المقالات

الدعوة والآخوان


سعد الفكيكي

سنتكلم بموضوعيةً اكبر بشأن حزب الدعوة الاسلامية في العراق،انه من الاحزاب العريقة ذات التأريخ الجهادي الكبير في مقارعة الظلم والاستكبار، وقد قدم الكثير من رموزه قرابين في سبيل التخلص من الدكتاتورية في الفترات المظلمة، وان الدعوة كانت تهمةً تقود للآعدام، فتحية لهذا الحزب المناضل . بعد عام 2003 دخل الحزب العملية السياسية في العراق من اوسع الابواب وبدأ بأستقطاب الكفاءات المهمة في المجتمع، ولعب دوراً كبيراً في ترسيخ الديمقراطية الجديدة وحاز مناصب رئاسية.ولكن يبدو ان الحال لا يختلف كثيراً عن بقية الاحزاب الاخرى في العالم، فالوصول الى سدة الحكم تعني الانتكاسة القادمة، بسبب الة السلطة واختلاف التعامل مع المجتمع والقوى السياسية، فهل هي انعكاس لاراء شخص قيادي في الحزب اصبح مسؤولاً حكوميا ام انه فقد السيطرة على النفعيين والانتهازيين القريبين منه؟ واضح جلياً في الازمات من خلال تصريحاتهم الغير مسؤولة واخرها تسليم بغداد الى س او ص، وعلى قول استاذي العزيز الساعدي" بأنها مكاييل مضحكة مبكية " وتدل في الوقت نفسه انحشارهم في زاوية ضيقة . ان تشكيل مجالس المحافظات يمثل منعطف كبير لحزب الدعوة الاسلامية وتيار شهيد المحراب، مع ان اتجاهيهما واحد بعكس الاخر، ذلك في انخفاض مقاعد دولة القانون وارتفاع مقاعد المواطن في نتائج الانتخابات، فالتراكمات الكثيرة الملقاة على كاهل حزب الدعوة نتيجة الاخطاء في ادارة السلطة والمشاكل التي حلت بالبلاد، جعلت منه تيار منتكس وصولاً للمرحلة القادمة، الامر الذي يتطلب شجاعة من اجل الاعتراف بذلك، ووضع الخطط لتصحيح المسارات وانقاذ ما تبقى، مثلما فعل تيار شهيد المحراب تماماً، فبعد ان تراجع في انتخابات مجالس المحافظات السابقة والنيابية، عاد منافساً قوياً ولكن بعد ان ضحى بالوجوه والدماء القديمة وترك المناصب ، ليبدا بعمل ونهج جديد ومتوازن بثوبه الابيض . اذن فما هو المطلوب ؟ للشخصية الاولى في حزب الدعوة الاسلامية، عليك غربلة الحزب والسماح بأدخال وجوه جديدة، لان الناس سئمت الكثير منهم ومن تصرفاتهم ومن وعودهم بل وحتى من اشكالهم، مع تقديرنا لهم جميعاً، لكن هذه الحقيقة وعليهم ان يسمعوها وان كانت مرة، والدليل على ذلك التحالفات الاخيرة بدون القانون، حتى انهم لم يجدو من يتحالفون معهم سوا بعض القوائم الصغيرة مما تسبب في فقدانهم الكثير من المحافظات في وسط وجنوب العراق .

واخيراً نستطيع القول ان الحكومات الجديدة صدأت مسامير عرش السلطة، وان سلطة القانون ستنتهي بسبب تخلي الحليفين البارزين في التحالف الوطني عنه، فكان لهما الفضل بحصوله على منصب رئيس الوزراء، مع ان القائمة العراقية كانت متفوقة من حيث عدد الاعضاء وبدونهما لا يتحقق شيء . ليس عيباً ان يتم اعادة النظر ومعرفة الاخطاء، والأهم اعادة ترتيب اوراق الحزب من البداية للنهاية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك