المقالات

من لايملك السمع فليفهم الاشارة


علي العطواني

من مسلمات بقاء واستمرارية الشعوب الحية وعلى مر العصور هو مدى قدرتها على استشعار الخطر ومعرفة نوعه ومصدره وبالتالي وضع العلاج المناسب للتعامل معه وكذا يمكن ان يكون الحفاظ على اي مشروع او قضية في مدى قدرتك على ان تستشعر ذلك الخطر قبل وقوعه بفترة مناسبة لكي تضع الحلول وتتخذ الاجراء المناسب الذي يحيد ذلك الخطر او يقضي عليه او يقلل اضراره على اقل التقديرات.وبالمقابل فأن الخسارة والتلاشي والفشل تأتي لاسباب يقف في مقدمتها عدم اخذك الحيطة لما يمكن ان يواجهك من مصاعب واخطار وعدم تنبهك وتنبيه من حولك بما يمكن ان تسببه تلك الامور التي ربما تصل الى حد انهاء وجودك كما يمكن ان يكون من حولك هم السبب في هدم البناء والتشييد بسبب عدم اكتراثهم تارة او ضعف استشعارهم تارة اخرى او تعمدهم بعدم الاصغاء لاصوات التحذير ودعوات التنبيه.وفي العالم الحديث نرى الدول الكبرى تغادر حدودها الادارية والسياسية لتذهب بعيدا من اجل الحفاظ على مصالحها وابعاد الاخطار عنها وتخوض حربا مستمرة مع عدوا تفترض انه سيشكل خطرا على امنها ووجودها اما الاستكانة وانتظار ما سيحدث فانه سيفقد الامة الحيوية واليقظة والحذر وبالتالي الغرق والهلاك في اتون الاخطار حيث سينتفي فائدة تقديم النصح وسينتهي دور الكلام وستضيع حروفه في الضجيج ودوي الات تلك المخاطر.العراق اليوم وعلى لسان جميع رجال سياسته ودينه وادبه وفنه وثقافته واعلامه يمر بأزمة تنذر بشر مستطر وتلوح في الافق حربا لا تبقي ولا تذر لن توقفها مبادرة ولا دعوة ولاحكمة ولا حتى تقسيم واقاليم ستبدأ ولن تنتهي ، تغذى بحطب التدخلات ويصرف على وقوعها اموال اختلطت فيها العملات ومصادرها وتسمياتها يراد لها ان تأخذ ابعادا دينية وقومية وطائفية وعقائدية وعشائرية وبأدوار وبسيناريوهات محبوكة على ايدي افضل صناع روايات الموت والدمار ،يجري هذا كله وابناء البلد يكاد يكونوا مستسلمين سائرين نحوها بغفلة شديدة او عدم اكتراث او دراية لما يمكن ان يحل ببلدهم .من بين ذلك كله تنبري اصوات العقل والحكمة لتطلق صرخة استشعرت الخطر لتحذر منه ولاتكتفي فقط بالاستشعار والتشخيص بل تضع الحل الانجع في ظل هكذا اوضاع وكخطوة اولى نحو ايقاف التداعي جاءت مطالبة رئيس المجلس الاعلى لعلية القوم واصحاب الحل والعقد بأن يجتمعوا ولو رمزيا بعد ان باءت محاولات اجتماعهم بنوايا فعليه للحل ليهدئوا ويطمئنوا ابناء شعبهم بأنهم رمزيا يهمهم مصلحة الوطن ورمزيا حريصون على حرمة دماء ابناءه ورمزيا كذلك بأنهم يعلمون بمدى خطورة ما وصلت اليه الامور.لا اعتقد ان احدا من المعنيين لم يسمع صرخة الحكيم بعد ان تناقلتها الالسن والاقلام ليس على مستوى الوضع الداخلي بل تعدته لاهتمامات دولية استشعرت هي الاخرى حجم المحنة التي يراد ان يدفع لها العراق، فرددت صدى تلك الصرخة وعبرت عنها بكامل الحواس البشرية ، ومن لم تسعفه حواسه لاستشعار رسالة تلك الصرخة بسبب علة ما او ان اذانه اصابها صمم التعالي والغرور اللا ابالية فعليه ان يرى الاشارة التي تعبر عنها تلك الصرخة عسى ان يوجد فيه جزءا لازال قابل للأستشعار ويهب لتدارك الوقوع في الهاوية التي ساهم هو قبل غيره في الاقتراب اكثر فأكثر منها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك