المقالات

نتحالف نهاراً وننقض ليلاً


محمد الركابي

بَعد أعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العشرين من نيسان وتَغير موازين القوى والنتائج المتقاربة التي قسمت بين ثلاث كتل رئيسية (القانون والمواطن والاحرار ).في عشر محافظات , تحولت الكرة من المواطن الى هذه الكتل الفائزة.وعقد إتفاق مركزي شبه نهائي بين القانون والمواطن, لتشكيل الحكومات المحلية . بفريق عمل قوي ومدعوم وغير خاضع للإبتزاز من قبل الكتل الصغيرة . وببرنامج خدمي يستهدف المواطن المحروم من الخدمات طيلة السنوات الماضية .وفوجئنا قبل أيام ان هذا الاتفاق لم يكتمل ويَرى النور بدعوى أن دولة القانون لم يتوصل الى أتفاق بداخله لانه مكون من 7 قوى رئيسية ومراكز القوى موزعه عليه .وهنا ندرك امرين مهمين ان المالكي كان يفاوض عنهم واتفق مع الحكيم دون الرجوع وهذه دكتاتوريه واضحة .والامر الثاني هو اذا كان اعضاء ائتلافه مفوضيه فكيف لهم ان ينقضوا الاتفاق.والجميع يعرف ان نقض الوعود والعهود والتسويف امر معتاد لدى السيد المالكي وإئتلافه .فهو الذي وقع أتفاقية أربيل مع مسعود وعلاوي .ووقع لمسعود على 19 بند يخص الاقليم، ومع علاوي على مجلس السياسات, ووزارة الدفاع وغيرها من المناصب, وانهاء حالة الفوضى العارمة في الدولة بالمناصب التي تعطى بالوكالة .وكلها ضُربها عرض الحائط ما أن جَلس على الكرسي ,ليس دفاعا عن اَي منهم, ولكن سياسة نقض العهود مرفوضة جملة وتفصيلا لدى الصادقين والمتدينين .

وخصوصا انه ينحدر من حزب ديني ومدرسة دينية عريقة تدعي إرتباطها بــعلي ابن ابي طالب (ع )الذي يقول (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر واني لاكره الغدر والفجور).

كل هذه الاقوال يجب ان تكون دستور وقانون يطبق لا أقوال تنقل فقط . وهكذا فان الوعود اَيضا مع الشعب لم تكن صادقة بالمطلق. فالكل يتذكر ان في ازمة الكهرباء المستمرة 2010 عندما خرجت مظاهرات البصرة وأشتدت ,صَرح بان المشكلة تحتاج الى سنتين لتنتهي ونحن الآن في صيف 2013 ولم نحصل على 12 ساعة .

وعندما أشتدت الخلافات قبل عام تقريبا أوصى بتشكيل لجنة الأصلاح ورئسها الجعفرى لأصلاح الدولة وأخطائها وأنتهت بالتسويف ولانعلم ماذا حققت وأين هي الآن ؟؟

من كل هذا أصبح واضحا للشعب وجميع القوى في الساحة العراقية ان الكتل متحملة على مضض هذه التراكمات على أمل نهاية الشهور المتبقية من حَكمه وتأتي الانتخابات وتنهي دورتين من مناصب الوكالة , وعدم الايفاء بالوعود , وسياسة خلق الازمات .ونحن اليوم على أعتاب خارطة جديدة لتشكيل الحكومات المحلية تنهي عهد الأعذار الزائفة التي كان يتحجج بها بعض المحافظين ونريد رجال دولة أكفاء ينهضون بخدمة المواطن المحروم من ابسط حقوقه . يريد دولة القانون أن يستحوذ على أغلب المناصب العليا في المحافظات والا فلا نتحالف وأراد بكل الطرق أن يسرق الوقت من ائتلاف المواطن ويتحالف مع الكتل الصغيرة كي يفرض سياسة الأمر الواقع عليه ويجبره اما الدخول او المعارضة .والكل يعلم لو أن دولة القانون كان يملك اغلبية مريحة لضرب البقية عرض الحائط كما فعل في 2009 عندما تحالف مع بعض الكتل الصغيرة وأقصى قائمة شهيد المحراب انذاك وقال لهم بالحرف الواحد "سنحولكم الى منظمة مجتمع مدني" .

فاليوم على جميع القوى السياسية أن نفكر مليا وعميقا بإعادة الثقة للمواطن العراقي الذي فقد الثقة أصلا بالعملية الانتخابية والسياسية ورفع نسبة المشاركة في الانتخابات لان الذين لم يصوتوا في الأنتخابات كانوا معترضين على الوضع القائم برمته لاعلى أحزاب ولا على شخصوص.وأعادة الثقة تكمن في اي أن يَشعر الانسان بمواطنته وأنتمائة لوطنه من خلال تقديم الخدمة وتوفير فرص العمل والسكن والكهرباء وغيرها من الخدمات.

فالمطلوب تشكيل حكومات قوية متجانسبة تقدم الخدمة للشعب لا الخلافات والتشنجات .والأمتيازات للمسؤول فقط .وبالتالي سترتفع نسبة العزوف عن الانتخابات وفقدان الشعب ثقته بكل العملية السياسية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو زهراء الكاظمية المقدسة
2013-06-12
عاشت يدك على هذا الكلام فعلا نتحالف نهارا وننقض ليلا وقل اعملوا فسيرى الله اعمالكم ورسوله والمؤمنون تذكروا هذه الآية يا حكومتنا المنتخبة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك