المقالات

زوار فوق الخط الاحمر


عبدالله الجيزاني

لِكل شعب من شعوب الأرض قيمه وتقاليده ومبادئه، وايضاً لكل شعب أو قوم دين له اساسيات وشعائر تعد جزء من العبادات التي يجب على أتباع هذا الدين ممارستها. وفي العالم اليوم هناك مهرجانات كثيرة ذات طابع ديني، فيها الكثير من الغرابة بالنسبة لنا وللآخرين، في حين هم يستغربون بل ويعطفون على من لايمارسها لأنه على ظلالة كما يعتقدون..! مثل مهرجان تكريم البقرة في الهند، ومهرجان ديبورا الخاص بالهندوس في أندنوسيا وكذا مهرجانات الأديان في اوربا وامريكا الاتينية مثل كرنفال ريو دي جانيرو بالبرازيل وكرنفال نوتينغ هيل في لندن وكرنفال الأقنعة في فينيسيا الايطالية وغيره التي تصرف عليها مليارات الدولارات.ولدى المسلمين هكذا مهرجانات وممارسات معظمها يعد جزء من العبادات مثل مهرجان الموسيقى الروحية في المغرب و اليوم الرسمي لإعتناق بولغار الفولغا للدين الاسلامي في روسيا و المهرجان الوطني للمديح الديني وغيرها. وكل هذا المهرجانات تقام برعاية رسمية توفر خلالها الحماية وكل الدعم من مواطني تلك البلدان وحكوماتها.وللمسلمين الشيعة ايضا كحال غيرهم من المسلمين شعائرهم التي يؤمنوا بها، ويعدوها ركن اساس في عقيدتهم، وفي الغالب ظاهرها انها تبتعد عن أي نكهة سياسية. لكن الشيعة ربما المذهب الوحيد الذي يُحارب في اداء شعائره، فقد منعهم الحكام منذ ان أستشهد الإمام الحسين من ممارسة هذه الشعائر وحتى ظهور الدولة البويهية في العراق وايران، حيث سمحت بممارسة هذه الشعائر، ومن ثم مرت دول شيعية صغيرة سمحت لهم بممارسة شعائرهم تلك، لكن المهم هل امتنعوا هم بمنع الحاكم..؟ الجواب واضح اليوم اينما وجد الشيعة في العالم.ولعل المرحلة التي عاصرناها في العراق، وهي مرحلة البعث الصدامي الذي تسلط على الشعب العراقي، حيث كانت زيارة المراقد أو البكاء واللطم أو الطبخ، التي هي جزء من هذه الشعائر كافيه لإنهاء حياة انسان، وذهب الالوف من الشباب والعُلماء ضحايا لهذا الآمر، وفي العام التالي يكرر هؤلاء العملية وتذهب افواج جديدة منهم الى الموت. و موضوع السير على الاقدام الذي يُمارسه الشيعة في مناسبات معينة وهي ذكرى اربعينية الإمام الحسين تأسيا بركب سبايا آل الرسول، وكذا ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر تأسياً بتشييع الجسد الطاهر على الجسر الذي يفصل بين كرخ بعداد ورصافتها والمسمى اليوم بجسر الائمة، فلهذه الشعيرة قصص وقصص بذل البعث الصدامي كل مالديه من قدرات وإمكانات بشرية ومادية، ولم يستطع أن يمنع هذه الشعيرة، ففي كل عام يجب أن يصل عدد من الموالين إلى الضريح المقدس للإمام الحسين في اربعينيته أو لضريح الإمام موسى الكاظم بطريقة السير على الاقدام. وبعد سقوط نظام البعث الصدامي، كان المنع بطريقة اُخرى وهي القتل المباشر بالمتفجرات والمفخخات والسيطرات الوهمية، لكن هذه الممارسة تتضاعف سنويا لابل كلما زاد التحدي الأمني زادت الاعداد، ولهذا نقول أن زوار الشيعة السائرين هم زوار فوق الخط الأحمر فلم يمنعهم أي خطر داهم من اداء شعائرهم تلك، ظروف الطقس من حر قائض او برد قارس، أو موت محتم، فأداء هذه الزيارة وبهذه الطريقة فوق كل تحدي..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك