المقالات

قرار بغداد ونهاية دور المحافظات ...


بهاء العراقي

يقول احد الحكماء (حتى لو امطرت السماء حرية فان هناك من سيضعون المظلات لئلا ينعموا بها ) فيما يقول اخر (ان نرجسية البعض وحبهم لانفسهم جعلهم يصورون الله على شاكلتهم فافترضوا ان له يدا ورجلا وجسما ) وبين هوان النفس والاعتزاز بها حد التأليه نرى ان البون واسع فمن يرون انفسهم بلا مؤهلات يظنون انهم يحتاجون وصاية الاخرين عليهم حد استعبادهم ولا يرون ضيرا في ذلك بينما يرى اولئك النقيض منهم وان الجميع ينبغي ان ينحني اجلالا لهم فهم ظل الله في الارض بل هم مطبق احكامه وتعاليمه التي هي بالاحرى تعاليمهم التي تتلاءم مع نرجسيتهم وميلهم للسيطرة الاستعباد . لقد كشفت مرحلة تشكيل الحكومات المحلية في المحافظات وجود هاتين النزعتين فقرارات المركز وتعاليمه اثبتت فاعليتها ولعل التأسيس لمثل هذه النظرة او التصديق بها واتباعها امر مستغرب لكني اقول ان لا غرابة في كل ما حصل ويحصل وسيحصل ولو اخذنا بعض ما قيل وطبق لوجدنا مصداقية لكل ذلك فمثلا يقول احد الزعامات السياسية المؤتلفة ضمن دولة القانون والتي عرف عنها حربها لنظام البعث الكافر وتقديمها الالاف من الشهداء وبدون تحرج ( اذا قررت بغداد ينتهي دور المحافظات ) ولا ادري لماذا اذن نعيب على صدام وزمرته الملعونة شعار (اذا قال صدام قال العراق ) ولماذا اذن ندعي حربنا مع الديكتاتورية وهل هناك اكثر واعمق واشد من هذه الدكتاتورية التي تتمنطق بتبريرها العبيد اليوم وهم قطعا عبيد المال وتبع السلطان بالمقابل تتفاوض جهات وتيارات مع ممثل حزب الدعوة في محافظة من المحافظات وبعد ثلاثة ايام شاقة من العمل والاتصالات والتفاهمات يقول الاستاذ وهو احد ابرز المفاوضين ان النتائج التي توصلنا لها ليست ذات قيمة وسألتزم بقرار بغداد لاني لا املك قراري ولست ادري ايضا ان كان الامر على هذا النحو لماذا تتفاوض اصلا ولماذا نتحدث عن حقوق المحافظات وابنائها ممن يريدون تبديل مشهد التهميش بمشهد جديد وضعوا له عنوان كبيرا هو استعادة الحقوق فبأي شكل وتحت أي تأثير ستستعاد الحقوق ومن يقودنا على هذه الشاكلة واين هي مساحة ابناء المحافظات مواطنين وقيادات وتنظيمات ام ان بغداد (اولها وتاليها ) حقا ان من يظنون بأننا تخلصنا من الديكتاتورية واهمون ولعل الحل يكمن في طريقة تفكيرنا وحسابنا للنتائج فالمقدمات الصحيحة تقود لنتائج صحيحة وقد عبرت عنها المرجعيات الدينية بشكل جلي وواضح وطالبت بعدم انتخاباي جهة لها وزير في الحكومة المركزية لاسباب موضوعية اما ان يضع بعضنا ثقته بهذه الاحزاب والتيارات فاعتقد ان ذلك خطا والمقدمات الخاطئة لا تقود لنتائج صحيحة بالنهاية . والدليل ما حدث في الناصرية والديوانية وغيرها بانتهاج مبدأ الغلبة للمال والوعود على حساب المواطنين وآلامهم بحيث تعطى عضوة في مجلس محافظة الناصرية الجديد 300 مليون دينار مع 100 درجة وظيفية وتشترط تعيين زوجها الشرطي مستشارا للمحافظ واخرين من عائلتها بمناصب ويهز اتباع بغداد رؤوسهم بالموافقة ويوافقون على مضض لانهم يعتقدون انهم اولى بالاموال والدرجات الوظيفية لكنهم يظهرون بمنظر المستبشر و لايغرنا انهم خرجوا ضاحكين بتحقيق النصر على عكس ارادة الشعب وخيارات الجنوبيين البسطاء ممن قبلوا ظاهريا بتولي هؤلاء ادارة شؤونهم بينما يتميزون من الغيض لعدم قدرتهم على التغيير متمتمين بعبارات خافتة (نتحمل من اجل المذهب) لان من انتخبوه خدعهم بعبارة الدفاع عن المذهب وهو يتاجر ويوقع ويبرم الاتفاقات مع من يصفهم باعداء هذا المذهب المبتلى بالمنافقين ممن يضعونه في المقدمة متى شاؤوا ويلغون وجوده ان تقاطعت العبارة مع مصالحهم كقولهم بالتحالفات العابرة للطائفية ولعل المواطن المسكين يقول ايضا الخير في ما وقع او ان القيادة الحكيمة ستفي بما وعدت في النهاية بعد ان تضاءلت فرصها بتصديق الناس لها وهي تكذب مرة اخرى عليهم واحاديث من هذا اللون وعلى هذا المنوال ويستمر مسلسل مصادرة الحرية وتحويل الديمقراطية الى لعبة رخيصة لن تعود على المواطن بشيء لكنها تدر المليارات على الكذابين والمتملقين وتجار السياسة ومن يتبعونهم في المحافظات دورة بعد اخرى .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك