المقالات

نوري .. دقَّ (بابهم ) .. !!


محمد الحسن

(من طقوس الطفولة في جنوب العراق , لعبة طرق الأبواب .. تتلخص تلك اللعبة الموسمية (في رمضان) بأن يقدم مجموعة من الأطفال على أختيار أحد البيوت ليكون مرمى لعبثهم , بالطرقة الأولى يكون الهروب تكتيكي ومسلي , لكن بعدها تتطور الأحداث , فمن يطرق أحيانا يتعثّر ويصاب بجروح قد تحرمه اللعب أيام طوال ) .

(هم ) ضمير للغائب الجمع .. وبابهم , ليس باب أحد ما , إنما تمرّس بطل حكايتنا على طرق الأبواب جميعها دون أستثناء .. أينما حلت (خبزته ) تبعها دون مراعاة عهداً أو ميثاق أو مبدأ , وحسب المثل العراقي (الياخذ أمك صيحله عمي ) .. تحوّل صاحبنا إلى (نكتة ) مخيفة , فالرجال أما بالكلمة أو (بالشارب ) ونوري هذا أسلامي قديم لا يقيم وزناً ل(الشارب) عملاً بالحديث المروي (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ) وتيمناً بملهميه (الأخوان المسلمين ) , فصار التعويل على مواعيده ب (الكلمة ) .. لكنه أضاعها , فتحول إلى (حيّال شرعي) . تميّز بدهاء وذكاء جعله قادراً على أقناع الآخرين بأخذ ما يريد (يعني قفاص) وطبيعة (القفاصين ) لا يقيمون وزناً لأي علاقة أو صداقة أو صلة رحم , وحتى الأقربون لم يسلموا من (بواريهم ) .

بعد أنقشاع الغبرة عن الملحمة الأنتخابية في نيسان الماضي دون حصول أحد على سبق تشكيل أي حكومة محلية , ذهب صاحبنا (أبو إسراء) كعادته طارقاً باب الحكيم .. كان يعتقد أنه سيضحك , لكنه وقع .. هرب وتعثّر نتيجة لأفتضاح أمره ...برر موقفه بأنه زملائه ورّطوه بالهرب وأنه كان جاد عندما أتى . فضيّع المسكين الضحك والمصداقية معاً !!

يقول سعد المطلبي (أن مفاوضينا في دولة القانون هم من يتحملوا ضياع التحالف بيننا وبين المواطن ) , ويؤكد السيد رئيس الوزراء أنه لا يستطيع السيطرة على قرار أتباعه في المحافظات , فكلهم يرغبون بتولي المسؤولية وحدهم ....

وهذه الحقيقة لا تتجاوز أحد أمرين , إما أن يكون (نوري) غير مطّلع على الدستور أو أن هناك نية مبيتة لشراء الأصوات (بمليون دولار كما حصل في أحدى المحافظات ) , فكيف يستطيع من لا يملك أغلبية تشكيل حكومة لوحده ! ثم أبلغوا الرئيس بأنهم جاهزون للأنقضاض على حليفهم الأصلي .. الرياح غير مسيطر عليها والربّان لا يمتلك مهارة أو حنكة , فلم يتحقق له ما أراد وجاءت العثرة موجعة .. بغداد ضاعت , البصرة قبلها , لحقتها واسط .. أين ميسان , ذي قار ذهبت .. السماوة أولاً ... ماذا بقي لك يا نوري ؟ سؤال قد يدخله الأنعاش , فحبل الكذب أقصر مما يتصور !!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك