المقالات

لحومنا مازالت في أفواههم..!


صادق العباسي

لا يمكن ان نتوقع من مفهوم المصالحة الوطنية, الذي صدع الساسة العراقيين رؤسنا به, ان يؤتي ثماره ويكون نافعا, دون ان يرافقه ايمان بمفهوم العدالة الانتقالية. حيث ان ثقافة طي صفحات الماضي بكل الآمه وآثامه, والتي يروجون لها هي التي تحكم تفكيرهم, الامر الذي يعمق الجراحات بدلا من ان يعالجها, لكي نمضي قدما لبناء مستقبلنا .إذ أن هذا المسار من التفكير, ونعني به ان يأمن المجرم من العقاب ولو بحده الأدنى, سيعمق من مشاعر الخيبة والمظلومية وفقدان العدالة لدى قطاعات واسعة من الشعب, وسيعتري تلك القطاعات شعور مؤلم بأنه مادام المجرمين في مأمن من العقوبة, فأن بينها وبين الانصاف مسافة بعيدة جدا...هذا الشعور لا يمكن الحد منه, الا بتطبيق ثقافة المساءلة, وفي حال شيوع هذه الثقافة, سيتحقق الاحساس بالأمن والأمان, لدى الغالبية من مكونات المجتمع , مع الاخذ بعين الاعتبار اننا لانزال في طور تشكيل ملامح الدولة الجديدة.أن تطبيق المساءلة الحقيقية على الذين أجرموا بحق الشعب وعلى المفسدين, سيوجه تحذيرا لكل من تسول له نفسه ارتكاب الممارسات الاجرامية المرفوضة شعبيا في المستقبل, وهذا من شأنه أن يضع الممسكين بزمام الحكم، امام مسؤولية كبيرة حول اتخاذ قرارات مهمة, تحقق العدالة وتطمأن الشعب.ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، بل والشرعية أيضا، تحتم على القوى التي ساهمت في عملية نقل العراق من الديكتاتورية الى الديمقراطية, ان تسلك طريق الحوار والتشاور لتجاوز اثار المحن والالام, التي خلفتها جرائم النظام السابق وما تلاه, من فترات عنف واضطراب سياسي, على ان يجري الحوار في اطار ايمان عميق بضرورة المسائلة لتحقيق العدالة, وان لا يجري هذا الحوار وفقا لعقلية الغالب والمغلوب، بل وفقا لعقلية الانصاف المشترك.ان شريحة واسعة من ابناء العراق في وسطه وجنوبه، من الذين لحقهم حيف كبير جراء ممارسة نظام القهر الصدامي، من قمع مباشر عليهم وعلى بيئتهم ومدنهم وابنائهم، وما لحقهم من دمار واسع، مازالوا يشعرون بالمرارة والغصة، على الرغم من مرور عشر سنوات على زوال النظام الي قهرهم وظلمهم، ويتعمق هذا الشعور وهم يرون ان القوى السياسية التي تصدت لقيادة البلد بعد زوال نظام صدام لم تولي قضيتهم الاهتمام المستحق بل يرون ان ظالميهم وقتلتهم الذين ما زات اسنانهم تقطر من دمائهم، يخرجون لهم السنتهم من افواههم، يتلمظون بها تلك الدماء، ويطلوا عليهم ببوجهم الكالحة الكريهة ، في مفارقة فجة تؤكد ان مفهوم العدالة قد تم تعليقه على شماعة الانتظار.ثمة امل.. سيما بعد النتائج المهمة لانتخابات مجالس المحافظات، والتي اعادت تيار شهيد المحراب الى واجهة التأثير، المظلومين يأملون انهم سينصفون, وفي هذا السياق؛ تأتي دعوة إنشاء مؤسسة تعنى بشؤون المحرومين والمجاهدين والتي اطلقها مؤخرا عمار الحكيم..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك