المقالات

هل قرأ المالكي والنجيفي ردود الأفعال بعد الاجتماع الرمزي


هادي ندا المالكي

اتفقت كلمة الشارع العراقي على أهمية وفاعلية ومحورية الاجتماع الرمزي الذي دعا اليه زعيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم في الأول من حزيران لإخراج البلاد من محنته التي يعيشها والذي حضره قادة البلاد ومسؤولي المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية إضافة الى مسؤولي الأوقاف الدينية وعدد من رجال الدين او من يمثلهم ولم تكن المرأة غائبة عن الاجتماع وعن المشاركة الفاعلة حالها حال الأطراف السياسية والدينية والقضائية والإعلامية.ورغم ان جميع المتابعين وأصحاب الشأن رحبوا بالاجتماع وبما تركه من انطباع وبما أطلقه من رسائل تطمين وأمل الا ان الشارع العراقي كان أكثر تفاؤلا وأملا وألما في نفس الوقت وكان محقا في أماله وآلامه بعد ان تجرع الأحزان والخوف والقتل والتشريد بسبب انعدام الشعور بالمسؤولية من قبل قادة البلاد وأصحاب الشأن.وردود أفعال المواطن الغاضبة كانت موجه تحديدا الى السيد المالكي والسيد النجيفي لانهما معنيان بالدرجة الاساس بحل الخلافات وإنهاء المشاكل التي ترتبت على القطيعة التي كانت بينهم اما الشكر فكان خالصا للسيد عمار الحكيم لانه جمع الأضداد بطريقة شبه مستحيلة بعد ان عجز الجميع عن تحقيق المصالحة او جمعهم الى طاولة حوار واحدة.المواطن البسيط المتعب من همومه ومشاكله يقول اذا كان حل مشاكل البلد الامنية والسياسية والاقتصادية يكمن في عقد الصلح وهو خير بين المالكي والنجيفي فلماذا يرفض هؤلاء اللقاء والجلوس الى طاولة حوار واحدة ولماذا هذه الاستهانة بأرواح ودماء الناس الأبرياء وما ذنب الأرواح التي زهقت ومن يتحمل مسؤولية الأرامل والأيتام وهل ان المالكي والنجيفي فوق القانون ام انهم خدم لهذا الشعب الذي جاء بهم وحملهم الأمانة وأوصلهم الى مواقع ومناصب لم يحلموا بها في يوم من الايام ومن يكون خادما فلا بد ان يكون امينا وحريصا ويتصرف بامر سيده لا بامره.ان على السيد المالكي والنجيفي التوقف عند هذه المرحلة وتحمل المسؤولية الشرعية والأخلاقية والمهنية والعمل بروح الفريق الواحد والجلوس الى طاولة الحوار حتى لو تطلب ذلك الجلوس يوميا طالما ان هذا الجلوس وهذا التفاهم يعزز مستقبل البلد ويمنع سفك الدماء ويبعث روح الامل والاطمئنان في نفوس ابناء الشعب العراقي.ان الشارع العراقي أدرك الحكمة وحدد مكامن الخلل في أسباب الخروقات الأمنية وأسباب السير نحو الهاوية وتوصل الى قناعة أساسية ان التفاهم والتواصل والعمل المشترك بين السلطات الثلاثة من شانه ان يقلل هذه الخروقات ويقضي عليها ويبعد الشارع العراقي عن الحافات الخطرة المؤدية الى الهاوية والتي لا زالت قريبة من شواطئ الشعب العراقي.لم يعد للمالكي والنجيفي مجالا للمراوغة والتخندق والاقصاء واطلاق التصريحات الاستفزازية والمثيرة للشارع لان كل هذه التصرفات ستكون محسوبة عليهم خاصة بعد ان لمس المواطن لمس اليد ان جلوس هؤلاء والتقائهم عامل مهم من عوامل التهدئة والشعور بالاطمئنان وان اي تصرف خلاف ذلك سيتحمل هؤلاء المسؤولية المباشرة شرعيا واخلاقيا.ان من اكبر الجرائم التي يمكن ان يستمر عليها المالكي والنجيفي بحق ابناء الشعب العراقي هو استمرار حالة القطيعة وتغذية الشارع المحتقن بالتصريحات النارية البعيدة عن الشعور بالمسؤولية والتي لن تخلف ورائها غير المزيد من القتل والدمار والحقد والكراهية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك