المقالات

كلام شرف ...


بقلم .. محمد أبو النواعير ..

يمكن لعنوان هذا المقال أن يكون عنوانا لفيلم من الأفلام المصريه, أو قد يكون ملائما إطلاقه على قصة من القصص الشعبيه التي دأب كتابنا العرب على تصديرها الى مناطقنا وشعوبنا العربيه.. ولكن أن يكون هذا العنوان هو الصفة العكسيه والمضاده لأحد أقطاب السياسه في العراق, وأحد المتحكمين بمصائر ورقاب الناس وأرزاقهم , فهذا ما يدعو للإستغراب والعجب .. نعم.. فأشد ما أبتلي به الواقع السياسي العراقي ومنذ أيام الخلافة الإسلاميه هو كثرة الوعود التي يطلقها أدعياء السياسه, والأكثر منها هو نقض هذه العهود التي غالبا ما تغلف بعناوين راقيه, كالشرف مثلا. علما أن ربط مفهوم الحفاظ على العهد والميثاق بمفهوم الشرف هو عمليه مقارناتيه أمدها الزماني وبعدها الإجتماعي يضربان في عمق التاريخ البشري. حيث كان للشرف معنى له قدسية فاقت قدسية الأديان, بل وفاقت قدسية الأرواح , فرخصت دونها .موضوعنا هذه الأيام في معترك الحياة السياسيه في العراق يتعلق بمفاهيم الأخلاق السياسية , وتدخل مفهوم الشرف والنزاهة في العمل السياسي , ومع الأسف, فإن أغلب المواقف التي يتخذها بعض كبار الساسه في العراق , إنما أتت من مضمار نقض العهود , ومع شديد الأسف أن يكون رجال حكم وساسة بلد تمظهروا بمظهرية الدين السياسي , تصدر منهم هذه المواقف التي بدأت تظهر للمتلقين من عوام الجمهور وكأنها مستنقع للخيانة ونقض العهد وعدم الإلتزام أو الإيفاء بالعهود .. نعم .. هذا ما حدث وما يحدث دوما عندما تلتقي الإراده الخيره مع إرادة الإستقتال على المناصب الشخصيه .. عندما تلتقي إرادة خدمة المواطن مع إرادة خدمة الذات وتحقيق الأهواء وخدمة التمترس الحزبي ضد فوبيا المؤامرة .. ما يحصل الآن هو إستنساخ لما حصل في الماضي , هو إستنساخ لنموذج معاويه ( الدهاء والمكر والخديعة وعدم الإلتزام بالعهود والمواثيق ) , مع إستنساخ للضد منه , الإمام علي ( صوت العدالة الإنسانيه , الإلتزام بالعهود , تنفيذ الإتفاقيات , وضوح النوايا , عدم الخذلان في وقت الشدائد , مناصرة القضايا المتعلقه بالخير العام , حسب حساب المواطن في كل خطوه أو إتفاقيه , يحسب فيها حساب الحفاظ على دم المواطن وأمنه ورزقه ) .. نعم هو هو , كلاهما فاليوم كالأمس , يتعهد ويقسم الأيمان أننا معكم سيدنا ياإبن الحكيم , ولكن بعدها تبدأ الغدره والخذلان , يبدأ الإلتفاف حول الإتفاقيات ,, يبدأ تبخر مفهوم الشرف من كلام الشرف الذي يعطيه أبا إسراء .. يبدأ الغرور القاتل وحب الدنيا والطمع في إكمال مشوار المجد المبني على جماجم وأشلاء ضحايا الإرهاب والتفجيرات .... آآآآه منك يا فلان ,, ألا ترى بأن كرسيك الذي ظَلتَ عليه عاكفا قد طفى على بحيرة من الدماء , ألا تزكم أنفك روائح الجثث العراقيه التي قطعتها تفجيرات الإرهاب , وقطعها فشلك في الحفاظ على دماء أبناء بلدك . وأنت تقيم كرسي حكمك على وادي الجثث هذا . ألا تلاحقك صيحات الأموات من شهداء الإرهاب وأنين وعوز عوائلهم .. عجبي عليك كيف يغمض لك جفن وتنام ليل . أسألك بالله : هل بقى لك من الشرف شيئا لتتكلم بعد هذا بكلام شرف ...بقلم ... محمد أبو النواعير ..ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر - باحث مهتم بالآديولوجيات السياسيه المعاصره ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك