المقالات

ماذا لو أصبحنا نوابا ؟


علي جاسم

كثيرة جدا هي شكاوى المواطنين التي نتعرف عليها يوميا من خلال لقاء عابر معهم أو تجمع عفوي بالصدفة او حتى مظاهرة منظمة، وواقعية جدا هي المطالب التي يطالب بها أبناء الشعب مهما تعددت وتنوعت مطالبهم لأنها ببساطة شديدة تعبر عن طموحاتهم وحاجاتهم الأساسية والإنسانية، بلا ترف ولا تبطر، وحتى ما نسمعه هنا أو هناك من عبارات متسرعة ومتعجلة من شخص منفعل أو من قد لاحت في جبينه علامات الغضب وانفلات الأعصاب من مواقعها الاستراتيجية فأنها تحمل في طياتها بعضا من الحرمان، وشيئا من الواقعية، والكثير من التهم والانتقادات غير الواقعية واللامستندة على أرضية صلبة من الأدلة والحقائق، رغم ان ما نعيشه هو حقائق ووقائع بغض النظر عن الأرقام والمستندات الثبوتية !.المواطن، وهو يتهم أعضاء مجلس النواب والوزراء وحتى رئيسي الجمهورية والوزراء، فهو يعبر عن رغباته بتحقيق نتائج إيجابية كان ينتظرها من ممثليه في البرلمان والحكومة، فهو يبث أفكاره وتساؤلاته عن واجب البرلمانيين تجاه بلدهم ومدنهم والمسؤولية الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم، وعلى الرغم من ان الحديث عن (دور البرلمانيين) ليس اختراعا جديدا في فن المقالات الصحفية والمواضيع السياسية لكثرة ما قيل وُأثير بشأن هذا الموضوع، إلا انني أود ان أتناول احدى الجوانب التي يثيرها المواطن دائما، وهي (لو انني أصبحت برلمانيا)، أي انني المواطن الذي أوجه النقد البنّاء والنقد الهدّام والنقد الشخصي وكل أنواع النقد اللوجستي والسياسيكولوجي، عندما أصبح عضوا في البرلمان وتحت قبته وأعطي التصريحات و(آكلها وأشربها) أمام شاشات التلفزة والفضائيات والصور البيضاء والسوداء وذات الألوان الوردية والغامقة، وتتقافز أمام عيني أسئلة الصحفيين والإعلاميين قبل ميكروفوناتهم، ونظرات الإعجاب او الحسد قبل تلميحاتهم، وحين تمتلئ جيوبي وأكياسي بالملايين الأربعين شهريا (لا أعلم كم هي فعلا) من الميزانية التي لا ترى التصويت إلا بعد ان يشيب رأس المواطن المنتظر لها ويعلن عن يأسه وقنوطه، وما يرافق كل تلك الأبهة و(الإتيكيت) من بذلات رسمية ومواكب الحرس الشخصي ورجال الـ (بودي كارد) وأجهزة الاتصالات التي لا تمنعهم من الكلام بسبب نفاد الرصيد المستخدم، والعديد من مميزات وخصائص (المنصب البرلماني)، بعد كل هذا هل سأصبح مثلهم؟!.بالتأكيد، لست أدافع عن السادة النواب (أعلى الله تعالى مقامهم المحمود وشأنهم المبارك)، ولن ادفع عن سموّهم تهم المواطنين لهم بالسرقة والاهمال وتحقيق المصالح الشخصية والضحك على الذقون وغيرها، بل ربما قد أصبح بحالٍ أسوأ من حالهم، وأنسى حتى نفسي!، ولا أريد ان أنفي جوابي لأبعد عني الصفة التي أتهم بها بدلائي البرلمانيين، ولا أنزه نفسي، لكن لماذا نقّدر وقوع الأخطاء قبل وقوعها؟ ولماذا نحسب أنفسنا ضمن فئة المهملين والمقصرين، أي لماذا لا نضع أنفسنا ضمن قافلة البرلمانيين الذين أدوا واجباتهم وأتموا مسؤولياتهم على أكمل وجه وأفضل صورة؟ هل السبب هو عدم قدرتي ان اكون نائبا صالحا أم لثقتي بعدم وجوده في الأصل؟.بالتأكيد ان موجات النقد والتساؤل لم تصب جميع البرلمانيين، ولا بللت أقدامهم الواقفة على تلٍ عالٍ من أخلاقيات التصدي للموقع باعتباره تكليفا وليس تشريفا، ولا يمكن لأي ذرة من الغبار ان تلوث ضمائرهم وثيابهم البيضاء!، لكن الحقيقة التي لن انكرها أبدا هي انني لن أجزم بأن أكون نائبا نزيها صالحا يشار له بالبنان، بل أنا على يقين ان الموج سيجرف احلامي معه، وسيأخذني بعيدا عن أبناء شعبي، ربما بسبب توارث ثقافة (الملك عقيم) بين أفراد مجلس النواب، أو ربما لأنني سأميل بقناعتي عن الرأي القائل بأن المنصب هو لخدمة المواطنين، وأحيلها صوب فكرة ان المنصب هو مكافأة وجائزة يحصدها من كان جسورا !.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الحسن
2013-05-27
انا عن نفسي العبد الفقير لله يشهد الله لا ارغب ان اتولى اي منصب لكني احضرت اصدقائي المقربين واقسمت عليهم بكتاب الله الكريم اذا ما غرتني الدنيا بزخرفها واستهوتني دولارات نوري الهالكي واصبحت نائم بالبرلمان اشكلت ذمتهم ان يكتبو يافطه مكتوب عليها فلان الفلاني يعني اسمي ليس شريف لانه عضو برلمان ويعلقوها على داري والله على ما اقول شهيد وانا لله وانا اليه راجعون نعزيكم بموت العراق شعبا ودوله على يد عصابات نوري الهالكي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك