المقالات

حطية ... أنضرب بوري


الحاج هادي العكيلي

يستخدم العراقيون كلمة [بوري] للدلالة على الانبوب، وكلمة بوري هي كلمة عراقية اكدية قديمة تعني قصبة البردي المجوفة وهو نبات مشهور وشائع في اهوار العراق، ومنها جاءت كلمة [بارية] وجمعها [بواري] اي حصيرة القصب، ابتكر العراقيون معنى آخر للبوري فيقولون اليوم: فلانا انضرب بوري، بمعنى نـُصـب عليه، احتالوا عليه واستغفلوه .

فعندما يقوم أحد الطلاب في الجامعه بالتقرب من فتاة تعجبه لكي يصارحها بأعجابه وحبه لها وهي ترفض ذلك.... فأن عمليه الرفض لذلك الشخص تدعى (( بوري)) أو (( أنضرب بوري)) اي تم رفضه من قبل تلك الفتاة .. الله يساعد قلوب المحبين ..فكيف الحال بقلوب السياسيين ؟!!! يقال كان هناك شخص يحب فتاة وبعد ان مضى الليل حائراً متردداً في الاعتراف لها مسك هاتفه وكتب لها رسالة ... أحبك .. ثم أرسلها لحبه، وبعد ثوان .. وصلته رسالة فأحس برعشة تسري في جسده وبدأت ملايين الاسئلة تجول في ذهنه .. هل أقرأ الرسالة الان ؟ هل أعترفت لي بحبها هي الاخرى ؟ وبعد ساعات طوال من التفكير .. قرر ان يقرأ الرسالة فوجدها أن رصيدك غير كاف لارسال هذه الرسالة قم بتعبئة الرصيد أولاً ..

لقد استلم المالكي رسالة بان رصيده غير كافي في تولي مناصب المحافظ في اغلب المحافظات لان حزبه لم يحقق الاغلبية في عدد المقاعد التي حصل عليها ضمن ائتلاف دولة القانون . فقد حققت الاحزاب والكتل السياسية المنضوية تحت ائتلاف دولة القانون فوزاً كبيراً في عدد المقاعد التي حصل عليها ائتلاف دولة القانون مستغلة المالكي في دعاية الانتخابية ومعلقة صوره لتجني الثمار وتحقق الفوز وتضرب المالكي وحزبه ( بوري ) مسنع ليصبح موقفه ضعيفاً امام الكتل والاحزاب المنضوية في أئتلافه ، مما حدا بان يفكر بطريقة ان يحفظ ماء وجه حزبه الذي خسر اغلب المقاعد التي كان قد حصل عليها في الدورة السابقة ،

فأصر ان يكون المحافظ من نصيب حزبه حصرياً في المحافظات التي حقق ائتلاف دولة القانون المرتبة الاولى ولكن جميع القوى السياسية المنضوية تحت ائتلاف دولة القانون وخاصة التي حصلت على عدد كبير من المقاعد ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون ترفض ذلك وتعتبر ذلك تهميشاً لها والى استحقاقاتها الانتخابية مما أدى الى عدم التوصل الى اتفاق مع ائتلاف المواطن الذي وقع معه اتفاق شرف قبل الانتخابات على تكوين حكومات المحافظات قوية قادرة على تقديم الخدمات للمواطن باختيار الشخصيات الكفوءة والقادرة على تنفيذ البرامج الانتخابية{فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }المؤمنون 53

لقد اصبح ميثاق الشرف الموقع بين ائتلاف دولة القانون وائتلاف المواطن ملغياً مما ادى الى سعي ائتلاف المواطن ان يتحالف مع التيار الصدري بتشكيل الحكومات المحلية و تم تشكيل الحكومات في اغلب المحافظات بالرغم من ان ائتلاف دولة القانون حاصل المرتبة الاولى في عدد المقاعد في تلك المحافظات فقد اصبح اتئلاف دولة القانون خارج تشكيل الحكومات المحلية ،لقد خسر نتيجة الاصرار على ان يبقى دائماً هو في قمة هرم السلطة بالرغم منه ان تلك الحكومات المحلية التي كان حزبه يقودها لم تقدم الخدمات الى المواطن فكانت نتيجتها الخسران .

اللهم لا تجعلها شماتة فالسياسة لا تعرف النصر الدائم ، لانها فن الممكن لتحقيق الغايات في كل السبل المتاحة ، ولا تعرف العداء الدائم أو الصديق الدائم ، فبلامس قد يكون عدوي واليوم يكون حليفي ، وقد يكون بأمس حليفي واليوم عدوي .. فعلى المالكي ان يعيد تعبئة رصيدة خلال مدة أربع سنوات القادمة ويخوض الانتخابات لمجالس المحافظات ، لان رصيده غير كاف في هذه الانتخابات وينتبه بان لا ينضرب بوري مرة ثانية .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك