المقالات

الشباب بين الثقافة والانتماء الفكري


الكاتب فراس الجوراني

قال الله تعالى في محكم كتابة الكريم( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لايعلمون شيئاً ولا يهتدون )) هنا في هذة الآية الكريمة يستنكر القرآن الكريم الانتماء البيئي الغير واعي , أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص , ولا تمييز بين الخطأ والصواب. فكل المجتمع عامة , والشباب خاصة يجب أن يحدد موقفة وأنتمائة عن وعي وقناعة علمية سليمة ‘ لاأن يعيش مقلداً تابعاً للآخرين أو للظروف البيئة التي فيها فلا يكلف نفسه بمناقشة أو تمحيص ما وجد نفسه جزءاً منه ‘ من فكر وعقيدة وسلوك وأعراف , ليتمسك بالصواب , ويرفض ما أخطأ السابقون بحمله ' لتتم الغربلة والتنقيح عبر مسيرة الأجيال , وليتم التخلص من التراكمات والرواسب والأخطاء الغير صائبة . نلاحظ إن الكثير من القضايا المتأصًلة في أعماق الإنسان هي طبيعته الاجتماعية_ كما أوضحنا _ وانتماؤه الشعوري واللاشعوري إلى المجتمع , كالانتماء إلى الأسرة والعشيرة , وإلى المدينة والإقليم والقومية والوطنية , وإلى الأمة والجماعة على أساس الديًن والمذهب بل والفريق الرياضي وغيرها من أطر ألانتماء أو التجمع والانحياز , وربما التعصب إليهما . وحالات ألانتماء الفكري الجماعي , والتكتل ضمن أطار تجمع معين , كلها تنطلق من غريزة حب الاجتماع , أو مايسميها علماء النفس بغريزة ( القطيع ) وشعور الفرد بجزئيته من تلك الجماعة والحاجة إليها , فالشباب في البلدان الإسلامية يمثلون طليعة التغيير والطموح , ويشغل اهتمامهم أوضاع المستقبل , ويتركز لديهم النزوع للتغيير , والثورة على الواقع غير المرضي . أن كل ذلك أوجد تياراً واسعاً وعميقاً في جيل الشباب , عمق وصحح مفهوم ألانتماء الفكري إلى تيارات تنادي بأحقية المواطن ورفع مستواه على كل الأصعدة ,وخلق روح التحدي والمواجهة والثورة على كل الانظمة الدكتاتورية المستبدة , وتمثل من خلال الوعي في تشخيص أسباب التخلف وألأنتماء الفكري والسياسي الكامل للاسلام . وتشكل الثقافة ركناً أساسيا من أركان شخصية الشباب , وهي إحدى معالم هويته الشخصية ,والعناصر ألمميزة له عن غيره , ولابد للشباب من أن تكون لديه شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم . وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الإسلامية , ولا يعني ذلك أن كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية فحسب ,فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة ,والعلاقة مع الله والرسالة والمال والثروة والذات والفكر ... الخ وذلك يقتضي تكوين قاعدة فكرية , ورؤية أسلامية ينطلق منها , ويؤسس عليها بما يرضي الله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك