المقالات

زوار فوق الخط الاحمر

424 13:54:00 2013-06-04

عبدالله الجيزاني

لِكل شعب من شعوب الأرض قيمه وتقاليده ومبادئه، وايضاً لكل شعب أو قوم دين له اساسيات وشعائر تعد جزء من العبادات التي يجب على أتباع هذا الدين ممارستها. وفي العالم اليوم هناك مهرجانات كثيرة ذات طابع ديني، فيها الكثير من الغرابة بالنسبة لنا وللآخرين، في حين هم يستغربون بل ويعطفون على من لايمارسها لأنه على ظلالة كما يعتقدون..! مثل مهرجان تكريم البقرة في الهند، ومهرجان ديبورا الخاص بالهندوس في أندنوسيا وكذا مهرجانات الأديان في اوربا وامريكا الاتينية مثل كرنفال ريو دي جانيرو بالبرازيل وكرنفال نوتينغ هيل في لندن وكرنفال الأقنعة في فينيسيا الايطالية وغيره التي تصرف عليها مليارات الدولارات.ولدى المسلمين هكذا مهرجانات وممارسات معظمها يعد جزء من العبادات مثل مهرجان الموسيقى الروحية في المغرب و اليوم الرسمي لإعتناق بولغار الفولغا للدين الاسلامي في روسيا و المهرجان الوطني للمديح الديني وغيرها. وكل هذا المهرجانات تقام برعاية رسمية توفر خلالها الحماية وكل الدعم من مواطني تلك البلدان وحكوماتها.وللمسلمين الشيعة ايضا كحال غيرهم من المسلمين شعائرهم التي يؤمنوا بها، ويعدوها ركن اساس في عقيدتهم، وفي الغالب ظاهرها انها تبتعد عن أي نكهة سياسية. لكن الشيعة ربما المذهب الوحيد الذي يُحارب في اداء شعائره، فقد منعهم الحكام منذ ان أستشهد الإمام الحسين من ممارسة هذه الشعائر وحتى ظهور الدولة البويهية في العراق وايران، حيث سمحت بممارسة هذه الشعائر، ومن ثم مرت دول شيعية صغيرة سمحت لهم بممارسة شعائرهم تلك، لكن المهم هل امتنعوا هم بمنع الحاكم..؟ الجواب واضح اليوم اينما وجد الشيعة في العالم.ولعل المرحلة التي عاصرناها في العراق، وهي مرحلة البعث الصدامي الذي تسلط على الشعب العراقي، حيث كانت زيارة المراقد أو البكاء واللطم أو الطبخ، التي هي جزء من هذه الشعائر كافيه لإنهاء حياة انسان، وذهب الالوف من الشباب والعُلماء ضحايا لهذا الآمر، وفي العام التالي يكرر هؤلاء العملية وتذهب افواج جديدة منهم الى الموت. و موضوع السير على الاقدام الذي يُمارسه الشيعة في مناسبات معينة وهي ذكرى اربعينية الإمام الحسين تأسيا بركب سبايا آل الرسول، وكذا ذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر تأسياً بتشييع الجسد الطاهر على الجسر الذي يفصل بين كرخ بعداد ورصافتها والمسمى اليوم بجسر الائمة، فلهذه الشعيرة قصص وقصص بذل البعث الصدامي كل مالديه من قدرات وإمكانات بشرية ومادية، ولم يستطع أن يمنع هذه الشعيرة، ففي كل عام يجب أن يصل عدد من الموالين إلى الضريح المقدس للإمام الحسين في اربعينيته أو لضريح الإمام موسى الكاظم بطريقة السير على الاقدام. وبعد سقوط نظام البعث الصدامي، كان المنع بطريقة اُخرى وهي القتل المباشر بالمتفجرات والمفخخات والسيطرات الوهمية، لكن هذه الممارسة تتضاعف سنويا لابل كلما زاد التحدي الأمني زادت الاعداد، ولهذا نقول أن زوار الشيعة السائرين هم زوار فوق الخط الأحمر فلم يمنعهم أي خطر داهم من اداء شعائرهم تلك، ظروف الطقس من حر قائض او برد قارس، أو موت محتم، فأداء هذه الزيارة وبهذه الطريقة فوق كل تحدي..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك