المقالات

المالكي يدخل الإنعاش


واثق الجابري

الأصابة الشديدة تؤدي لفقدان أهم الوظائف الحيوية وتعطلها , وأهم عنصر حيوي هو الدماغ مركز التفكير والأدراك , ويحتاج الانعاش كل من اصيب بالدماغ والموت السريري بتوقف القلب والنبض والتنفس مع بقاء المظهر الخارجي للحياة . نعجب احياناّ من الشعوب ونحسدهم وقد لا نلومهم لوجود شعب يحمل الوعي وقادة يحملون مسؤولية هموم المجتمع , ليحدثوا القفزات النوعية والتنامي الفكري للمفاهيم السياسية والانسانية لضمان التبادل السلمي للسلطة واحترام لحقوق الأخر , والتخلص بالتدريج من أفكار التفرد وقيادة الضرورة الملهمة التي تعتقد إنها لا تحتاج للتخطيط والأعتماد على مراكز البحوث والخطط الكفيلة بالرقي بالأعتماد على الواقع من كل الجوانب , والابتعاد عن سياسة التجهيل والإيهام للفرد والمجتمع , وجعل الأفكار مقيدة , لا يستطيع فيها المجتمع إدارة شؤونه بنفسه والتعبير عن رأيه بحيادية , بأستنفار كل الوسائل المتلاعبة بأمن وأقتصاد والحياة اليومية و ووضع الرمزيات كأنها المانع لأنهيار الترابط بين مكونات المجتمع , وإعتماد الخطب الرنانة والهتافات والشعارات التي لا تزيد رغيف الخبز غرام واحد , تلك الافكار ترفض التبادل السلمي للسلطة من خداع المواطن بضمان استمرار الحياة وتصدق نفسها لتجعل من أعمالها تنصب لخدمة اغراضها , سواء كان خدمة مباشرة او تصرفات سياسية .هذه السياسة رسخها اغلب قادة الصف الاول وحينما تسأل اليوم البعض في انتخابات مجالس المحافظات من تنتخب يقول .. المالكي او علاوي او النجيفي او المطلك , وهذا الانطباع لم يأتي بل من خلال الاستخدام السلبي للدعايات الانتخابية والترويج للزعماء واستذكار مواقفهم بالقوة والطائفية والمناطقية لزج الرأي العام في نزاعات لا تعبر بالضرورة عن ما يدور في اروقة السياسة من اتفاقات وتنازلات متبادلة على حساب المواطن. خطاب رئيس الوزراء خلال حملته الانتخابية لقائمة دولة القانون لمجالس المحافظات , وخلال ثلاثة خطاب وفي اول إعلان القائمة قال ( لولا دولة القانون لإنهار العراق ) وفي كربلاء تحدث عن الأغلبية السياسية , إما في خطاب النجف فقد أعلن ان العملية السياسية في مرحلة ( الانعاش ) وتحتاج لانتخابات مبكرة , في كل الخطابات تكررت العبارات والشعارات وإن المعطل لعمل الحكومة هم البعث والقاعدة وأعداء العراق من الخارج والداخل دون تسميات , والكل يقر بذلك ولكن ماهي الأليات أين الاموال الطائلة التي تقتطع من لقمة عيش الفقراء , خطابات في مجملها إبتعدت عن طبيعة تلك الانتخابات المحلية والخطط والبرامج المعدة لها لتجاوز التردي الخدمي والتراجع عام بعد أخر , وتلك المدن التي تتركز فيها حملته الانتخابية تملك دولة القانون الأغلبية في مجالسها وفي التمثيل النيابي اي ان عليها المسؤولية الأكبر في مدن تتصدر قائمة الفقر والمحرومية والأمية .الحديث عن الانهيار المرتبط بدولة القانون والدعوة للأغلبية في وقت لم يتبقى سوى أشهر للانتخابات النيابية إيحاء للناخب بعد ان جرب المحاصصة والفشل والشراكة , بإنها المنقذ الوحيد في حين ان الحكومة تم تشكيلها بهذا الشكل بتنازلات متبادلة على حساب المصلحة العامة وكل الشركاء شركاء بالفشل والنجاح , والوقت لا يكفي لتشكيل حكومة في الفترة المتبقية , إما الحديث عن وصول الحكومة الى حالة الانعاش يعيد في تفكيرنا ان الأنعاش قد ينفع او لا ينفع وتتوقف فيه الحركة ويخرج الكلام الغير مترابط وحالة من الهذيان , الناجم من المخزون الفكري والغايات التي يرجوها , عدم الترابط بين تلك الخطابات وطبيعة الانتخابات الخدمية محاولة للضغط والتأثير على الوعي وإبعاد الناخب عن هدفها وحشد بصورة سلبية , ويدل عن غياب المشاريع والبرامج الانتخابية والتنمية والخطط النابعة من دراسة الواقع , وتعبير على ان وجود القائد الرمز ضرورة ولوحده يستطيع التفكير ولا يحتاج التخطيط والاعتماد على معالجة هموم المجتمع ورأي الشركاء وأصحاب الكفاءات والخبرة , إنما الألهام يبرق لديه اّنياّ .العراق بالفعل وصل الى حالة من الشلل والتوجه نحو الانعاش وربما يتعرض للصدمات الكهربائية على القلب مباشرة كي يستفيق , وبما أن نواب دولة القانون يسمون الحكومة حكومة المالكي ولا يسمونها حكومة العراق نقول ان المالكي سوف يدخل الانعاش .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2013-04-09
الأستاذ واثق المحترم: السلام عليكم شكراً على المقال وهو عين الحقيقة ولكن أرجو منكم أن تكتبوا أو تحللوا نقطة جوهرية لطالما تعمدت النخب ان تتغافل عنها وهي : أذا كان أئتلاف دولة القانون (وهو كذلك) فلماذا الأصطفاف معه بألأتلاف الوطني ؟؟؟ ربما تشخيص الحالة المرضية هو جزء مهم من العلاج ولكن الجزء الأهم هو عزل هذه الحاله وعدم التعاطي معها ولكننا نرى العكس فهل مقولة "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" لاتزال راسخة في عقولنا ربما مقال منكم يلقي الضوء على هذا التناقض والذي استعملوه الكرد لأنتقاد هذا مكوننا
الحجيه الصريفيه
2013-04-08
بسم الله الرحمن الرحيم. .. اول علامات دخول المالكي الإنعاش هو قراره اليوم والبشرى التي أعلنها المطللك حول التعديلات الأخيره بما يسمى قانون المساءلة والعدالة ورفع الاجتثاث عن البعثيين وخاصه اليوم وهي مناسبة تأسيس حزب البعث المقبور وبفضل المالكي سيتم إعادة هذا الحزب إلى الحياة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك