المقالات

عندما تغيب المرأة ....


خميس البدر

تغيب عن الساحة هذه الايام الاصوات التي كانت ترتفع وتنادي بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل وبانها مهضومة الحقوق يتباكى على مكانتها المضيعة ولا ادري أي الحقوق اكبر عند المراة مما نحن قادمون عليه في انتخابات العشرين من نيسان فلماذا يتم السكوت وتنخفض الاصوات ويكون الحديث بالهمس وكان عملية تنويم وتستير وتسطيح للقضية خاصة اذا ما علمنا بان اكثر من نصف ان لم يصل للثلثين من ابناء الشعب العراقي هن من النساء وبالتالي فالفارق واضح بالنسبة لمن يحق لهم التصويت فالاغلبية ستكون من النساء وبذلك ستكون كفة من تصوت له المراة العراقية ومن يحظى بخيارها راجحة اما اذا بقت المرأة بعيدة عن صناديق الاقتراع فاكيد ان نسبة المشاركة ستكون منخفضة وغير مشجعة (ناهيك عن محاولة تثبيط الرجل والترويج لفكرة عدم التصويت ) وستتضاءل فرص التغيير او رسم خارطة جديدة لمجالس المحافظات ...اثبتت التجارب الانتخابية السابقة ان لمشاركة المراة دور كبير في العملية السياسية وهي ركيزة مهمة لدعم العملية السياسية فمن المفروض ان يستمر هذا الزخم والمحافظة عليه لان المرأة كانت من اكثر المتضررين من سياسات القمع والتسلط والقتل والتهجير والعودة الى المربع الاول ستكون المراة العراقية الخاسرة الاكبر في هذه المعادلة الظالمة فالارملة هي المرة واليتيمة هي المراة والمهجرة هي المراة والمعيلة هي المراة والمعذبة والمغبون حقها والمراهن على كرامتها وعفتها وحرمتها ووجودها بفقدان الرجل والحامي والمعيل هي المراة .......كل ما تحملته المراة العراقية في السابق هو في كفة وما ينتظرها من مآسي وخسران في حالة العودة الى الوراء او الاستمرار في ثقافة التجهيل والتسطيح والتنويم للمجتمع سيكون في كفة ...لا اقول هذا الكلام من باب التخويف او من باب الترغيب بل هو واقع الامر بل هي الحقيقة والتي لايريد احد ان يعترف بها ان الحديث عن حقوق المراة دائما يسلط على ظهورها ونزولها للشارع او للعمل او مشاركة الرجل او الاقتداء وابتذالها بمحاكاة نماذج غربية وعربية لا ترقى لان تكون قدوة او مثال يحتذى به وتغيب حقوق المرأة الاساسية يغيب وجودها يغيب حقها في العيش فتعميم بعض الظواهر يراد منه التغطية عن وجود وعن مصير وعن واقع بقت المراة العراقية بالخصوص اسيرة له ولا يكاد يعوضها أي قانون او قرار او تشريع لافي السابق ولا في الوقت الراهن ولم تصل دائرة شؤون المراة الى ربع تلك المعاناة وان كان ما حصلت عليه المراة في هذه الفترة يتجاوز كل الفترات الماضية ن حيث المكانة والتمثيل السياسي والاعتراف بالجميل ومحاولة رفع المعاناة ...لذا فيبقى تواجد المراة وحضوره في المشهد السياسي العراقي ضرورة ملحة ومشاركتها في هذه الانتخابات بالذات مسألة وجود وقضية وحلقة من حلقات الصراع والبحث عن العدالة الاجتماعية والخلاص من المشاكل والتركة الثقيلة التي تحملتها المراة ومضاف الى ذلك تاثيرها ودورها كركيزة مهمة وقوية للاسرة والمجتمع فان خروجها هو حماية لحق ابنها ومساعدة لزوجها وحرص على اخوتها ....فما ستقوم به المراة في هذه الانتخابات من دور سيكون دور مزدوج وعليها ان تتحمل المسؤولية وان تعي قيمة مشاركتها (وهي واعية انشاء الله )فمن كانت مسؤولة عن عائلة عليها ان تقنع ابناءها بضرورة مشاركتهم وان تكلم زوجها وان تلعب دور المرغب والواعي لادور المثبط والمبالي او المغلوب على امره لانهم اصحاب حق والحقوق تؤخذ ولا تعطى ....وكما عرفت المراة دورها وواجبها في كل الانتخابات وتجاوزت التجارب القاسية بصبر وحكمة فعليها اليوم ان تعرف قيمة صوتها وخيارها وان لايندرج ضمن الحاجيات المنزلية او ماكان له قيمة فمهما يكن الظرف والحاجة فلا يقدر قيمة الصوت وحسن الاختيار ستكون له نتائج كبيرة في هذه الانتخابات فما يروج من شراء الاصوات (بقطعة قماش او بطانية او مدفئة او عباءة او مواد غذائية او ....) او مبالغ نقدية زهيدة سيكون وبال على المجتمع وستبقى الظواهر السلبية والمعاناة مستمرة لان من يساوم الناس بهذه الطريقة غير قادر على تلبية حاجاتهم ولا يسعى للخدمة او رفع الحيف والسعي في قضاء حوائج المجتمع ....اذا في العشرين من نيسان الجاري ستكون المراة على موعد مع قرار مصيري اخر وستكون على مفترق طرق ولها خيار فيجب ان يكون خيارها وصوتها لمن يمثلها ومن يحس ويتألم ويكون اهل لان يتحمل المسؤولية .......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك