المقالات

التمثيل البرلماني هل هو شعبي حقا

1419 23:00:00 2007-05-01

( بقلم : ابو مرتضى العسكري )

في مناسبات عدة, وكلما كان الأمر ضروريا, يجري الحديث عن الحال في مجلس النواب, وقد تم تناول مواضيع شتى تدور في اغلبها حول الأداء البرلماني المتلكئ وانعكاسات العملية السياسية على ذلك، وفي بعض الأحيان جرى الحديث عن زوايا أخرى تتعلق بالمنافع الاجتماعية للنواب. غير ان هذه التناولات قد أدت إلى مناقشات جدية تتعلق بشرعية النواب وتمثيلهم للشعب, واغلب هذه التناولات استندت في تكوين أرائها على الفشل المتفاقم, مما كون أرضية صالحة وبيئة مناسبة لنقد التمثيل البرلماني وهو نقد يكتسب مشروعيته باضطرار. وبديهي كلما يمضي الزمن من عمر تجربتنا البرلمانية الثانية بعد سقوط نظام صدام فان الأخطاء الناجمة عن ( التصميم البنيوي ) تتكشف بوضوح, وتكشفها المبكر من مصلحة الشعب لأنه يوفر المجال للمعالجة إذا كانت هناك إرادة لذلك, لكننا نلحظ ان التمثيل منقولا عن التجارب السياسية الأخرى في العالم قد نفذ في العراق وانه (( صمم )) وفقآ للمصالح المباشرة لا وفقآ للمصالح البشرية فكانت النتيجة انه لدينا مجلس نواب ( 275 ) من النواب هم.1- ان عددا مهما منهم غير منتخب عمليا ذلك أنهم تسلموا مهامهم تعويضا عن النواب الذين استوزروا بالحكومة وفات المشرع الذي (( صمم )) قانون المجلس ان يمنع انتقال النواب من المجلس إلى الحكومة, وهو ما يتقاطع مع مبدآ فصل السلطات المقر الدستور النافذ. 2 - ان أكثر من 75 % من النواب غير معروفين للناخب العراقي الذي انتخبهم على أساس القائمة المغلقة وان اعدادآ لاباس بها من هذه الـ 75 % غير معروفة داخل قائمتها اساسآ لأنها فرضت على أساس الاستحقاق الحزبي المكون لتلك القائمة.3- و اشر المعنيون ان اكتناف القوائم على الانغلاق أدى إلى ان يصل إلى الموقع النيابية من لا يتمتعون بالمستوى الثقافي والأكاديمي المناسب، وبقيت كفاءات عالية وقيادات سياسية مهمة خارج المجلس الحالي على الرغم من أفضليتها على الكثير من الموجودين بالمجلس ألان، وهو ما يدل على ان هناك خلل في تصميم القانون الخاص بكيفية انتخاب النواب، مما أدى إلى عدم دقة التمثيل من جهة، و خسارة على المستوى الوطني من جهة أخرى.4- كما ان بعض النواب كان وجودهم ضمن قائمة أو كتلة قد جعلهم خاضعين ومرتهنين في أدائهم إلى قيادات القائمة أو الكتلة، وهو ما ليس في مصلحة الناخب بالتأكيد، لأنه سيؤدي حتما إلى فقدان الإرادة بالتعبير وربما الخضوع إلى أملاءات خارجية تفرضها متطلبات العلاقات الخارجية للقائمة أو الكتلة، وستكون النتيجة سيادة روح التوجس وانتظار رأي القادة الكبار والتردد في تبني الكثير من القضايا وسيادة روح التواكل والكسل، وربما اتخاذ قرارات تتقاطع مع القناعات الشخصية.5- ان وجود النواب ضمن قائمة أو كتلة يعطي مجالا للمناورات السياسية الكبرى كالانسحاب والتعليق والامتناع الجماعي عن التصويت وكلها لا تصب في مصلحة الناخبين، لأنها تتأتى من المصلحة الحزبية والفئوية والطائفية.6- ولعل انعكاس استخدام أسلوب القائمة على تشكيلة هيئة رئاسة المجلس ذاته كان احد الصور للنتائج السلبية التي ترتبت عليه.    ومع المضي في تعداد المثالب المتحصلة عن أسلوب القائمة فان خيارات مستقبل العمل النيابي تدور في ثلاثة محاور:الأول، هو استمرار المجلس الحالي على علاته خوفا من حصول هزات سياسية كبرى إذا ما جرى الانتقال إلى خيارات أخرى.الثاني، ان يصار إلى التجديد النصفي للنواب وتبديل الدماء ضمن القائمة ذاتها للتخلص من النواب الغير كفوئين الذين لا يعول على أدائهم كثيرا والذين لهم توجهات مخالفة لقواعد السلوك النيابي وحتى من اتخذوا مواقف لا تنسجم مع مواقف قوائمهم.الثالث، ان هناك حاجة لإجراء انتخابات مبكرة بعد سنة من ألان يجري الإعداد والتحضير لها جيدا لتصحيح مسار العملية السياسية.  وجرى استعراض لأساليب انتخاب النواب، وترجح لدى من يعول على أرائهم ان أسلوب القائمة كان ضروريا في حينه، سيما بالجمعية الوطنية السابقة، وان لا مجال لإعادة تكراره بالممارسة البرلمانية المقبلة، وان الآراء تطالب بان تكون الانتخابات القادمة على أساس فردي، وهو ماله تفصيل خاص نورده هنا، أو على أساس [فردي-قائمة]، إما الفردي فهو في ثلاث اتجاهات، الأول فردي على مستوى المنطقة ويترشح فيها عدد من المرشحين ليفوز واحد منهم عن مائة ألف عراقي في منطقته، ويعتبر مستوى القضاء هو الحد الأدنى لمتطلب التمثيل، والثاني فردي على مستوى المحافظة التي سيكون عدد نوابها وفقا لنسبة السكان لأخر إحصاء سكاني حديث، وهو ما يتناسب مع التوجهات الفدرالية ووفقا للدستور النافذ، فيما الثالث فردي على المستوى الوطني وهو ما لا يمكن تحقيقه الا على مستو القيادات السياسية البارزة، إما أساس [الفردي- قائمة] هو ان يقدم كل حزب أو مرشحيه ليتنافسوا على الأساسات الفردية الأنفة ـ أيها يتم إقراره ـ للحصول على تناغم بالأداء داخل المجلس، واستطلاعات أراء الموالين لنا تحبذ الأسلوب الأخير لتحقيقه التوازنات المطلوبة بالاتجاهين، الفردي والقائمة ويمنع الشطط بالعمل السياسي ويحقق الالتقاء على ثوابت سياسة.   السيد ابو مرتضى العسكري
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك