المقالات

مسمار المالكي!!


وسام الجابري

كان يا ما كان في قديم الزمان , كان جحا , الشخصية المعروفة والمشهورة والتي يضرب بها الأمثال كثيرا , وأما مسماره، فيُضرب به المثل في اتخاذ الحجج الواهية للوصول إلى الهدف المراد ولو بالباطل.كان جحا يملك داراً , وأراد أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماماً , فاشترط على المشتري أن يترك المسمار الموجود مسبقا في الحائط داخل الدار ولا ينزعه , فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخفي لجحا من وراء هذا الشرط , وبعد أيام ذهب جحا لجاره و دق عليه الباب. فلما سأله جاره عن سبب الزيارة أجاب جحا:جئت لأطمئن على مسماري!!فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه. لكن الزيارة طالت , والرجل يعانى حرجًا من طول وجود جحا لكنه فوجئ بما هو أشد إذ خلع جحا جبته وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يطق المشتري صبرا وسأله:ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟!فأجاب جحا بهدوء:سأنام في ظل مسماريوظل جحا يذهب يوميا للرجل بحجة مسماره العزيز , وكان جحا يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامهفلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع وترك لجحا الدار بما فيها وهرب!!ومن هنا انتشر مثل مسمار جحا ,وعلى ما يبدو ان لدى نوري المالكي رئيس الوزراء اكثر من مسمار دقها في محافظات العراق المتنوعة الانتماء والاتجاه فضلا عن التابعية , ولعل خير ما تنطبق عليه حكاية مثلنا الوارد في اعلاه هي الاحداث التي رافقت مسيرة تشكيل الحكومات المحلية في بغداد والمحافظات الاخرى , بعد ان تشكلت وفق نظام الاغلبية نصف زائد واحد , الامر الذي لم يرق كثيرا للحاج ابو اسراء فشاط غضبا متهما المشكلين لهذه الحكومات بخرق القانون اولا وخرق الاتفاقات ثانيا وهذه المرة انسحبت ردة الفعل على المجلس الاسلامي الاعلى باتهامه من قبل المالكي ورفاقه بنقض العهود والالتفاف على الدستور والتوافقات مع مكونات اخرى غيرهم , وكأن الاتفاق مع اي مكون غير دولة القانون يقع ضمن اطار الخيانة, متناسين ان العراق تحكمه الشراكة الوطنية من مكونات فرضها الامر الواقع فلا نستطيع مهما جازفنا ان نمضي بدون مكون سني في بغداد فالارقام التي افرزتها نتائج الانتخابات والتي لم يعترض عليها احد تقول ان للمكون السني وجود , ناهيك عن التأثير الواضح لا شراكهم في الحكم الامر الذي يبعث برسائل اطمئنان وارتياح لدى الاخرين بعدم تهميشهم الشيء الذي نتهم به من قبل الاخرين , وهذا محل اعتراض قائمة القانون ( اشراكهم ).ما تجرا على القيام به عضو ائتلاف دولة القانون والمحافظ السابق لبغداد صلاح عبد الرزاق من تفريغ الميزانية بالكامل وتسليمها خاوية لمن جاء بعده , وتعطيل الانارة والمصاعد قبل موعد التصويت على اختيار حكومة لا يشترك فيها , هذا دليل على ان لدى عبد الرزاق نسخة ممتازة من مسمار المالكي دقها في جدران محافظة بغداد يحاول التشبث بشتى الصور لإعادة تنصيب نفسه محافظا وهو ما لم تنفعه تحركاته لنيل مراده ,البناء الحقيقي للبلد يبدأ من النفس , وتهذيب النفس يحتاج الى قناعة تدفع باتجاه قبول الاخر , وهو ما لم نشهده في تصرفات فريق المالكي من محافظين في المحافظات او وزراء في الوزارات , والتساؤل الذي يفرض نفسه , كيف سنبني بلدا فيه امثال صلاح عبد الرزاق وهم كثيرون , وكيف نؤمن بأن القادم يحمل انوار تضيء دروب المتعبين من ظلام الفقر وفيهم من سلمها ترابا قبل ان يرحل ,الراحل غير مؤسوف عليه, واملنا بالقادم عسى ان يكون نموذجا مختلفا وعله لا يستعمل المسامير كجحا ومن بعده المالكي ليدق اساس بقاءه الابدي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك