وهذا ما يدور اليوم في الساحة الدولية والإقليمية والعربية بالتحديد، وخير ما نستدل به على ذلك المشهد السوري وما رافقته من احداث وتحولات نحو الهاوية، وتدمير البنيه التحتية، وتهجير، واغتصاب، وقتل ونهب، وسلب حتى وصل الامر الى شق الصدور واكل الاكباد، وشعارهم الوحيد الغاء جميع الطوائف والقوميات من خارطة العالم، وكل هذا لم يراه الشعب السوري مثل تلك المشاهد في النظام الحاكم من قبل، بل العكس كان هناك الجميع تتمتع بحقوق وحريات وكرامه وتنعم بامن وسلام تحت مظلة القانون، والتعايش السلمي بين الاديان والطوائف والقوميات وبلد مفتوح للوافدين من جميع اصقاع العالم، للسياحة الدينية، والفصلية، وكذلك الحال اليوم في مصر ذات الحضارة العريقة والارض الخصبة حيث قال تعالى (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ) كذلك بلد السياحة والفن والفنانين عاشت طوائفه وقومياتة واديانه متعايشة متحابة فيما بينهم منذ الاف السنين قبل الميلاد. ان مقتل رجل الدين المستبصر (حسن شحاتة واربعة من اخوانه ومرافقيه) في منطقة تسمى بزاوية أبو مسلم في مصر، وبهذه الطريقة الوحشية وجره في الشوارع امام انظار الناس وقوات الامن، بلا شك انها حمى سياسيه يراد منها فتنه طائفيه لإدخال البلد في دوامة الصراع المذهبي والحزبي من اجل البقاء في السلطة، وهذا الجريمة اتت بعد اعلان بعض القوة الوطنية المصرية برفضها لهذا النظام الفاشل، وعدم قدرته على ادارة الدولة سارع الرئيس الجديد (محمد مرسي ) باللعب على هذه الاوتار واعطاء الضوء الاخضر للقتلة والمجرمين بسفك دماء الابرياء، وشق الصف ووحدة البلد من اجل ان يدوم عرشة وسلطانة. وستضل حادثة (حسن شحاته ) عالقة في ضمير الامه الواعية ونقطه سوداء في تاريخ مصر ارضا وشعبا، كما بقيت حادثة هاني بن عروة، ومسلم ابن عقيل (عليهم السلام ) حيث امر بقتلهم وجرهم في شوارع وازقة الكوفة ابن اكلت الاكباد، واسلاف هؤلاء اصحاب تلك الاعمال المشينة...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك