المقالات

الأمل في نهاية النفق ؟!


المهندس علي العبودي

العلاقات الاجتماعية والأسرية والثقافية والسياسية النبيلة, ماهي الا أمتداد طبيعي للوعد الألهي , الذي يكرس مفهوم المودة والرحمة , التي لا تأتيها هواجس الحقد , والبغض , والكراهية ,والحَسد , والنفاق من بين أيدييها ومن خلفها ومن فوقها ومن تحتها , كونها تمثل أعلى مراتب الرقي والبناء للإنسان , الذي فضلة الله على الملائكة , ليس عجبا" أن يتسلح من ينتمي لهذه المنظومة الأخلاقية الكبيرة .. بالإيثار والتضحية بالغالي والنفيس من أجل الأهداف العليا , فالقلوب الكبيرة التي تُهم .. في أحياء الأسرة والمجتمع والوطن لها ما يميزها عن الأخر, بالأعتدال , والمقبولية , ونكران الذات , وحب الأخر , والشجاعة , والحكمة , فعلى مستوى الأسرة .. كانت والدتي (حفظها الله ) توصُينا أذا أردنا ان نُحلق عاليا" , بألا تكون( وجُوهنا متألفة .. وقُلوبنا متخالفة ) .فمنذُ أعلان نتائج الأنتخابات البرلمانية السابقة , كان هناك صوت هادر يدعو بضرورة عقد الطاولة المستديرة لغرض كشف الملفات والأستحقاقات الأنتخابية , والتوافق عليها بصيغة ترضى جميع الأطراف الفائزة دون أقصاء لأحد , قبل الشروع بتشكيل الحكومة , وبخلاف ذلك فأن الحكومة عرجاء بدليل , أننا اليوم لانملك وزراء أمنيين على الرغم من شلالات الدم التي تنزف في أرض العراق , فالطاولة المستديرة التي سَخر منها .. من كانت لذة الكرسي هي محور حركته , وطموحة , وأهدفه الرامية لبناء مجدا" على حساب البلاد والعباد , ولا نعرف مدى التنازلات الثنائية او الثلاثية التي قدمت لهذا الطرف او ذاك في المطبخ السياسي الذي أفرز أتفاقية أربيل , من أجل قيادة دفة الحكم , فالروائح النتنة .. لبعض بنود هذه الأتفاقية تفوح عند تقاطع الجهات الموقعة لها , والتهديد بإعلانها ! فهل هي حكومة أزمة , أم حكومة حل رزق بها شعبنا بعد مخاض عسير, فالتقاطع , والتناحر, والتراشق الأعلامي بين الشركاء وصل الى حد النخاع ! , على الرغم من تقاسم كعكة السلطة للأطراف المشتركة في أبرامها , لينظر لهذه الأتفاقية كأنها سفينة النجاة التي لا يعرف بنودها الا الله والراسخون في العلم , لتبحر هذة الحكومة .. وسط بحر متلاطم الأمواج , وليكون فيه الشعب العراقي الخاسر الأكبر, فالفتنة الطائفية يراد لها ان تولد من جديد , وتفخيخ السيارات وصل الى ستة عشر سيارة في اليوم الواحد , والأستيلاء على المؤوسسات الحكومية أصبح من البديهيات للزمر الأرهابية , والهروب المنظم للقتلة والفجرة من السجون أمر" لا غربة فيه , أما أصوات المرجعيات الدينية فلا أذن تصغي لها , فلذة الكرسي تغلق الأسماع للاصوات المخلصة , أمام هذه المناكفات والخسائر المادية والبشرية , لابد من أنقاذ العراق وأهلة من المنزلق الخطير الذي يلوح بالأفق , فكان صوت الأعتدال والحكمة يعلو من جديد .. بضرورة عقد الطاولة المستديرة , لتتجدد الآمال في نفوس غالبية الشعب العراقي , بعدما كان يتجه وبسرعة فائقة للنفق المظلم , بسبب التطورات الطائفية التي على صوتها في سوريا .. والمظاهرات التي أنطلقت في الأنبار والموصل ,ليستولي على حقوقها المشروعة , ويحرف مسارها المشياخ التي تمجد القاعدة والجيش الحر . من هنا نسأل أهل العلم والمعرفة , ماذا لو عقدت الطاولة المستديرة منذ أعلان نتائج الأنتخابات السابقة , ومن يتحمل مسؤولية أراقة الدماء هنا وهناك , مالم تكن هناك نوايا صادقة بالعمل الجاد كالفريق الواحد , والأبتعاد عن الأنا .. للإنقاذ العملية السياسية التي راح ضحيتها مئات الألف من الشهداء, تاركة خلفها الأرامل والأيتام , فالعراق اليوم بحاجة الى رجال تلتقي عندها المتناقضات , وهذه مهمة تحتاج الى قلوب كبيرة , لايحدها حزب او قومية او طائفية , فكان هناك أمل بعدما يأس الجميع من الحل , فالحكيم في نهاية النفق الذي حفظ العراق وأهلة من عواقب لايحمد عقباها الا الله فالهدوء والأستقرار الذي ننعم به بعد الأجتماع الرمزي الذي دعى الية السيد عمار الحكيم والذي يتزامن مع زيارة الأمام الكاظم علية السلام , ماهي الا بركات من السماء لينعم بلدنا بالخير والأمن والأمان , كما نتمنى للقيادات السياسية التي جمعتها عبائة الحكيم أن تصغي وتعي لنصيحة والدتي الموجهة للذين تشابكت أيديهم , وتعانقوا بعد ذلك , أذا أردتم البلد ان يحلق عاليا" الاّ تكون ( وجوهكم متآلفة .. وقلوبكم متخالفة ) .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك