المقالات

قف أيها المسؤول فأنك شريك في الإرهاب


خضير العواد

لقد أنتشر الإرهاب في البلاد وبأستطاعته ضرب أي مكان في العراق وهذا ما تبيّنه الأنفجارات المتعددة في كل مرة ، وأغلب الإنفجارات في المناطق التي تتواجد فيها الأغلبية الشيعية التي تحصد منهم في كل يوم العشرات ، حتى أصبح العراق الساحة التي تسيل فيها الدماء ولكن لامكترث أو متألم على هذه الدماء كأنها ضريبة يجب أن تدفع ما عدى بعض الشعارات من هنا وبعض المقترحات التي لا تغني ولا تشبع من جوع هناك ، جميع المسؤولون يصرحون بأنهم يعرفون مصادر الإرهاب وقادته ولكن ليس لأحد منهم الشجاعة في بوح الأسماء أو التصدي لهم بالقانون عن طريق مؤوسسات الدولة الأمنية ، سياسيونا ينقسمون الى ثلاث أقسام ، الأول يدعم الإرهاب ويدافع عنه علناً بل بعضهم يقوده بالتخطيط أو الخطاب أو الأوامر وهؤلاء متواجدون في العملية السياسية وخارجها وتحت قبة البرلمان بل بعضهم عنده حقيبة وزارية ، والثاني يراعي المشاعر ويزَروّق الكلمات وينادي بالمثالية الكاملة التي ليس لها وجود على هذه المعمورة وليس عنده أي موقف واضح من كل الذي يحدث بل يحاول أصطياد المواقف والظروف لمنافعه الخاصة أو لتنظيمه ، وأما القسم الثالث فهم المتصدين لمراكز الدولة الحساسة وهؤلاء يصرحون في كل مرة بوجود الملفات الإرهابية على الكثير من السياسين بل هدد المالكي بفتح الملفات إذا حضر قبة البرلمان ويجعل عاليها سافلها وهكذا المسؤولون الأمنيون الذين يصرحون بوجود مثل هذه الملفات ، إذا كان عندنا هكذا مسؤولون بعضهم يساعد ويدعم ويخطط ويمول الإرهاب والأخر فرح بوجوده لكي يحصد المنافع السياسية والأخر يخفيه و يظهره عند الحاجة الملحة في تقوية شعبيته وشعبية قائمته ، فهل يجد الإرهاب بيئة صالحة لعملياته كألعراق وهل يجد الإرهاب سياسين يساعدونه من خلال مواقفهم كألساسة العراقيين ، فالإرهاب في العراق يتكون من مفصلين أحدهما يقوي الأخر ويكمل عمله ويدعمه ، الأول الإرهابي المجرم الذي لا يمتلك أي علاقة بالإنسانية وقيمها ومبادئها ومن يقف خلفه من مثلث الشر المتمثل بتركيا وقطر والسعودية والثاني المسؤولون الذين يهيئون الظروف المناسبة لعمله الإرهابي من خلال مواقفهم الداعمة له أو المتخاذلة والضعيفة ضده أو المستغلة لوجوده من أجل مصالحها ومنافعها ، وهكذا يصبح المسؤول العراقي شريك حقيقي للإرهاب من خلال هذه المواقف لأن من يساعد الإجرام أو يخفي الأدلة التي تثبت إدانته ومن يغض النظر عن وجوده فهؤلاء جميعاً يشتركون بالإجرام ، وهكذا يصبح الشعب العراقي ضحية مجموعتين من الإرهابيين وهذا مالم يحدث لأي شعب في العالم ، ففي مثل هذه الظروف التي يمر فيها الشعب العراقي فكيف سيقف الإرهاب ويرتدع عن إجرامه الأسود ، بعد أن جرب جميع من تصدى من المسؤولين وأثبت فشله في ردع الإرهابيين بل حتى فشل في التقليل من الإرهاب من خلال مقترحاته الشكلية ذات البعد الإعلامي كالصلاة الموحدة أو التوقيع على وثيقة الشرف فهكذا مقترحات ما علاقة الأرهابيين ومن يدعمهم بها ، بالإضافة الى تكرارها مئات المرات وأثبتت فشلها والدليل على ذلك إستمرار الإرهاب منذ 2003 الى يومنا هذا ، لهذا يجب أن يتصدى الشعب نفسه في الدفاع عن نفسه وأقوى طريقة في ردع الإرهاب هي الخروج الى الشوارع بالملايين والضغط على السياسين من أجل القيام بواجبهم والتصدي للإرهاب من خلال كشف الملفات التي تمتلئ بها وزارة الداخلية ورئاسة الوزراء والتصدي الحقيقي لكل مشترك في الإجرام مهما كانت مسؤوليته وليس التصدي الصوري الذي يرتجى منه المنافع الحزبية وليس العدالة وسلامة الشعب كما حدث مع جميع المجرمين من الدليمي والداييني والهاشمي وآخرهم العيساوي ، وتطبيق القانون بحق المجرمين وليس أعتقالهم الى حين الهروب أو تطبيق العفو عليهم ، وإذا لم ينفذ المسؤولون طموح وطلبات الشعب بوقف الإرهاب على الجميع أن يرفع شعار قف أيها المسؤول فأنك شريك في الإرهاب .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك