المقالات

الهجمة الارهابية و معالجة الانحدار الامني...


بهاء العراقي

لعل تكرار الاستهدافات لتجمعات المواطنين التي تصاعدت وتيرتها في بغداد بشكل خاص تهدف الى اثارة الاوضاع ونشر الفوضى تمهيدا لامر مبيت اصلا ولعل حجم الاستهداف الكبير يؤشر وجود تراجع خطير على مستوى الخطاب الوطني لان مجاميع الارهاب تنشط مع كل اختلاف او تصعيد اعلامي يقوده هذا الطرف او ذاك بحكم ان المجاميع الارهابية المارقة لها تكتيكها ومن يدعمها من اجهزة مخابرات وبعض شيوخ الفتنة وقنوات اعلامية تتلقى الدعم المالي الكبير للمضي في قتل العراقيين لكن ذلك لاينفي وجود ضعف في جوانب امنية وخططية للقيادات العسكرية وهو ما يجعل عناصر هذه الاجهزة يحسون بضغط رهيب فهم لايمتلكون المعلومة الدقيقة الكافية ولا الخطط اللازمة لوقف الارهابيين وردعهم كما لايوجد ايضا دعم على الارض بذلك المستوى العالي الذي يدفعهم لاخذ المبادرة وتوجيه ضربات قوية للارهاب وقوى اقليمية طالما تدخلت في الشأن العراقي وتريد اليوم بحسب الظاهر من طبيعة العمليات التي نراها ونسمعها نسف الاوضاع وكأن هذه القوى تريد كسب معركة وتحدي الشعب العراقي ووضعه القائم وهذا التحدي يراد له ان يأخذ طابعا دمويا يسمح بعودة الحرب الشاملة في شوارع بغداد وعمليات التصفية والقتل وما يبرز هذا السعي لايجاد هذا الوضع وعودته لغزو الشارع البغدادي هو الحملات الاعلامية المنسقة التي بثت في الاسبوعين الاخيرين عن وجود قوى شيعية على شكل سيطرات وهمية او نقاط تفتيش في اطراف بغداد وبعض الاماكن السنية للايحاء بان حرب السنة والشيعة قد بدأت وهذا ما نفاه الجميع ولابد من محاسبة المروجين له لانه رسالة خاطئة مقصودة تريد للاوضاع ان تنفجر بالقول ان الشيعة يسعون لقتل السنة وعلى هولاء الدفاع عن انفسهم او ايجاد فريق يدافع عنهم ليخوض حربا مقدسة اسمها حرب انقاذ السنة وكل هذه اكاذيب كما اشرنا يراد منها الوصول لهذه الغاية بينما يستهدف الشيعة بشكل اكبر بانتظار رد فعل معاكس عنيف بطبيعته يطيح بالحكومة اولا كونها لاتستطيع توفير الامن وفرض الاستقرار ويفتح الباب على مصراعيه لدفاع الناس عن انفسهم دون الرجوع اليها وهو ما يعني الوصول الى نقطة اللاعودة ويسرع من وتيرة التدخل العروبي الرسمي وغير الرسمي وهذا مخطط قائم يرى اصحابه انه سيخلط اوراق المنطقة ويجعل الجبهات الثلاث (لبنان سوريا العراق ) او ما يسمى محور الشيعة بقيادة ايران على خط واحد مقابل خصم واحد وهم السنة العرب ومن يحركهم في عواصم الخليج وتركيا واتباعهم في بلدان الربيع الجديدة التي عبئت وهيئت بشكل كبير لتنفذ المخطط او لتحاول تنفيذه بشكل مباشر لعلها تصيب منه شيئا وحتى ان لم يتحقق ما ترجوه فانها تكون قد حققت مكاسب معينة تضمن لها التدخل مستقبلا وتعيد عبره رسم وجه المنطقة والتخفيف من الضغوطات التي عاشتها اثر خسائرها في سوريا مؤخرا , القادم الذي لابد من التحذير منه هو حجم المخطط المراد تنفيذه مستقبلا وما هذا الا تمهيد له لمن يفهمون اللعبة واصولها وهي لعبة قتل وموت ليس الا وبما اننا مقبلون على استحقاقات كثيرة فلابد من اخذ الحيطة وتحصين الجبهة الداخلية ومنع الاوضاع من الانزلاق خصوصا مع وجود تحركات مريبة واجتماعات لقادة الارهاب الساعيين للتحالف مع شخصيات ومجاميع لها صبغة عشائرية في عدد من مناطق البلاد وحتى لو سلمنا ان هذه الا اجتماعات لاتفضي الى شيء ملموس فأن مجرد الاجتماع مع القاعدة له انعكاساته ومدلولاته واثاره ايضا , اذن ماهو الحل ودماء العراقيين تستباح بهذا الشكل السافر سيما اتباع مدرسة اهل البيت الذين يستهدفون بشكل وحشي دون ان تكون هناك ردود افعال او عمليات امنية تحد من تعاظم واستفحال الارهاب ومفخخاته واساليب القتل التي يتبعها والحل كما يرى الكثيرون هو بالسيطرة على منابر التحريض ومتابعة المجرمين والتوجه لطاولة الحوار لقطع الطريق امام عودة مظاهر التسلح في الشارع بحماية المواطن الذي يجد نفسه وحيدا امام الارهاب دون وسائل حماية له ولحياته وهو ما يدفعه للتفكير والتوجه الى حمل السلاح وهذا ما لابد ان تنتبه له جميع الاطراف دون استثناء .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك