المقالات

صديقي الإخواني..


حيدر فوزي الشكرجي

في ثمانينيات القرن المنصرم وفدت الى العراق الآلاف من العمالة المصرية لظروفهم المعاشية الصعبة ولحاجتنا الكبيرة لهذه العمالة بسبب الحرب مع الجارة إيران التي زجنا بها الطاغية هدام.وكان صديقي من ضمن الوافدين، جمعنا حب القراءة والمعرفة خاصة في الكتب الإسلامية وكتب التاريخ وأعترف لي أنه من جماعة الأخوان المسلمين وأنه هارب من مصر لما كان يعانيه أفراد الجماعة على يد حسني مبارك وتعهدت له بالكتمان، لأن العديد من الوافدين كانوا من الأمن والمخابرات المصرية وانضموا عند وصولهم إلى حزب البعث وقيادته القومية حتى يستطيعوا تنفيذ مهامهم بدون أن يتجرأ احد على ازعاجهم.تبادلنا الكتب والمراجع التي كانت وقتها ممنوعة وقد تؤدي الى الإعدام، تناظرنا اتفقنا اختلفنا ولكن لم تغادر احد منا الابتسامة في كل لقاء، وكنا نتوقف عندما يحتد النقاش ويفشل أحدنا في أقناع الآخر برأيه.لم يفكر أحدنا في تكفير الآخر يوماً، فكنا نعلم علم اليقين أنه لا يحق لأحد تكفير من نطق الشهادتين، كان يُجل موقف المرجع الشيعي الكبير السيد محسن الحكيم (قدس الله سره) الذي وقف ضد إعدام السيد قطب، وكنت أحترم موقف مصر عندما هدد الملك فاروق الوهابية في حال مسوا قبر النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد كانوا يريدون هدمه كما فعلوا في البقيع وكان لدينا حلم مشترك وهو رحيل الطواغيت من بلادنا وإقامة دولة اسلامية عادله فيها.رحل هدام ومن بعده حسني ولم نرَ لحد الآن الدولة العادلة رأينا التخلف والجهل والفساد رأينا صغار القوم علو المنابر ينادون في القوم تعصبا وقتالا رأينا اكباد الناس تؤكل والناس تقتل ظلما وعدوانا.الحمد لله لم يستطيعوا في بلدي تسلم مقاليد الحكم ولن يستطيعوا كما حصل في بلدك، ولكنهم ساهموا في قتل الآلاف في بلدينا وسوريا باسم الدين الاسلامي.أكاد أسمع صرخة السيدة نفيسة (عليها السلام): ما هؤلاء القوم علمت، وليس لأجلهم بقيت، وتوفيت بعيدا عن أرضي، ولن أبقى في بلاد يقتل فيها المسلمين ويمثل بجثثهم شبهة، دون علم أو يقين.لا أعلم أن كانت شعوبنا لا تستحق الحرية، أو أنها علامات الساعة، أو أنه ابتلاء من رب العالمين لشعوب طالما برعت في صناعة الطغاة.كنت قد دعوتني لزيارتك في مصر، ولست أدري أن كانت دعوتك ما زالت قائمة، ولا أعلم أن كان مصيري سيكون مثل الشيخ حسن شحاتة، وأن كنت ستشارك أو نكون معا من المسحوليين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك